من المرتقب أن يشل إضراب الممرضين العمل في مستشفيات المملكة نهاية الشهر الجاري؛ بعد أن أعلنت حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب عن خوض إضراب عن العمل يومي 27 و28 نونبر تحت شعار "الانتفاضة التمريضية"، بجميع المراكز الصحية والمستشفيات الإقليمية والجهوية وكذا الجامعية، باستثناء أقسام المستعجلات والإنعاش. وتحتج "ملائكة الرحمة" على "نهج الوزارة الوصية لسياسة الآذان الصماء والهروب إلى الأمام وغياب إرادة سياسية لدى الحكومة ووزارة الصحة لحلحلة هذا الملف، في التفاف خطير على الخطابات والتوصيات الملكية الرامية إلى تحفيز الموارد البشرية بقطاع الصحة على وجه الخصوص"، وفق تعبير بلاغ الحركة. عفاف العم، عضو لجنة الإعلام والتواصل بحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، قالت إن "خروج الممرض المغربي للاحتجاج يأتي للمطالبة بستة مطالب؛ هي الإنصاف بالتعويض عن الأخطار المهنية، وإحداث هيئة وطنية خاصة بالمرضين وتقنيي الصحة، وإخراج مصنف المهن والكفاءات (REC)، وإنصاف ضحايا المرسوم رقم 2-7-535، ومراجعة شروط الترقي، وإدماج كافة الممرضين في الوظيفة العمومية"، رافضة توظيفهم في إطار التعاقد. وأضافت المتحدثة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "لا يعقل أن يتلقى الممرض المغربي تعويضا عن الأخطار المهنية هزيلا وثابتا، في الوقت الذي تتلقى فئات أخرى تشتغل معنا (تقصد الأطباء) تعويضا تتم الزيادة في قيمته عبر التدرج في السلم الإداري ومع مرور السنوات"، معتبرة ذلك "حيفا كبيرا، خاصة أننا نشتغل في الظروف نفسها ومعرضون للأخطار ذاتها". واستحضرت عضو لجنة الإعلام والتواصل بحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب ما وصفته ب"التمييز المفضوح الذي ينهجه مهندسو القرارات والقوانين والمراسيم والاتفاقات بوزارة الصحة في ما يخص شروط الترقي". وأفادت المتحدثة بأن "مباراة الترقي الخاصة بالأطباء تمنح كوطا بنسبة مائة بالمائة، في المقابل لا تتجاوز النسبة 13 بالمائة لفئة الممرضين رغم تقديمهم لباقة من الخدمات الصحية والعلاجية المتنوعة للمواطنين والمرضى تبلغ نسبتها حسب المنظمة العالمية للصحة (OMS) 80%"، على حد قولها. ويندد الممرضون بالموقف السلبي لوزارة الدكالي ومصالحها غير الممركزة أمام المتابعات القضائية للأطر الصحية بسبب الفراغ القانوني الحاصل، نتيجة "غياب" مصنف المهن والكفاءات (REC). ويطالب المحتجون بتحصين العلوم التمريضية والتقنيات الصحية من الدخلاء وأصحاب رؤوس الأموال، عبر التعجيل بإحداث هيئة وطنية مستقلة لوضع حد لتطاول "أشباه الممرضين على البذلة البيضاء، والإفراج عن مباريات الماستر في العلوم التمريضية وتقنيات الصحة للرقي بجودة الخدمات والعلاجات المقدمة لعموم المواطنين".