تَفَاعُلٌ إعْلاَمِي دُوليٌّ كَبيرٌ لقيهُ حفلُ تدشين القطار فائق السرعة "البراق"، الذي سيرْبطُ بين مدينة البوغاز والدارالبيضاء، وهو مشروع غير مسبوق بالمنطقة المغاربية والقارة الإفريقية. وأوردت كبريات الجرائد العالمية خبرَ انطلاق القطار فائق السرعة من مدينة طنجة في اتجاه محطة أكدال بالرباط، وعلى متنه الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي ماكرون، تَتَقَدَمُها "لوموند" الفرنسية و"ووكالة إيفي" و"واشنطن بوسط" و"لوفيغارو"، وهي المنابر التي تناقلت الخبر ساعات قليلة بعد إعلانه. جريدة "لوباريزيان"، المحسوبة على اليسار الفرنسي، أوردت، في قصاصة مأخوذة عن وكالة الأنباء الفرنسية (أ. ف. ب)، أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وملك المغرب محمد السادس، افتتحا، أمسِ الخميس، أول خط فائق السرعة (High Speed Line HSP) في أفريقيا"، مضيفة أنه "تم بناء هذا الخط بطول 200 كلم بين طنجة والقنيطرة بفضل دعم الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية". وأضاف المنبر الفرنسي أنه "منذ بداية الأشغال سنة 2011، تمَّ تركيب 700 ألف قطعة و7400 قطب سلسلي، بالإضافة إلى 12 جسراً مائياً و169 جسراً يربطُ الخط السككي، وسوف يصل القطار من طنجة إلى الدارالبيضاء خلال ساعتين و10 دقائق، بدلَ خمس ساعات على متن القطار العادي". واحتفتْ جريدة "لوموند" الفرنسية بالشراكة "الواعدة" بين المغرب وفرنسا، وقالت في قصاصة لها إن "القطار فائق السرعة هو في المقام الأول ثمرة شراكة استراتيجية فرنسية-مغربية، حيثُ قامت باريس بتمويل 51٪ من تكلفة المشروع، أي 1.1 مليار يورو"، مضيفة أن "المشروع فخر السكك الحديدية الوطنية المغربية (ONCF)، ومديرها العام، محمد ربيع الخليع". ونقلت "واشنطن بوست"، الجريدة الأمريكية ذائعة الصيت، أنَّ "المغرب اقتنى 12 عربة من شركة Alstom الفرنسية" متوقفةً عندَ "دلالة الاسم الذي اختارهُ الملك محمد السادس للقطار فائق السرعة، الذي يرتبطُ بمرجعية إسلامية نسبةً إلى البراق، وهو مخلوق مجنح أسطوري نقل الأنبياء إلى السماء". وكشف المنبر الأمريكي أن "مكتب السكك الحديدية في المغرب يتوقع 6 ملايين مسافر على مستوى هذا الخط الجديد في السنوات الثلاث الأولى من التشغيل"، بينما نقلت إشادة الحكومة المغربية بهذا المشروع الذي يعدُّ "إنجازًا رئيسيًا في تطوير البنية التحتية للبلاد"، على الرّغم من أنَّ "الخط أثار جدلاً واسعاً بتكلفته المرتفعة". أما وكالة الأنباء الصينية، فأوردت عبر مراسلها من الرباط أن "القطار الجديد يعدُّ جزء من الجهود الرامية إلى إعادة إحياء وتطوير قطاع السكك الحديدية الوطني بالمغرب، الذي استمر لعدة سنوات وحشد استثمارات بحوالي 7.5 مليارات دولار"، مشيرةً إلى أن "TGV" واسمه "البراق"، "يدخلُ ضمن المرحلة الأولى من خطة رئيسية لتطوير شبكة السكك للقطارات عالية السرعة في المغرب (TGVM)، وخطة التنمية متوسطة وطويلة الأجل، بهدف تلبية حاجيات المواطنين من التنقل". ونشرت وكالة "إيفي" الإسبانية أنَّ "الخط الجديد سيساعد في تحرير القدرة على نقل البضائع على وجه الخصوص القادمة من ميناء طنجة المتوسطي، وتطوير الخبرات الوطنية، وتشجيع نقل المهارات والشروع في تطوير نظام بيئي للسكك الحديدية المحلية التي ستشع على المستوى الإقليمي وحتى القاري".