أشرف جلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية إمانويل ماكرون، أمس الخميس بطنجة، على تدشين القطار فائق السرعة “البراق”، الذي يربط بين مدينة البوغاز والدارالبيضاء، وهو مشروع غير مسبوق بالمغرب العربي وبمجموع القارة الإفريقية، وقد استغرقت الأشغال الخاصة به، ما يقارب الثماني سنوات من العمل، واستثمار مالي يناهز 23 مليار درهم، بغرض الربط بين مدينة طنجة والعاصمة الاقتصادية، ما سيساهم في تقليص مدة السفر بين القطبين الاقتصاديين، من 5 ساعات تقريبا إلى ساعتين و 10 دقائق. ومن المقرر، أن يمر القطار فائق السرعة “البراق”، الذي انطلقت الأشغال عليه منذ سنة 2011، عبر 7 محطات وهي محطات طنجة، أصيلة، العرائش، القنيطرة، سلا، الرباط و الدارالبيضاء، على طول 400 كلم منها 200 كلم من السكك الحديدية المخصصة له، والتي ستمكنه من الوصول لسرعة تقارب 320 كلم/س. ولتأسيس المسار المخصص لهذا القطار تم استخدام ما يناهز 48 ألف طن من القضبان السككية، و 700 ألف من العوارض الحديدية، زيادة على 340 كلم من أسلاك التوتر العالي لنقل الكهرباء، و 67 مليون قدم مكعب من مكعبات الاسمنت الصغيرة. ويقطع القطار فائق السرعة المغربي مسافة الرحلة بين القطبين الاقتصاديين للمملكة طنجةوالدارالبيضاء في ساعتين فقط بدل خمس ساعات حاليا، وذلك ابتداء من أواخر نونبر. وأعلن عن مشروع الخط فائق السرعة في 2007 أثناء زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي إلى المغرب، وتفقد خلفه فرنسوا هولاند ورشة إنجازه عند زيارته المملكة سنة 2015. وشملت هذه الورشة الضخمة مجالا معرضا لمخاطر اهتزازات زلزالية تتخلله مناطق تضم بركا مائية وأخرى تهب فيها رياح قوية. وتضمنت الأشغال 67 مليون متر مكعب من الحفر والردم، وبناء 12 جسرا يمتد أطولها على مسافة 3,5 كيلومترات، فضلا عن 169 قنطرة طرقية و117 منشأة هيدرولية. وكان يرتقب أن تنتهي الأشغال في سنة 2015 بيد أنها تأخرت بسبب إجراءات نزع ملكية الأراضي التي يمر فيها الخط فائق السرعة، والتعقيدات المرتبطة بالمشروع القائم على شراكة فرنسية مغربية. يقارب طول الخط السككي فائق السرعة 350 كيلومترا يقطع 320 منها بسرعة 180 كيلومتر في الساعة انطلاقا من طنجة حتى القنيطرة، ثم تنخفض سرعته بعد ذلك إلى 160 كيلومترا في الساعة. ووفرت المجموعة الفرنسية ” ألستوم” 12 عربة من طابقين تصل سعتها إلى 533 مسافرا فيما تقارب كلفة المشروع حوالي 23 مليار درهم (حوالي ملياري يورو)، ما يزيد بحوالى 15% عن التقديرات الأساسية، لكنه أدنى بكثير من متوسط التكاليف الأوروبية، بحسب وزارة النقل المغربية. ومولت فرنسا 51 بالمئة من المشروع بواسطة قروض مختلفة، فيما مول المغرب 28 بالمئة منه، وتوزعت 21 بالمئة المتبقية بين صناديق عربية (السعودية، والكويت والإمارات…). ويرتقب أن تطرح أولى التذاكر للبيع بعد التدشين الرسمي للخط على أن يفتح أمام عموم المسافرين نهاية نونبر، بحسب معلومات استقتها وكالة فرانس برس في طنجة. ويراهن مكتب السكك الحديدية على بلوغ سقف 6 ملايين مسافر في أفق ثلاث سنوات من بدء تشغيل الخط. وباشر المكتب أيضا أشغالا لتطويل شبكة السكك التقليدية بين الدارالبيضاء ومراكش لتقليص مدة الرحلة بين المدينتين، فضلا عن تطوير نقل البضائع الذي يعتبر موردا أساسيا للمكتب. هذا وأطلق جلالة الملك محمد السادس إسم “البراق” على القطار فائق السرعة، وهو “مستوحى من الدابة المجنحة” الوارد ذكرها في القرآن، وذلك دلالة على “السرعة والسفر” بحسب بيان لمكتب السكك الحديدية في يوليوز.