احتفاء استثنائي أقامته وزارة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بالثنائي الطبي عبد الحميد بنعزوز وربيعة بوعلي بنعزوز، المغربيين المتخصصين في علاج الشلل الرعاشي، اليوم الأربعاء في العاصمة الرباط، استحضارا لمنجزاتهما ومن أجل نقل خبراتهما الواسعة في المجال إلى الأطباء المغاربة، في أفق إقناع كل الطاقات المغربية في الخارج بالعودة إلى أرض الوطن. اللقاء الذي جاء بمختلف المتخصصين في علاج الشلل الرعاش من مستشفيات المغرب، قال من خلاله عبد الحميد بنعزوز، مدير البحث العلمي اختصاصي في مرض الشلل الرعاش في جامعة بوردو بفرنسا، إن "فريق عمله يشتغل على هذا المرض أولا من أجل استيعاب ما الذي يقع في دماغ المرضى، ثم اقتراح أدوية وعلاجات لهذا المرض"، مشيرا إلى أنه من مواليد مدينة القصر الكبير التي درس بها الابتدائي والثانوي، ثم واصل دراسته بكلية العلوم تطوان، ليلتحق بعدها ببوردو لتحضير دكتوراه في علم الدماغ. وأضاف بنعزوز أن الدكتوراه التي أنجزها مرتبطة بمرض الشلل الرعاش لدى الحيوانات وتأثيراته على الدماغ وهي التي مكنته من إيجاد المشكل بالضبط، موردا أنه لاحظ أن جزءا من دماغ تلك الحيوانات يتعطل عن الاشتغال في حالة الإصابة، فقام بزراعة إلكترونات في دماغها تعمل على الاستفزاز بالكهرباء، ولاحظ بعدها أن الأمر كان ناجعا، ولما استعرض ما توصل إليه في المؤتمرات العلمية الدولية أبدى جراحو الدماغ اهتماما كبيرا. وأردف الطبيب المغربي: "اقترحت على الخبراء أن يُطبق العلاج على الإنسان، ونجح الأمر فعلا بشكل ممتاز، وبسبب ذلك اتبع العالم كله تلك الطريقة"، وزاد: "في أواخر سنة 2000 جئت إلى المغرب وأيقنت بأنه من الضروري أن يطبق هذا العلاج في المملكة، واقتنع الزملاء بالعلاج، وقاموا بمعيتي بأول عملية في 10 شتنبر بالدارالبيضاء، ثم اقترحت الأمر مجددا على العديد من المدن منها الرباط وفاس ومراكش ووجدة". بدورها، قالت ربيعة بوعلي بنعزوز، دكتورة في علم الدماغ باحثة في جامعة بوردو، إن تواجدها اليوم "يأتي في إطار يوم نظمته وزارة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة هدفه مشاركة التجارب والكفاءات بين الأطباء المغاربة الممارسين خارج الوطن وزملائهم داخل المغرب"، مضيفة أن "الحاضرين سيتداولون في موضوع علم الدماغ بصفة عامة، ومرض الشلل الرعاش وآخر التطورات في ميدان البحث العلمي لعلاجه بصفة خاصة". وأبرزت بنعزوز أن "اللقاء يحتضن كفاءات فرنسية ستتناول الأبحاث التي تجرى في فرنسا، وستعطي نظرة عن البحث العلمي في مختلف بلدان العالم، فضلا عن مغاربة يمارسون هذا النوع من الجراحة في المستشفيات المغربية"، وزادت شارحة أن "هناك عدة طرق للشفاء من المرض؛ أولها التداوي العادي بالأدوية، ثم العملية الجراحية، والدكتور عبد الحميد بنعزوز هو من اشتغل عليها في فرنسا". وأوضحت الدكتورة أن "العديد من المراكز الاستشفائية المغربية تقوم بالعملية، وهي متفرقة بين الدارالبيضاءوالرباط ومراكش ووجدة، وغيرها". من جهته، قال وزير الصحة، أنس الدكالي، إن "اللقاء العلمي المنظم اليوم حول مرض الشلل الرعاش، سيستعرض الخبرات لمعالجة المرض الذي يصيب الناس بعد تجاوزهم لسن الستين"، لافتا إلى أن "عدد المرضى في المغرب ليس كبيرا، لأن نسبة المواطنين الذين يتجاوزون الستين سنة في المملكة لا تتجاوز 10 في المائة، لكن هذا المرض ممكن أن يتفشى". وأشار وزير الصحة إلى أن "العديد من الخبراء الأجانب سيستعرضون اليوم خبرتهم أمام الأطباء المغاربة فيما يخص العلاج بالأدوية والتدخلات الجراحية التي ستساعد في الحد من المرض ومظاهره".