في إطار تفعيل الجهة 13 للمقاولين مغاربة العالم، اجتمع ثلة من خبراء علم الدماغ، أجانب ومغاربة مقيمين بفرنسا، ضمن أشغال يوم علمي لتقاسم وتبادل الخبرات حول موضوع مرض شلل الرعاش، تكريما لكل من الدكتور عبد الحميد بنعزوز والدكتورة ربيعة بوعلي بنعزوز، اليوم الأربعاء 15 نونبر 2018، بالرباط. وقال وزير الصحة أناس الدكالي، في كلمته الافتتاحية لليوم العلمي المنظم من قبل الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة: " إن لقاء اليوم يعد مناسبة للانفتاح على الطاقات والخبرات والكفاءات المغربية بالخارج في المجال الطبي والعلاجي والبحث العلمي، ومناسبة للتعرف على الإمكانيات المغربية في هذا المجال، وفرصة لتوسيع العرض العلاجي والصحي في بلادنا بالإضافة إلى تطوير البحث العلمي في هذا المجال ". وبالمناسبة ذاتها، أكد الدكالي أن وزارته تعمل بمعية الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، على تفعيل سياسة للانفتاح على الكفاءات المغربية، لكون القانون يسمح بجلب الاستثمارات في المجال الصحي، واعتبر المتحدث ذاته، أن قطاع الصحة بمثابة خزان لمناصب الشغل ينبغي فتح المجال أمام الكفاءات العالية التي يمكن أن ترفع من جودة الخدمات الصحية كما أكد على ذلك الخطاب الأخير للملك وتوجيهاته فيما يتعلق بفتح المجال أمام الكفاءات العالية. ومن جانبه قال مدير البحث العلمي بجامعة بوردو بفرنسا، عبد الحميد بنعزوز: " عملنا يقوم على محاولة فهم ما يقع داخل دماغ مرضى شلل الرعاش، وبالتالي تطوير أدوية جديدة لعلاج هذا المرض "، وتابع الخبير المغربي ضمن تصريحات صحفية موضحا : " مرض شلل الرعاش ينتج عن موت الخلايا التي تفرز مادة الدوبامين، مما يتسبب في فقدان المرضى للحركية بالإضافة إلى ظهور ارتعاش، ولأن تعويض هذه الخلايا الميتة غير ممكن، نحاول إعادة تفعيل الجهة المتضررة من المخ بعملية جراحية ". وأشار بنعزوز في حديثه، إلى أن فرقته الطبية هي أول من طورت هذه التقنية للعلاج، وطبقت لأول مرة في المغرب بتاريخ 10 شتنبر 2007، بالدار البيضاء، وأصبحت هذه التقنية منتشرة منذ ذلك الحين بالعديد من المدن المغربية بعد أن كان مرضى شلل الرعاش بالمغرب مضطرين للسفر إلى فرنسا لإجراء نفس العملية. وفي ختام تصريحه، دعا بنعزوز جميع الخبراء المغاربة المقيمين بالارج إلى مشاركة معارفهم وخبراتهم في مختلف مجالات اختصاصهم، مع بلدهم المغرب، من أجل المساهمة في تطوير الكفاءات الوطنية في جميع المجالات العلمية والصناعية. وبخصوص عملية تشخيص مرض شلل الرعاش، قالت دكتورة علم الدماغ بجامعة بوردو، ربيعة بوعالي بنعزوز: " إن اختصاص تشخيص مرض شلل الرعاش من اختصاص أطباء علم الدماغ، والأعراض تتمثل أساس في الارتعاش وفقدان الحركة بالإضافة إلى الإرهاق والألم "، وأردفت الخبيرة المغربية: " بالنسبة للعلاج، في البداية نحاول تعويض المادة المفقودة بأدوية وهذا النوع من العلاج يقدم نتائج جد حسنة في خمس السنوات الأولى وبعدها لا يستجيب المريض مع هذا النوع من العلاج، ومن طرق العلاج الفعالة كذلك نقوم بإجراء عمليات جراحية لمن توفرت فيهم الشروط الكفيلة لإنجاح العملية". وفيما يتعلق بأرقام وإحصائيات الأشخاص المصابين بالمرض، أكد رئيس الجمعية المغربية لجراحة المخ والأعصاب، محمد فايز الشاوي، أن المرض يصيب الأشخاص المتقدمين في السن فوق الخمسين والستين سنة، بنسبة تتراوح ما بين 1 إلى 2 بالمائة، إلا أنه أصبح يلاحظ إصابة أشخاص لا يتجاوز سنهم الثلاثين سنة، بالمرض ذاته. وشهد اليوم العلمي حضور الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، بالإضافة إلى مشاركة العديد من خبراء علم الدماغ الأجانب والمغاربة بجانب طلبة كلية الطب، عملوا خلال أشغال ثلاث حصص على طرح مواضيع وتجارب تهم مرض شلل الرعاش، وذلك في إطار تقاسم التجارب والخبرات بهدف تطوير الأطر الطبية بالمغرب، ومشاركة التقدم العلمي بالقطاع الطبي، بالإضافة إلى توسيع نطاق الشراكات فيما يتعلق بالمهارات.