تقرير إخباري: العدالة الدولية تلاحق "أصدقاء الغرب" وتكسر حصانة الكيان الصهيوني    أشرف حكيمي يجدد عقده مع باريس سان جرمان حتى 2029    بتعليمات سامية من جلالة الملك ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء    انطلاق عملية "رعاية 2024-2025" لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    مواجهات نارية.. نتائج قرعة ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية    بعد الإكوادور، بنما تدق مسمارا آخر في نعش الأطروحة الانفصالية بأميركا اللاتينية    ولد الرشيد: رهان المساواة يستوجب اعتماد مقاربة متجددة ضامنة لالتقائية الأبعاد التنموية والحقوقية والسياسية    مجلس المنافسة يغرم شركة الأدوية الأمريكية "فياتريس"    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    المنتخب الليبي ينسحب من نهائيات "شان 2025"    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    ارتفاع مؤشر التضخم في شهر أكتوبر    أداء سلبي في تداولات بورصة البيضاء    زَمَالَة مرتقبة مع رونالدو..النصر السعودي يستهدف نجماً مغربياً    التنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب تدعو الزملاء الصحافيين المهنيين والمنتسبين للتوجه إلى ملعب "العربي الزاولي" لأداء واجبهم المهني    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم "داعش" بالساحل في إطار العمليات الأمنية المشتركة بين الأجهزة المغربية والاسبانية (المكتب المركزي للأبحاث القضائية)        تفكيك شبكة تزوير وثائق السيارات بتطوان    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    أسباب الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار وقف الحرب!    لأول مرة في تاريخه.. "البتكوين" يسجل رقماً قياسياً جديداً    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب        دفاع الناصري يثير تساؤلات بشأن مصداقية رواية "اسكوبار" عن حفل زفافه مع الفنانة لطيفة رأفت    مفتش شرطة بمكناس يستخدم سلاحه بشكل احترازي لتوقيف جانح    تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    زنيبر يبرز الجهود التي تبذلها الرئاسة المغربية لمجلس حقوق الإنسان لإصلاح النظام الأساسي للمجلس    وهبي: مهنة المحاماة تواجهها الكثير من التحديات    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !        تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء    أنفوغرافيك | صناعة محلية أو مستوردة.. المغرب جنة الأسعار الباهضة للأدوية    تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يا ثوار وال ستريت سددوا!
نشر في هسبريس يوم 14 - 11 - 2011


توطئة
تفتح صفحات مواقع الشبكة العنكبوتية، فتخبرك، وهي معززة بوثائق بيانية وحسابات علمية وصور ميدانية عن الأزمة الاجتماعية التي تمر بها أمريكا، ومن يدور في فلكها الاقتصادي والأيديولوجي.
تتزاحم الدراسات الوصفية والنقدية والتحليلية والتركيبية، على الجواب عن سؤال "ماذا" والإتيان بعلم الماهية. وإن ارتقت درجة للجواب على سؤال "لماذا السببية"، فثلة من الخبراء يعرفون الأسباب الحقيقية، كما يعرفون أبناءهم، لكنهم يكتمون الحق وهم يعلمون. وقليل من الخبراء من تجد لهم الشجاعة الأدبية، للتصريح بأسباب الأزمة الموضوعية، والتلميح لأصحاب المسؤولية. وقلة من الخبراء من يرتقي درجة في دراسة الظاهرة لكي يجيبك عن سؤال "كيف الخروج" من هذا الإعصار الذي جر اقتصاديات العالم إلى حافة الإفلاس والكساد. والنادر من الخبراء من يتوسل المفاتيح القرآنية للجواب على تلك الأسئلة. وأندر من النادر من يدلك على ميزان العدل الشمولي الذي قامت به السماوات والأرض، فيصقل فهمك للقوانين القرآنية لكي تستخرج منها " تكنولوجيا " جديدة لانتاج مجتمع ينعم بالعدالة والكرامة والرخاء، وبكل ما تطمح إليه تلك الحركات الاحتجاجية، في بداية هذا القرن الذي يراه العقلاء قرنا سوف يضع نظاما جديدا يوازن بين الماديات والروحانيات. بعد قرون طغت فيه الماديات، وانحرفت فيه الروحانيات تحت هيمنة المرجعية العلمانية التلمودية.
ميزان الوسائل والغايات
نعالج إشكالية الموازنة بين الماديات والروحانيات عبر طرح مختبري، هندسي، ربما سوف لن يكون له أي سحر شعري بياني، يساعد على مواصلة مجهود القراءة. فقليل من الصبر لكي تفهم المقاصد، وتتحرر الإرادات من استكبار الرفض. والرفض سوف يكون صعبا، لأن دقة القوانين العلمية، وصرامة منهجها ، سوف لن يعارضها إلا من سفَّه نفسه، وركب الهوى الذي يضل به الله أكثر المستكبرين.
كل مشروع يهدف لهندسة التغيير، تكون بدايته الاتفاق على المصطلحات والمفاهيم، وعلى وحدات الوزن والقياس، ومعايير القيم، وبوصلة الوجهة وتحديد المواقع ... والعمل سوف يكون معقدا شيئا ما، لأن الميزان سوف يكون مطلوبا في مجالين:
الميزان المادي الفزيائي الخَلْقي: للتعامل مع قوانين الطبيعة والانتفاع التسخيري، التكنلوجي بها، فهو ميزان الوسائل؛
الميزان المعنوي الروحي الخُلُقي: للتعامل مع قوانين الشريعة المحددة للقيم والأخلاق، فهو ميزان الغايات الوجودية.
والبعض سوف يرى أن التعامل مع قوانين الطبيعة أمر ميسر، لأنه يقع داخل مجال العقل. أما التعامل مع قوانين الشريعة ومعايير الأخلاق والقيم، فهذا لا علاقة له بالعقل والعلوم الدقيقة، وبالتالي سوف يختلف فيه الناس اختلافا عظيما. إلى الدرجة القصوى التي يطالب فيها كل واحد من البشر الاعتراف بميزانه الخاص للقيم، ومعياره الشخصي للخير والشر. والأمر هو كذلك، في إطار قانون التنوع. بل هو عين حقوق الإنسان: حق كل واحد أن يكون له ميزانه الخاص، في إطار الحرية والكرامة والخصوصية التي شرف بها الإنسان.
وهنا لابد من الاستعانة بمعيار آخر لتنظيم العلاقة بين قوانين الطبع وقوانين الشرع. إنه ميزان المسؤولية والتكليف. ولتوضيحه ربما استعنا بمثال بسيط : لما تعرف الإنسان على قانون الجاذبية ومعادلاتها، خضع له ولم يرفضه. ثم حكم به في تكنولوجيا الطيران، فحلق في السماء بالطائرة والمنطاد والصاروخ وغيرها من الوسائل التي سوف يعثر عليها عند الحاجة، والحاجة أم الاختراع. وقبل ذلك خضع للجاذبية غريزيا لِما له ولكل الدواب الأخرى، من تصرف نابع من قانون طبيعي يسمى قانون الحفاظ على النفس، فهو المنفر من إلقاء النفس من الارتفاعات الشاهقة.
لما انتهى خلق الله إلى طور الإنسان العاقل المكلف والتطور، والأطوار هي عين قوله تعالى: {{ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً }} "سورة نوح الآية : 14" هيأ الله له ظروف الاستخلاف، ليظهر قدرته وعجيب صنعه للملائكة الذين اعترضوا على السجود لآدم، لما قال لهم سبحانه وتعالى: {{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}}. [البقرة:30]
ولربما كان اعتراضهم لما شاهدوا صراعات الأمم قبل بعثة سيدنا آدم، وهو أول البشر الذين ابتلاهم الله بالأمر والنهي، أي التكليف... فكان ذلك دليلا من بين أدلة أخرى، تعضض نظرية التطور، لئلا يتهم العلوميون المسلمين بمعارضة العقل، فتتعزز حجة العلمانيين: الدين يعارض العقل والسياسة. وهذه الملاحظة ليست خارج موضوعنا لأننا ندندن حول نقد العلمانية التلمودية كما سيتضح ذلك...
قوانين الطبيعة لم تكن من وضع الإنسان، وما له من سبيل إلا أن يخضع لها، ويحترمها، ثم يستعملها بعد التعمق في معرفة معادلاتها الرياضية، لكي يستخرج منها تكنولوجيا نافعة. وأمريكا في زمننا هذا هي المستخلفة على التكنولوجيا، لمَّا نشرتها لتنتفع بها البشرية جمعاء. وكان أوج الاستخلاف وصولها إلى القمر. فتوشك أن تحتكرها وتكتمها، تلبية لمصالح شركات النفط والحرب، فيكون ذلك بداية لاستخلاف الله شعوبا أخرى عليها، كالصين...
أما بالنسبة لموازين الشريعة الضابطة للقيم المعنوية والأخلاقية، فيربطها أهل التحقيق بعالم الأمر، وهو غير عالم الخَلْق، وهو عالم الغيب والروحانيات الخارجة عن مجال الضبط العقلي. الإنسان مخير في الإيمان به والخضوع لقوانينه كما يخضع للقوانين المادية. أو جحوده والتمرد على أوامره ونواهيه،لأنه حر في ذلك. لكنه في نفس الوقت مسؤول كما قلت عن حريته هذه. مسؤول عن ماذا ؟ إنه مسؤول عن التعرف علي قوانين الشريعة الحقة التي لم يطلها تزوير، "فلا يعذر أحد بجهل القانون" كما تقول الحكمة الوضعية، ثم احترامها، ثم تطبيقها التسخيري الاستخلافي التكنولوجي كما فعل بالقوانين الطبيعية، إن أراد التناغم مع الكون.
فإن قلت: إن له الحرية والقدرة في اختراع موازين المعاملات غير موازين الشريعة، قلنا إن كان ذلك غير وارد في مجال قوانين الطبيعة، أي أنه لا يستطيع رفع تحدي عملية الخلق مثلا، رغم ارتباطها بالعالم الملموس الذي يقع في متناول عقله، وهو عين قوله تعالى : {{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ...الآية }} [الحج: 73]، وإن كان هذا الإنسان لا يستطيع وضع قانون طبيعي كالجاذبية مثلا، فمن باب أحرى وأولى أن لا يستقيم الاختراع في عالم ميزان القيم والمعاملات، لأن الموازين والمعايير سوف تتعدد إلى ما لانهاية. وكل واحد سوف يدافع عن ميزانه. والبشرية اليوم تعترض على ميزان الكيل بمكيالين، فما بالك إن جاء كل واحد بمكياله... وهو ما عبر عنه ربنا الحكيم العليم بقوله: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ. [الأنبياء:22]. فتبين أن الفساد يأتي نتيجة تعدد موازين القسط ... وبهذه المعاني يتعمق فهمنا لقوله تعالي في سورة الرحمن : {{ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}} "سورة الرحمن: 7" ، فنبادر خاضعين مستسلمين، لا لوضع ميزان القيم واختراع شرعها، فهذا من اختصاص المشرع المطلق جل وعلا، وإنما نبادر للحكم بموازين القسط القرآنية التي تبينها الشريعة: لقوله تعالى {{ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}} "الرحمن : 9 ".
مجمل القول: النظام الصالح المصلح المستخلف هي الدولة التي يكون الحكم فيها لا يخسر موازين القسط: ميزان قوانين الطبيعية وميزان قوانين الشريعة. وهو العدل الشمولي الذي يحققه الحكيم الذي ينزل الأمور منازلها، فلا يحكم هواه فيفرض معاييره الخاصة على الناس. فإن تجبر واستكبر وظلم وحاول فرض موازينه، فالشعوب له بالمرصاد. وقد قيل إن الظلم يأذن بزوال الملك. فيفهم اللبيب سبب نزع الملك عن المفسد المستبد، لما يسقط صلاحه: لا يؤمن بالغيب وشريعته. ولما يسقط إصلاحه : بابتعاده عن التسخير النافع لقوانين الطبيعة. فهو فاسد مفسد: فاسد لا يؤمن بالمشرع المطلق؛ مفسد يسعى في إهلاك الحرث والنسل. فهو بعيد عن الوصف الذي يمدح الله به حزبه : الذين آمنوا وعملوا الصالحات. فهم الذين يوازنون بين الماديات والروحانيات أي بين قوانين الطبيعة وقوانين الشريعة.
احتلوا وال ستريت لماذا؟
انطلاقا من هذه المعايير التي حددناها لنقيم الوزن بالقسط ولا نخسر الميزان، نلج صلب الموضوع لمعالجة الأسئلة المنهاجية التي طرحناها في البداية.
لا مناص من معالجة أهم سؤال يطرحه الناس على المنتفضين في العالم الذي نشهده الآن يتغير بسرعة يطوى فيها المكان والزمان. ماذا تريدون بالضبط يا ثوار "احتلوا وال ستريت" ؟ فيجيبهم الشباب الثابت في اعتصاماته رغم البرد الشديد، والجوع، والمرض، يذكرون البشرية بثبات وصبر العظام الذين بصموا التاريخ: إننا نريد الحفاظ على قوتنا الثورية السلمية. وقوتنا سببها عدم تحديد ما نريد. عدم الإفصاح بدقة عن أهدافنا يجعلنا في حل عما يتهمنا به الآخرون... سوف نتركها شورى بيننا.
وهذا الغموض المقصود يمكنه تمديد عمر الانتفاضة إلى حين استعداد المسؤولين في الدولة، للتفاوض مع الحركة. وحينها سوف تكون الحركة مضطرة لتحديد ما تطمح إليه، إذ لا يعقل أن تتفاوض على لاشيء.
فلو سارع الحكام وفاوضوها الآن، لوجدوها طرائق قددا، تتعدد موازين طروحاتها وطموحاتها، فقواها وزخمها الثوري آئل إلى خفوت بحكم قانون اللاتناغم، حيث تتطارح القُوى فيما بينها، ثم تتلاشى.
وكأن لسان حال شباب التغيير سواء في الربيع العربي أو في حركات احتلوا يقول: نحن لا نعرف كيف نصلح العالم ولكن نريد حكاما، غير هؤلاء الحكام الفاسدين، وهم سيقترحون علينا الحلول الناجعة. فنختار منهم من نراه صالحا للجميع. ولربما يتعدى صلاحه حتى إلى تلك الفئة القليلة جدا من الأثرياء الذين يسيطرون على الأوضاع عن طريق شراء الحكام، ويجرون العالم إلى الهاوية التي ليست في مصلحة أحد...
ما هو أصل داء الأمم؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنه سيصيب أمتي داء الأمم) قالوا وما داء الأمم؟ قال: (الأشر والبطر والتكاثر والتنافس في الدنيا والتباعد والتحاسد حتى يكون البغي ثم الهرج). وقال أيضا صلى عليه وسلم (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله إلا السام).
وقبل التداوى يتحتم على الثوار في العالم التشخيص الصحيح لأصل الفساد الذي ينخر جسد المجتمع وأسبابه.
يثور العالم في هذه الحقبة التاريخية ضد نظام تسود فيه المرجعية العلمانية التلمودية. فهي أصل مدونات القوانين التي تحكم العالم الحديث. وذاك هو أصل الداء، علمه من علمه، أو جهله من جهله. رمز ذلك النظام : تمثال الحبر "سبينوزا" في مدينة لاهاي قرب أمستردام التي هي أم نيويورك. ونيويورك هي قبلة المرابين، وهيكل المحتكرين المعطلين لتداول المال والسلطان بين الناس. سبينوزا هو الذي أسس دين العلمانية التلمودية الذي يحكم العالم حاليا. وهو الدين الذي فرض قانون فصل الحكم عن الأديان كلها، باستثناء العهد القديم!! والعهد القديم هي التوراة المحرفة، وهي التلمود الذي نسخته شريعة القرآن بعدما بين لليهود جميع الأحكام التي زوروها. كأحكام الربا والاحتكار والغش وأكل أموال الأمم بالباطل، بعد اعتبارهم من "الأمميين" أي غير اليهود، الذين يجوز ظلمهم... وغيرها من التحريفات التي يضيق المقال لذكرها.
فلما تخندق أبناء إبراهيم عليه وعلى نبينا السلام، من حكام العرب ويهود صهيون في خندق العلمانية التلمودية، وجعلوها مرجعية حكمهم على العالم، بعد التمرد على المرجعية القرآنية، ولما اقتسم مترفو العرب ثروات المسلمين، مع أثرياء بريطانيا وفرنسا وأمريكا، وورطوها في المعاملات الربوية، ثارت شعوب العالم على حكمهم الفاسد المستبد الجائر. والربيع العربي، وبعده حركة ” احتلوا هيكل المرابين في وال ستريت” وبعدها حركات مماثلة في العالم الغربي، هي من جملة الآليات و الجنود المجندة التي يسخرها الله لإمضاء سنة التداول على الثروة والحكم الصالح المصلح... لأن الخلق كلهم عيال الله والله لا يريد إلا الخير لعياله...
فحكام العرب الخاضعون للمرجعية العلمانية التلمودية هم إلى ذبول وأفول، عن طريق ثورات الربيع العربي، لما شهد الناس جميعا على سوء تدبيرهم للسلطة وللثروة التي سيطروا عليها، من عائدات نفطية ومعاملات ربوية وأصول في شركات الصناعات الحربية. إنها سنة التداول على الحكم بالقسط. يحكم به من أراد أن تسري عليه اصطفائية الاستخلاف، بعد محبة حقيقية لله ولرسوله، تبعا لقوله تعالى : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءاَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}} “المائدة:54′′.
أما حكام اليهود فلا يصلح أمرهم وبالتالي أمر أمريكا التي يحكمون، وأمر الشباب الذين يطالبون بالتغيير، في ثورات " احتلو"، إلا إذا رجعوا إلى الشريعة الحقة المنزلة على الرسل، والتي جددها لهم القرآن الكريم. فلا مناص لهم من الرجوع إلى إقامة العدل الشمولي من احترام لقوانين الطبيعة ولقوانين الشريعة... أجملتها عبر مقاصد الشريعة الخمس في كتاب العلمانية وسيطرتها على سياسة المجتمع المغربي ، مضى عليه ربع قرن... فلربما أذن زمن نفعه للعالمين... مما ورد فيه :
" فإذا تخلوا ( أعني اليهود ) عن عوامل احتقار وإفساد البشرية، فلا شك أنهم سينالون حبلا ومددا من الله ومن الناس. وعوامل الإفساد هذه التي يتحتم عليهم اجتنابها هي:
• الإسراف والترف والفسق والتناسل داخل حلقات القرابة المتكررة والعنصرية والزهو بشعبهم المختار، وذلك لاحترام قانوني الحفاظ على النفس والحفاظ على النوع؛
• تحريف الكلم عن مواقعه ونشر إعلام مضلل ومشوش ملؤه الأكاذيب والإشاعات التي تخدر عقل البشرية وتعيق الإدراك السليم للأشياء، وكفهم على ترويج المخدرات والخمور وذلك لاحترام قانون الحفاظ على العقل؛
• المعاملات الربوية والاحتكارية وعبادة العجل الذهبي بكنز الذهب ومنعه من الرواج وتسخير البشر من خلال التداين بالربا لخدمتهم، دون تحمل عناء الكد وكلفة السعي وراء الرزق المشروع، وباجتناب ذلك سيسخر الله لهم الأعمال الصناعية المنتجة، كما سخر الله المعادن لآل داوود. وهذا هو شرط احترام قانون الحفاظ على ثروات البيئة؛
• الاعتراف والإيمان بالرسالة المحمدية التي تذكرهم بالأمانة وترشدهم لما اختلفوا فيه، عندما زور أحبارهم تعاليم الرسائل السماوية وشريعة التوراة، وهذا هو شرط احترام قانون الحفاظ على الدين.
وبعد استيفاء شروط مقاصد الشريعة المنزلة في التوراة والإنجيل والقرآن، يمكنهم أن ينعموا بطيب العيش بين بني عمومتهم في فلسطين وغيرها، أو في أقطار العالم القديم والجديد، وأرض الله واسعة...
وبكلمة موجزة، لا يمن الله عليهم إلا إذا رجعوا لتحقيق مقاصد الدين التي أثبتتها تعاليم التوراة والإنجيل والقرآن. أما إذا تمادوا في غيهم فوعيد الله لهم بالمرصاد ولو ظهرت الخوارق الكونية على يد كبيرهم المسيح الدجال، أو أفلحوا في جر البشرية إلى نار الحروب النووية، طبقا لقوله عز وجل:
{{كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله}}. المائدة ؛ 64 . وهم يتهيئون لها بمقتضي عقيدة هرمجدون ( Armageddon ).
ذلك هو الحل الوحيد بالنسبة لكل البشرية وبالنسبة لهذا الجنس الغريب، الذي فات له أن قاد البشرية قيادة راشدة في عهد أنبياء بني إسرائيل." انتهى الاقتباس من كتاب العلمانية.
فلما تخلى يهود عن الأمانة، حملها بنو عمومتهم العرب، وهم بدورهم تخلوا عنها لما استكانوا وخضعوا لحكم العلمانية. ويستعد غيرهم من المسلمين العجم لتعويضهم في مهمة حمل الرسالة، لقوله عز وجل : {{وتلك الأيام نداولها بين الناس}}. "آل عمران؛ 140" . لأن الله لا يظلم جنسا من الأجناس، فكلهم خاضع لعدالته، لقوله تعالى : {{وما ربك بظلام للعبيد}} "فصلت ؛ "46. من أجل ذلك هم يسعون اليوم في جر العرب وأمريكا وأوروبا إلى شن حرب نووية على إيران... وطبعا ماذا ينتظرون من إيران أن ترد عليهم؟ إلا بتذكيرهم بوعيد المحرقة أو السبي أو الجلاء أو النفي والتيه عبر الجهات الأربعة... أما توبتهم عن غيهم، وتغيير طبيعتهم القديمة في حبهم لسفك الدماء، فيبقى ذلك من الأمور المستبعدة.
ولن ينتظر الثوار توبة الفاسدين المفسدين:
لو تاب القدافي وابن علي ومبارك وغيرهم من المفسدين في الأرض لأمكن تصور توبة سدنة هيكل المرابين والمحتكرين لثروات فقراء العالم... لذا ينبغي ألا ينتظر الشباب صدقات عباد العجل الذهبي... وهم أشح الناس حتى على أنفسهم.
وهنا أرجع إلى مسؤولية فقراء أمريكا زمن عولمة الاحتجاج ضد فساد الأنظمة واستبدادها . إنهم هم المرشحون لزعامة تحول حاسم في العالم لصالح البشرية كلها. لماذا؟ لسبب بسيط هو سيادة قيم الحرية وتشجيع المبادرات النافعة، واستثمار الإبداعات البشرية أيا كان مصدرها في المجتمع الأمريكي... وهي قيم ربما هي السبب في دوام استخلاف أمريكا وتأثيرها على العالم. وانطلاقا من هذا الواقع الرائد، وبناءا على ما تقدم، ربما سارع المثقفون الأمريكان الواعون لرسم الطريق أمام "تكنلوجيا أخرى" للسير بالبشرية إلى مرحلة أسمى في مراحل تطورها. مرحلة التوازن بين الماديات والمعنويات، يحقق الرخاء للجميع، عبر العدل الشمولي: بتطبيق قوانين الطبيعة وقوانين الشريعة. ولعل مقاربة الحلول المنشودة تكون ميسرة إن تمت معالجتها عبر مقاصد الشريعة كما أشرت إليه في حث بني إسرائيل على التوبة... وهنا ينبغي التأكيد على أمر في غاية الأهمية. محاولة الإعلام الصهيوني تشويه كلمة الشريعة وربطها بشعب من الشعوب أو بمذهب من المذاهب أو قومية من القوميات... فهو أول تلفيق ينبغي تحرير العقل الأمريكي منه. وما قانون الإرهاب الذي فرضوه، إلا مظهرا من مظاهر الكيد والتلفيق. فهم الذين يصنعون الإرهاب ثم يربطونه بمذهب التطرف والتشدد، ثم يعممون الحكم على الشريعة كلها فيظهرونها فزاعة كبرى يبررون بها إلغاء أحكام القرآن كما فعلوه بالتوراة والإنجيل...
الثورة التشريعية الأمريكية:
كل الثورات الماضية التي أتاحت التقدم المادي للبشرية كانت في مجال قوانين الطبيعة: الثورة الصناعية، الثورة الزراعية، الثورة الطاقية، الثورة الإعلامية. فلما ضاقت الدنيا بما رحبت على فقراء أمريكا بسبب القوانين الاجتماعية الغريبة الجائرة التي جعلت من الأمريكان "مجتمع رقيق القانون الملفق" الذي ما أنزل الله به من سلطان، تحرك الناس... تحرك "مايكل مور" و"تشومسكي" و"أمة الإسلام" من الأمريكان ذوي الأصول الإفريقية، والجالية الإسبانية والأقليات الأخرى، خاصة الجالية الباكستانية والهندية... ومعهم ثلة من المفكرين والسياسيين العقلاء. همهم الكبير مراجعات شاملة لمدونات الأحكام المسيرة للمجتمع الأمريكي...
فلربما حان وقت دراسة مدى انحراف تلك التشريعات عن شرعة السماء التي جاءت لتحرر الناس من الأغلال التي وضعها بنو إسرائيل في رقابهم. فهي دعوة صريحة في القرآن الكريم : {{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. }} " سورة الأنعام : 157".
ولقد جرب المجتمع الأمريكي طيلة استحواذ قرن العلمانية التلمودية تلك القوانين الفاسدة. والآن ظهر أثرها الخطير على مصير الأمة الأمريكية بأكملها. ولا يتسع المقال لذكرها إلا عبر بعض العناوين، مثلا قوانين الأحوال الشخصية وأثرها في تفشي الطلاق والفسق ثم تداعي خصوبة ونسل الأمريكان؛ قوانين تشجيع الاستهلاك وأثره في ظهور السمنة التي توشك أن تقضي على حيوية وإنتاجية نصف السكان في أمريكا؛ قوانين الربا والمعاملات الاحتكارية وأثرها في تفقير جبهة عريضة من الناس؛ قوانين تدبير الثروات والطاقة وأثرها في منع ظهور الطفرات الابتكارية؛ قوانين وسائل الإعلام وعلاقتها بتخدير عقل الشعب... وغيرها من القوانين الغريبة التي لا يمكن إدراك زيغها عن ميزان القسط إلا بمقارنتها مع قوانين الشريعة. وعلماء بني إسرائيل يعلمون ذلك جيدا، ومن أجل ذلك قتلوا الرسل والمصلحين في كل مكان وفي كل زمان. ولربما كان من شنيع فعلهم حديثا ، أمرهم لصدام بقتل باقر الصدر في العراق، وأمرهم لعبد الناصر بقتل عبد القادر عودة والسيد قطب في مصر واللائحة تطول... ذكرت منهم فقط فطاحل المجددين لمدونات أحكام الشريعة التي عليها مدار هذه الدراسة.
عصيان لرفع الضرر:
في انتظار أن تبرز نخبة من عقلاء أمريكا ومفكريها لمراجعة سيادة أيديولوجية العلمانية التلمودية المهيمنة على فكر الحزب الديموقراطي، وفي انتظار فضح باطل العنصرية الصهيو إنجيلية الطاغية على فكر الحزب الجمهوري، وفي انتظار بروز تيار أو حزب يتحالف مع أصحاب المرجعية الإسلامية المجددة لأحكام القرآن، كما نشهده في إيران، فتنضج ظروف الثورة التشريعية المحترمة لقوانين الشريعة ولقوانين الطبيعة، في انتظار كل ذلك، والانتظار ربما امتد لجيلين كاملين أو ثلاثة، يكون من المفيد لحركة وال ستريت وأخواتها "احتلوا"، أن يبحثوا عن كل الوسائل التي تحدث ظاهرة الاهتزاز ( resonnance ) الكفيلة بإسقاط رؤوس الفساد والمسؤولين الكبار عن الأزمة. قوة ضغط مستمرة، في المكان والزمان المناسبين، ولو صغرت، يتناغم معها الشعب، تتحول إلى قوة معنوية سلمية هائلة تتهشم بتأثيرها عروش الطغيان والغطرسة. وظاهرة الاهتزاز معروفة عند المهندسين، ولن تخلو الحركة من نبغائهم، الذين سوف يعثرون على الوسائل المثيرة للظاهرة... ولست متنطعا مغرورا أقفز على ذكائهم الخارق، فأقترح عليهم ما هم أدرى به مني في هذا المجال... لكن ربما أحدثت عندهم ما يحدثه الساذج أو المشاغب الذي لا يعلم أي شيء عن المشكل، يشرك في اجتماعات الزوبعة الفكرية، فيدلي بأفكار غريبة، لكنها ربما أحدثت ظاهرة الاهتياج والوميض الملهم لأفكار أكثر جدية وجدوى... فليعتبروا هذه المقترحات من قبيل تدخل المشاغب، وليتحملوا غرابتها عن نمط تفكيرهم، في انتظار إتحاف العالم بما سيعثرون عليه من حلول تجر الخير للبشرية جمعاء. أذكر منها خمسة أفكار:
• ضغط متواصل على النظام المالي الربوي: الامتناع عن رد الفوائد، والكف عن المعاملات الربوية بكافة أنواعها، وتنظيم حملات الإعلانات الجماعية للإفلاس الشخصي، وحملات المطالبة باسترداد أموال الشعب الممنوحة للأبناك، والشروع في بناء اقتصاد تضامني لا ربوي، والضغط المتوصل على أعضاء الكونغرس المطالبين بمساعدة الأبناك التي تهدد بالإفلاس... والمطالبة بنصيب إعانات الدولة لتأسيس بنك لاربوي يتضامن فيه كل الفقراء الذين أعلنوا إفلاسهم البنكي؛
• ضغط متواصل لفضح آليات وقوانين وأنصار افتعال الأزمات والحروب في العالم، انقيادا لإملاءات إسرائيل واللوبي اليهودي المسيطر على صنع قرار الإدارة الأمريكية، وكذلك الشركات المنتجة للسلاح. وإن تمادت غطرسة التدخل الإسرائيلي في شؤون الشعب الأمريكي، فلربما أبدع الشباب في الدعوة إلى التقارب مع كل الدول التي تعاديها إسرائيل كفلسطين وسوريا وإيران وغيرها من الدول المسالمة التي لم تشعل حربا على أحد، وتعتبر معاداتها خسارة كبيرة للشعب الأمريكي...
• الشروع في إحداث ثورة ثقافية إعلامية عبر وسائل الإعلام البديلة، يساهم فيها خاصة المهندسون المهمشون الذين لهم مشاريع بديلة للطاقة النفطية، كطاقة الهيدروجين وغيرها من الطاقات الصديقة للبيئة التي تحاربها الشركات النفطية العملاقة، أو تخطط لاحتكارها...
• الدعوة إلى اتباع ثورة صحية ضد المسكرات والمخدرات والأدوية الخطيرة والأغذية المسمنة التي تروجها الشركات الإنتاجية والاستهلاكية الكبرى.
• الحذر من عوامل إجهاض الثورة، خاصة عبر تسرب دعاة العنف والشغب، سواءا كانوا من الأجهزة السرية أو من البلطجية أو من الجماعات التي تتبنى العنف عوض المقاومة السلمية.
وأختم بالدعاء الصالح لعيال الله وكافة شعوبه، أن يرزقنا الله الإيمان والعمل الصالح والتعاون على البر والتقوى، وأن يجنبنا التعاون على الإثم والعدوان، وأن يحفظنا من داء الأمم الماضية، ويحررنا من الأغلال التي وضعها التلمود في أعناقنا... والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الرباط، بتاريخ : 11/11/11


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.