يغذي انعدام المعلومات الدقيقة حول الوضع الصحي للرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا (59 عاما) المخاوف والشائعات في ليبرفيل، بعد أن كان أدخل المستشفى منذ أسبوعين في الرياض إثر تعرضه ل"وعكة صحية". وجرى بث شريط مركب على شبكات التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء يظهر فيه سفير الغابون في فرنسا وهو يعلن وفاة الرئيس بونغو. وفي 28 أكتوبر، بعد أربعة أيام على نقله إلى المستشفى في السعودية، أكد إيك نغوني، المتحدث باسم الرئاسة، أن الرئيس يعاني من "وعكة" ناجمة عن "تعب حاد" بسبب نشاطاته المكثفة جدا خلال الأشهر الأخيرة. ولم تتسرب، منذ ذلك الحين، معلومات جديدة. ويقلق هذا الصمت، المستمر منذ عشرة أيام، كثيرا من الغابونيين. وقال أنج-غايل ماكايا ماكايا، الطالب في جامعة عمر بونغو في ليبرفيل: "لا تتوافر لدينا المعلومات الكافية". وأضاف أن الغابونيين يتناقلون "الكثير من التكهنات" على الشبكات الاجتماعية أو خلال أحاديثهم. وثمة حديث عن تنويم اصطناعي للرئيس، وعن سكتة دماغية، وعن نقله إلى مستشفى في باريس أو لندن؛ لكن لا تتوافر أدلة على ذلك. واعتبر ماكايا ماكايا أن "الشبكات الاجتماعية ليست مقياسا للحالة النفسية للغابونيين". وأضاف أن "التقليد عندنا يقضي بألا نتمنى وفاة أحد، خصوصا عندما يكون زعيما". لكن دبلوماسيا يقول إن "طريقة تعاطي الإعلام الرسمي مع المسألة تركت مجالا للشكوك". ويقول صحافي غابوني طلب التكتم على هويته إن "حلقة ضيقة جدا تضم سيلفيا بونغو، زوجة الرئيس، وحدها تطلع على المعلومات". وبدأ الغموض حول الوضع الصحي للرئيس يقلق الأوساط الاقتصادية أيضا. وأكد مايس مويسي، الخبير الاقتصادي الغابوني، أن "رئيس مؤسسة غابونية أسر لي أنه ينوي إبطاء بعض المشاريع التي كان التزم بها ماليا". وقال مسؤول في شركة متعددة الجنسيات في الغابون إن "الأعمال لم تتوقف على الصعيد المحلي، لكن المسؤولين عني على الصعيد الدولي لا بد أنهم يدققون في ما يحصل" ويتذكر الغابونيون التعتيم حول مرض والد علي، الرئيس عمر بونغو الذي نقل في 2009 بسبب مرضه الشديد إلى برشلونة. ووفاته التي أعلنت رسميا في 8 يونيو 2009، كشفتها في اليوم السابق مجلة أسبوعية فرنسية؛ لكن جان ايغي ندونغ، رئيس الوزراء آنذاك، نفاها. ولا يزال علي بونغو منتظرا بصورة رسمية في باريس في 11 نوفمبر للمشاركة في مئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى، كما قال مصدر دبلوماسي فرنسي. وفي حال شغور منصب الرئاسة، يتولى رئيس مجلس الشيوخ الرئاسة بالوكالة حتى إجراء انتخابات رئاسية في مدة أقصاها 45 يوما. لكن أحد المقربين من عائلة بونغو قال: "لا يعرف أحد فعلا ماذا يحصل". وأضاف ناشط في الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم أن ما يحصل "شبيه بما يحصل في طائرة قبل التحطم". وقال مراقب سياسي إن الحكم منقسم اليوم إلى مجموعتين. وأضاف: ""مجموعة المتشددين" تضم عددا كبيرا من الجنرالات والمستشارين حول فريديريك بونغو، شقيق الرئيس ورئيس أجهزة الاستخبارات. وهو يعارض المجموعة التي تضم مدير المجلس بريس لاكروش والسيدة الأولى وأعضاء في حركة أصدقاء علي بونغو اونديمبا. ومن دون أن يذكر اسم الرئيس بونغو، دعا المعارض جان بينغ بعد صمت طويل إلى "الوحدة". وهو المرشح سيئ الحظ إلى الانتخابات الرئاسية في 2016، ولا يزال يعلن أنه "رئيس منتخب". *أ.ف.ب