أعلن وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أن "الجهود المبذولة في مجال محاربة الجريمة بالمغرب مكنت من التحكم في الوضعية الأمنية"، مشيرا إلى أن الوضعية تبقى عادية؛ ما انعكس على صورة المغرب فيما يتعلق بالاستقرار الأمني. وخلال تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية لوزارة الداخلية أمام لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب، أكد لفتيت أن وزارة الداخلية حريصة على التصدي لمختلف مظاهر الجريمة التي تؤثر سلبا على الإحساس بالأمن، خاصا بالذكر حمل الأسلحة البيضاء والاتجار بالمواد المهلوسة والمخدرات والنشل بالشارع العام والجرائم التي تقع بالقرب من المؤسسات التعليمية. وكشف المسؤول على الداخلية أن الوزارة اتخذت مجموعة من التدابير التي تندرج ضمن تفعيل الاستراتيجية الأمنية، مشيرا إلى أن الهدف هو تحسين التدخل الأمني عبر إحداث وحدات أمنية جديدة، وتطوير تقنيات البحث عن الأدلة الجنائية، وتأهيل الشرطة التقنية والعلمية. لفتيت نبه إلى أن المغرب يواجه مثل باقي دول العالم خطر تزايد النشاط الإرهابي، مؤكدا انخراط المملكة في مواجهة الظاهرة الإرهابية والجريمة المنظمة العابرة للحدود، في ظل العودة المفترضة لعناصر التنظيمات الإرهابية من مختلف بؤر التوتر عبر العالم، خاصة في سوريا والعراق وليبا ودول الساحل؛ ما يجعل المغرب هدفا للخطر الإرهابي. وزير الداخلية وهو يتحدث عن استراتيجية الدولة المغربية لمواجهة الإرهاب، أوضح أن المغرب تمكن من تفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية وتقديم العديد من المتهمين للعدالة، مبرزا أن المملكة تطبق مبادئ المحاكمة العادلة لهؤلاء المتهمين، في احترام تام لمبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في المعاهدات والمواثيق الدولية. من جهة ثانية، أوضح لفتيت أن الاتجار الدولي بالمخدرات أصبح يشكل خطرا متناميا، بالنظر إلى حجم المداخيل التي تضخها السوق الدولية للمخدرات وعلاقتها بالتمويلات المشبوهة، موردا أنه خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، "لاحظنا تزايد محاولات شبكات التهريب الدولي للكوكايين استعمال المغرب كمعبر لتهريب هذه المادة السامة نحو بلدان أخرى". وأسفرت العمليات التي باشرتها السلطات الأمنية، بحسب لفتيت، إلى متم شهر شتنبر 2018، عن "ضبط أكثر من 51 طنا من الشيرا، و90 طنا من الكيف، وأزيد من 617 كيلوغراما من الكوكايين، و606 آلاف وحدة مهلوسة"، مشيرا إلى أنه تم تفكيك العديد من الشبكات الإجرامية المتخصصة في التهريب الدولي للمخدرات".