أكدت رقية الدرهم، كاتبة الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلفة بالتجارة الخارجية، أن "مناخ الاستثمار والأعمال بجهة العيون الساقية الحمراء جد محفز وجذاب، بفضل الإرادة السياسية القوية المتمثّلة في جعل هذه الجهة نموذجا للجهوية المتقدمة وللتنمية المندمجة والمستدامة"، مبرزة أن "المغرب حقق خلال السنوات الأخيرة". وقالت الدرهم، في افتتاح أشغال منتدى المغرب- فرنسا للأعمال، الذي ينظم إلى غاية 4 نونبر بمدينة العيون، تحت رعاية الملك محمد السادس، إن "الأقاليم الجنوبية تستفيد من برامج استثمارية طموحة، عامة وخاصة، ومشاريع كبرى للبنية التحتية، التي تجعلها القطب المثالي نحو القارة الأفريقية". وتوقفت المسؤولة الحكومية، في كلمتها، عند الرؤية الاستراتيجية التي تتوفر عليها الجهة، سواء على المدى المتوسط أو البعيد، والتي تتمثل في "النموذج الجديد لتنمية أقاليمنا الجنوبية ومخطط التنمية الجهوية 2017-2022، الذي سيتم تقديم خطوطه العريضة خلال هذا المنتدى". وأشادت الوزيرة، في هذا الصدد، ب"متانة الشراكة التي تجمع المغرب بالجمهورية الفرنسية، والتي ترتكز على أسس قوية تؤثر في التعاون الثنائي بين البلدين، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، وهو ما يؤكده انعقاد لقاءات على أعلى مستوى بين البلدين". واعتبرت الدرهم أن "انعقاد المنتدى في العيون دليل على ثقة الفرنسيين بقدرات هذه الجهة ومؤهلاتها المستقبلية، التي تشهد نموا متصاعدا في جميع المستويات" مضيفة أن "جهة العيون تحظى بمكانة وإشعاع دوليين، فضلا عن موقعها الاستراتيجي باعتبارها بوابة إفريقيا، وتوفرها على موارد طبيعية متنوعة من قبيل: الفوسفاط والطاقة الشمسية والثروة السمكية، حيث تشكل فضاء زاهرا بالفرص والمؤهلات الواعدة؛ كما تتوفر على بنية تحتية هامة". وأكدت الوزيرة أنه "بالرغم من أن الرؤية الاستراتيجية والشاملة لتنمية الأقاليم الجنوبية تمتد على فترتين زمنيتين، متوسطة وطويلة الأمد، فإن الأسس والركائز لتنزيلها تم إرساؤها، مضيفة أن "جهة العيون انخرطت في رهان الجهوية المتقدمة على اعتبار أنها تشكل إطارا مؤسساتيا للنموذج التنموي الجديد". من جهة أخرى، ذكرت الدرهم بأن "المغرب أطلق ورشا واسعا من الإصلاحات المهيكلة على المستوى الوطني، ووضع إطارا اقتصاديا محفزا وشفافا للاستثمارات والأنشطة القطاعية، مع إشراك قوي للقطاع الخاص، وتشجيع الاستثمارات المحلية والدولية، ودعم المقاولات الوسطى والمتوسطة"، مشيرة إلى أن "مخطط التنموية الصناعية ساهم في دينامية التنمية، من خلال إنجاز مشاريع مهمة تهدف الى النهوض بالمخطط الصناعي حتى يتسنى له المساهمة الفعالة في الميزان التجاري، وإحداث مناصب الشغل وإقامة صناعة مندمجة". وحول رهانات المنتدى الفرنسي المغربي المقام في العيون، كبرى حواضر الصحراء، قالت المسؤولة الحكومية إن "رفع العلم الفرنسي إلى جانب المغربي يزعج الخصوم، خاصة أن الشراكة الاقتصادية بين باريس والرباط في تصاعد متزايد". فعاليات هذا المنتدى، الذي يعد الأول من نوعه حسب المنظمين، تسلط الأضواء على العديد من القطاعات، مثل الفلاحة والصيد والصناعات الغذائية والبيئة والماء، والطاقات المتجددة والسياحة والمعادن والبناء، والتكوين وترحيل الخدمات والنقل واللوجستيك. كما يتوقع أن يشكّل برنامج المنتدى فرصة لجهة العيون الساقية الحمراء لعرض مخطط التنمية الجهوية، ويتميز هذا الحدث بالغنى والتنوع، إذ سيتضمن ندوات موضوعاتية وموائد مستديرة وورشات عمل بين الفاعلين الاقتصاديين وزيارات ميدانية، بالإضافة إلى اجتماعات لتعزيز التشبيك. جدير بالذكر أن المنتدى يعقد بشراكة مع العديد من الفاعلين والمتدخلين الاقتصاديين المحليين والدوليين، وفي مقدمتهم وزارة التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، وغرفة التجارة والصناعة الفرنسية، بالإضافة إلى الجمعية المغربية للمصدرين، وصندوق الإيداع والتدبير، والبنك المغربي للتجارة الخارجية إفريقيا، والبنك الشعبي، والبنك المغربي للتجارة والصناعة، والشركة العامة، وشركة فوسبوكراع، والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات الخارجية. وبفضل عقد البرنامج الملكي الطموح للفترة 2021-2015 توفر جهة العيون الساقية الحمراء إمكانات متعددة للاستثمارات أو الشراكات أو التبادلات التجارية. كما تعمل على إنجاز بنيات تحتية بمعايير دولية لتكريس مكانتها كقطب إفريقي محوري متميز.