أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية رقية الدرهم، السبت بالعيون، أن مناخ الإستثمار والأعمال بالأقاليم الجنوبية للمملكة جد محفز، بفضل الإرادة السياسية القوية لجعلها نموذجا للتنمية المندمجة والمستدامة. وأضافت الدرهم، في افتتاح منتدى الأعمال المغرب – فرنسا، المنظم بمدينة العيون (2 – 4 نونبر) تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تشهد تطورا سريعا في مختلف المجالات ، بفضل العناية الملكية السامية ، ومنذ بدء تفعيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية المغربية الذي أعطيت انطلاقة تفعيله سنة 2015 . وأكدت الوزيرة على الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه جهة العيون الساقية الحمراء في القارة الافريقية، خاصة أن المشروع التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية يسعى إلى جعل هذه الجهة جسرا للتبادل والنمو المشترك مع دول الجوار والفضاء الإفريقي والأطلسي، وبوابة رئيسية نحو إفريقيا بغية توطيد التعاون مع اقتصاداتها الواعدة، في إطار التوجه الاستراتيجي للمغرب نحو العمق الإفريقي وتطوير الشراكة جنوب – جنوب، خاصة بعد الزيارات التي قام بها جلالة الملك إلى عدد من الدول الافريقية. وسجلت الدرهم أن جهة العيون الساقية الحمراء تحظى بمكانة متميزة وإشعاع دولي، فضلا عن موقعها الجغرافي الاستراتيجي ، إذ تعتبر بوابة إفريقيا وتتوفر على موارد طبيعية متنوعة .كما تشكل فضاء زاخرا بالفرص والإمكانات ومؤهلات تنموية واعدة، بالإضافة الى توفرها على بنية تحتية هامة (طرق، شبكة كهربائية، موانئ، مطار، شبكة المواصلات والتكنولوجيات الجديدة للتواصل)، وقطاعات واعدة كالصيد البحري والطاقات المتجددة والفلاحة وتربية المواشي والسياحة والمعادن. وقالت الوزيرة “إنه بالرغم من أن الرؤية الاستراتيجية والشاملة لتنمية هذه الجهة تمتد على فترة زمنية متوسطة وطويلة الأمد إلا أن الأسس والركائز لتنزيلها تم إرساؤها” ، مؤكدة أن جهة العيون الساقية الحمراء انخرطت في رهان الجهوية المتقدمة التي تشكل الإطار المؤسس للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. وذكرت الدرهم، أنه ومن أجل تسريع تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، فإن الحكومة تولي عناية خاصة لمسلسل اللاتمركز الإداري، وتوفير الشروط اللازمة لتنفيذ السياسات العمومية للدولة على الصعيد الترابي، وفق مقاربة مندمجة ومتكاملة لتحقيق تنمية مستدامة تمثل الجهة الفضاء الترابي الملائم لبلورتها على أرض الواقع. وأبرزت أن المغرب أطلق ورشا واسعا من الإصلاحات الهيكلية على المستوى الوطني كان له، كما هو الشأن بالنسبة لباقي أقاليم المملكة، أثر ايجابي على التنمية في الأقاليم الجنوبية المغربية، مشيرة الى أنه تم وضع إطار اقتصادي شفاف ومحفز للاستثمارات والأنشطة القطاعية وإشراك قوي للقطاع الخاص، وتشجيع الاستثمارات المحلية والوطنية والدولية في المشاريع الكبرى المهيكلة، ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولات الصغيرة جدا. وأشارت الدرهم الى أن معظم القطاعات الممثلة اليوم في هذا المنتدى، من قبيل البناء والأشغال العمومية، الطاقات المتجددة، المعادن، البيئة، البلاستيك، اللوجستيك، الصحة، السياحة،الصيد البحري، الفلاحة وتربية المواشي، الهندسة والتكوين، تتوفر على استراتيجيات وطنية توفر رؤية واضحة وتضمن أسس الاستدامة وتتيح فرصا استثمارية متنوعة ومحفزة، بالإضافة الى القدرة على توفير الموارد البشرية المؤهلة في جميع هذه القطاعات، مبرزة أنه يتم العمل على تنزيل جميع الاستراتيجيات القطاعية جهويا لتلائم الخصوصيات والقدرات القطاعية لكل جهة. ودعت الدرهم، خلال هذا اللقاء الذي حضره والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليمالعيون السيد يحظيه بوشعاب ، ورئيس مجلس الجهة سيدي حمدي ولد الرشيد ، ورئيس الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب، وعدد من المنتخبين ورجال الأعمال بالمغرب وفرنسا، إلى تثمين المجهودات المشتركة للرقي بحجم الاستثمارات بين شركات ومقاولات المغرب وفرنسا، ولخدمة برامج التنمية في إطار الاتفاقيات الثلاثية بين المغرب وفرنسا والدول المعنية. ويتضمن المخطط الجهوي للتنمية بجهة العيون الساقية الحمراء 140 مشروعا، ستمكن من توفير فرص الأعمال لجميع فئات الشركات والمقاولات، بميزانية تبلغ 49 مليار درهم . ويهدف هذا المخطط في أفق عام 2021 ، الى خفض معدل البطالة إلى 9 في المائة، وخلق 25 ألف وظيفة، وجلب حوالي 6 مليار درهم من استثمارات القطاع الخاص.