قال مصدر رسمي إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحل بالمغرب يوم 15 نونبر الحالي، من أجل إعطاء انطلاقة القطار فائق السرعة (التيجيفي)، إلى جانب الملك محمد السادس. وبعد هذه الزيارة، يُرتقب أن يعود الرئيس الفرنسي إلى المغرب بداية العام المقبل، في إطار زيارة رسمية إلى المملكة المغربية تندرج في إطار العلاقات الثنائية والشراكة الإستراتيجية التي تجمع الرباطوباريس. وحول أسباب تأجيل زيارة سابقة كان يرتقب أن يقوم بها جان إيف لودريان، وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، إلى المغرب في أكتوبر الماضي، وما أثير حينها من توتر في العلاقات بين البلدين بسبب استدعاء العدالة الفرنسية لصحافيين مغربيين في قضية مصطفى أديب، أكدت مصادر دبلوماسية أن تأجيل الزيارة كان مرتبطا بأسباب تتعلق بالأجندة. وأوضح المصدر ذاته أن تأجيل زيارة المسؤول الفرنسي جاء نتيجة مرافقة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، للملك محمد السادس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي كانت في التوقيت نفسه تقريباً. وأورد المتحدث أن "الوزير بوريطة اتفق، حينها، مع نظيره الفرنسي على عقد لقاء في نهاية أكتوبر؛ وهو اللقاء الذي جرى الأربعاء الفائت بلاسيل – سان كلو (غرب باريس)"، نافيا في الصدد ذاته وجود أي فتور في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين. وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أشاد، عقب مباحثات مع جان إيف لودريان، الوزير المكلف بأوروبا والشؤون الخارجية، بالشراكة الاستثنائية بين المغرب وفرنسا، المدعومة من أعلى مستوى من لدن الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون. وأشار بوريطة إلى أن "كلا من المغرب وفرنسا، الملتزمين بمواعيد استحقاقات مهمة خلال الأسابيع المقبلة، مدعوان للتباحث خاصة بشأن قضايا إقليمية مهمة، من قبيل الوضع في ليبيا، عشية اجتماع مهم يعقد بإيطاليا". وتطرق الوزير المغربي إلى مؤتمر الأممي حول الهجرة، الذي يعقد بمراكش في دجنبر المقبل، وإلى الوضع بأفريقيا. الإعلام الفرنسي كشف بدوره أن بوريطة ونظيره الفرنسي سيناقشان عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، والتي تعكسُ قوة الشراكة بين الرباطوباريس؛ وفي مقدمتها إطلاق مشروع قطار فائق السرعة بين الدارالبيضاء وطنجة؛ بالإضافة إلى النسيج الاقتصادي الفرنسي الموجود بالمغرب. ونقلَ موقع الخارجية الفرنسي، في قصاصة صحافية، أن "بوريطة ولودريان سيُناقشان معاً القضايا الإقليمية والدولية التي تهمُّ الشراكة الثنائية؛ بما فيها مكافحة الإرهاب الذي يؤثر على بلدان المتوسط، على اعتبار أن الرباط تعدُّ حليفاً قويا لفرنسا، وتسهمُ بفعالية واضحة في هذا التحدي الدولي المشترك".