أبى الدولي المغربي حكيم زياش، لاعب أجاكس أمستردام، إلا أن يجعل مباراته المئوية الأولى في الدوري الهولندي الممتاز تاريخية، تاركا خلالها أروع بصمة، بعد أن قاد فريقه لسحق فاينورد روتردام، في قمة الجولة العاشرة ب"الإيرديفيزي"، بثلاثة أهداف دون رد. وأبدع المايسترو المغربي زياش وأمتع الجماهير، التي تقاطرت على ملعب يوهان كرويف أرينا لمساندة كتيبة المدرب إريك تين هاج على تحقيق المهمة، واجتياز مطب الفريق الزائر، وقد نجح اللاعبون في ذلك بفضل قتاليتهم ورغبتهم في تحقيق الانتصار، ببصمة مؤثرة من زياش. ولم تمض على إعلان بداية المباراة سوى 5 دقائق حتى تلقى الفريق الزائر أول ضربة موجعة بإشهار الحكم بيورن كيبرز البطاقة الحمراء في وجه جيرميه جستي، عقب تدخله الخشن في حق اللاعب نيكولاس تاجليافيكو. وزاد جوستين بيلو من تعقيد الأمور على جيوفاني فان برونكهورست، مدرب فاينورد، عقب خطئه الفادح في التعامل مع الكرة التي ولجت شباكه. ورفض حكيم زياش ترك الشوط الأول يمر بأخف الأضرار على الفريق الزائر، إذ توصل بكرة من الجهة اليسرى فراوغ المدافعين وفتح الزاوية المناسبة للتسديد وصوب كرة أرضية مركزة على يمين الحارس بيجلو، موقعا الهدف الثاني خلال الدقيقة الواحدة والأربعين، لينتهي الشوط الأول بتقدم أصحاب الأرض بهدفين نظيفين. وبلغ زياش هدفه السادس في الموسم الحالي رفقة العملاق الهولندي بعد مرور عشر جولات، مظهرا حسا تهديفيا، رغم شغله مركز صانع الألعاب بمتوسط الميدان. وظل إريك تين هاج وفيا لمبدأ الاعتماد على خدمات الثنائي المغربي نصير مزراوي وحكيم زياش بشكل أساسي، فيما ترك زميلهما زكرياء البيض في دكة البدلاء. من جانبه، قرر جيوفاني فان برونكهورست إراحة المغربيين محمد الحنكوري وياسين أيوب عوض الاعتماد عليهما داخل رقعة الميدان، إذ لم يشركهما طيلة المواجهة. وحسم المهاجم دوشان تاديتش المباراة، بعد توقيعه الهدف الثالث في الدقيقة الثمانين. ولم تنفع تغييرات المدرب الزائر بإشراك كل من سام لاريسون ودايلان فينتي وبارت نيوكوب مكان روبين فان بيرسي ونيكولاي جيرغنسون وجينس تورنيسترا، في مساعدة الفريق على تجنب الهزيمة أو على الأقل تذويب فارق الأهداف. وأبدع حكيم زياش، خلال دقائق المباراة التسعين، إذ لم يكتف بتسجيل الهدف، بل سدد سبع كرات خطيرة نحو المرمى، وتألق في وسط الملعب، وأجاد أدواره الهجومية والدفاعية للربط بين الخطوط، وكان وراء تنفيذ الركنيات بإحدى عشرة ركنية، وتألق بشكل لافت في صناعة اللعب، ونال تقييما هو الأعلى في الجولة العاشرة، حيث حصل على 9.3 نقط. بدوره، قاتل نصير مزراوي كعادته، وكان نشطا على المستوى الهجومي وكذا الدفاعي، وحاول التسجيل، لكن تسديدته لم تلج الشباك، وراوغ بشكل ناجح في مناسبة واحدة، وربح صراعا ثنائيا، ومنع مهاجمي الخصم من الوصول إلى شباك فريقه، وحصل على 7.2 نقط، واختير من نجوم القمة. وعقب هذا الفوز الكبير والمستحق رفع أجاكس رصيده إلى النقطة 25، محتلا بذلك المركز الثاني بفارق خمس نقاط عن المتصدر إيندهوفن، الذي حقق فوزه العاشر على التوالي بهدفين لهدف أمام جرونينجين، فيما تجمد رصيد فاينورد روتردام عند النقطة 20، محتلا بذلك المركز الثالث.