قالت وزارة العدل التركية في بيان، اليوم الجمعة، إن مكتب المدعي العام في إسطنبول أعد طلبا رسميا لتسلم المشتبه بهم الثمانية عشر المعتقلين في السعودية فيما يتعلق بقتل الصحافي جمال خاشقجي. وأعلنت الرياض قبل أيام أن 18 شخصا اعتقلوا وتم إعفاء خمسة مسؤولين كبار من مناصبهم في إطار التحقيق في القضية. ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحكومة السعودية إلى إعادة المشتبه بهم إلى تركيا لمحاكمتهم. تفتيش البئر وفي سياق متصل وخلافا لما نشرته صحيفة "يني شفق" نقلا عن مصدر أمني، لم تتمكن الشرطة التركية من العثور على عينات من الحمض النووي "دي إن إيه" للصحافي السعودي جمال خاشقجي في مياه بئر موجود في مقر إقامة القنصل السعودي في اسطنبول، أحد المبنيين اللذين خضعا للتفتيش في إطار البحث عن جثمان الصحافي المعارض، بحسب صحيفة "حرييت" المحلية. وتمكنت الفرق التركية من الدخول للمرة الأولى إلى القنصلية في 15 أكتوبر الجاري، بعد ثلاثة عشر يوما من دخول خاشقجي إلى المقر الدبلوماسي، حيث تعرض للقتل، كما أقرت الرياض، وبعد يومين من ذلك، تم السماح لهم بتفتيش مقر إقامة القنصل الواقع على بعد نحو 200 متر. وكانت الشرطة ترغب في تفريغ البئر من المياه لكن السلطات السعودية رفضت السماح بدخول عناصر مخصصة لهذا الشأن، نظرا لأن اسماءهم غير موجود في القائمة المتفق عليها في السابق بين الجانبين. وفتشت الفرق البئر باستخدام كاميرا وتم التقاط عينات من المياه وجرى إرسالها إلى معمل، حيث خضعت للفحص، وفي النهاية تبين أنها لا تحتوي على أي عينات "دي إن إيه" تعود إلى خاشقجي، بحسب الصحيفة. ومن جانب آخر، ذكرت نفس الدورية أن جميع سيارات القنصلية تعرضت للتنظيف بشكل احترافي شامل قبل السماح للفرق التركية بتفتيشها. شكوك من جهتها قالت خديجة جنكيز، خطيبة الصحافي السعودي المقتول جمال خاشقجي، اليوم إن لديها شكوكا في مدى مصداقية تعامل حكومة الولاياتالمتحدة مع التحقيقات في مقتله بالقنصلية السعودية في إسطنبول. وقالت جنكيز اليوم في مقابلة مع إذاعة (خبر ترك) "لا أعرف إلى أي مدى ستكون الحكومة الأمريكية صادقة (فيما يتعلق بالتحقيق) أو إلى أين سيصل مدى تصرفاتهم تحت تأثير وسائل الإعلام والرأي العام"، مشيرة إلى الدعوة التي تلقتها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسفر للولايات المتحدة، موضحة أنها ستقبل هذه الدعوة فقط إن كان مستعدا لتقديم "مساهمة صادقة" في التحقيقات بخصوص مقتل خاشقجي. يشار إلى أن جنكيز الموجودة تحت حماية الشرطة في إسطنبول كانت من أبلغت السلطات التركية باختفاء خطيبها حينما لم يخرج من القنصلية السعودية بعدما دخلها لإنهاء بعض المعاملات الورقية بخصوص زواجهما. وأوضحت خطيبة الصحافي الراحل أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتصل بها لإبلاغها بأن واشنطن تتابع الموضوع حيث قالت "كانت كلماته سياسية للغاية. نقل لي تعازي ترامب وأخبرني بأنهم يشعرون بالحزن"، مؤكدة أنها لم تتلق أي تهديد وأن أي سلطة سعودية لم تتواصل معها.