لم يتمكن ناصر الزفزافي، أيقونة "حراك الريف"، من الظفر بجائزة ساخاروف لسنة 2018 لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي، حيث أعلن اليوم الخميس عن منحها للمخرج الأوكراني أوليغ سنتسوف، المسجون في روسيا. وكان ناصر الزفزافي مرّ إلى المرحلة النهائية لهذه الجائزة العريقة، بعد جلسة تصويت سرية تخللت اجتماع لجنة العلاقات الخارجية واللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان ولجنة التنمية، إلى جانب كل من "قارب الإنقاذ" و"أطباء بلا حدود" و"قارب اللاجئين"، إضافة إلى المخرج الأوكراني أوليغ سينتروف. وتمنح هذه الجائزة، التي أحدثت في 1988، كل سنة لشخصيات أو منظمات قدمت "مساهمة استثنائية في الكفاح من أجل حقوق الإنسان في العالم". وكان المخرج الأوكراني، المتحدر من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، في كواليس البرلمان الأوروبي الأوفر حظا للفوز بالجائزة؛ وهو مسجون في معسكر لابيتنانغي بروسيا بالقرب من القطب الشمالي، وحوكم الفائز بجائزة ساخاروف بعقوبة بالسجن عشرين عاما بعد إدانته "بالإرهاب". وتبلغ قيمة جائزة ساخاروف، التي تحمل اسم العالم السوفياتي أندريه ساخاروف (1921-1989)، أحد أهم المنشقين في الاتحاد السوفياتي، خمسين ألف يورو. جدير بالذكر أن جائزة "ساخاروف" تعد من أعرق الجوائز التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للمدافعين عن حقوق الإنسان، وتمكنت أسماء مرموقة من الفوز بها، يتقدمها الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، والباكستانية مالالا زاي، والتونسي محمد البوعزيزي. وكان أحمد الزفزافي، والد ناصر، قال، في تصريح سابق لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "وصول ناصر إلى الدور النهائي هو تتويج لجميع أحرار وحرائر المغرب، باستثناء الذين استثنوا أنفسهم"، واصفا اللحظة ب"الحرجة، والتي يصعب التعبير عنها بالعبارات كيف ما كانت"، وفق تعبيره. وأضاف أحمد الزفزافي: "هنيئا للريف وللمغرب، وأشكر كل الذين ساندوني رغم أنني لا أتشارك معهم في اللغة والعرق والقارة، من نواب أوروبيين، ومن جالية مقيمة في بلاد المهجر، وأترك من لم يساندوا ناصر خلال هذه الفترة إلى ضمائرهم لعلها تتدارك هفوة غياب الدعم".