على ضفاف نهر أبي رقراق قُرب قصبة الأوداية بالرباط، انطلقتْ فعاليات الدورة الثانية من بطولة "هوكي الشارع" الذي تنظمه السفارة الكندية بالمملكة، اليوم السبت، بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للهوكي على الجليد، تخلَّلَها تنظيم دوري مصغر لفائدة اليافعين والشبان، بمشاركة فرق لتمثيل السلك الدبلوماسي (كندا، كرواتيا، الولاياتالمتحدة)، وأخرى تُمثل الجامعة الملكية المغربية لرياضة الهوكي. وكان الرباطيون على موعد جديدٍ لمشاهدة مباريات في "هوكي الشارع"، الرياضة الشهيرة في كندا، تحت أشعة الشَّمس الدافئة، كما شكَّلت المناسبة لدى البعض فرصة من أجل استكشاف وتعلم هذه الرياضة الكندية، سواء بشكل فردي أو عائلي". وشهدتْ أطوار المقابلات الأولى من الدوري منافسة قوية بين الكنديين والمغاربة الذين كانوا ممثلين بأربع فرق، منها فريق "العاصمة الرباط" وفريق "قراصنة سلا" والفريق القنيطري، فيما لعب للفريق الكندي بعض ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الرباط، الذي استطاعَ تسجيل عدد من الأهداف في مرمى الخصم. بيل ماكريمون، القائم بالأعمال بالسفارة الكندية في الرباط، قال إن الموعد الرياضي يأتي بعد النجاح الذي حقَّقته النسخة الأولى من بطولة هوكي الشارع للأطفال والكبار السنة الماضية، التي كانت قد تزامنتْ مع الذكرى السنوية 150 لكندا، مضيفا أن "هذه الرياضة الكندية باتتْ تستقطب الشباب والأطفال الذين أبدوا رغبة كبيرة في تعلم أبجدياتها". وأبرز المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن "رياضة الهوكي تمثّل الرياضة الأكثر شعبية في كندا، وقد بدأت تنتشر في المغرب حيث هناك متابعة واهتمام من أجل تطويرها حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن من الشباب". خالد المريني، رئيس الجامعة الملكية المغربية للهوكي على الجليد، كشف أن الدورة الثانية تشهد مشاركة ثلاثة فرق من كندا وفريق من أمريكا وآخر من كرواتيا، بالإضافة إلى ثلاثة فرق مغربية، معظم لاعبيها هم من أبناء الجامعة الملكية، مشيراً إلى أن "السنة الماضية شهدت حضور ما يزيد عن 800 زائر، وهو ما حدا بنا إلى جعل هذه التظاهرة سنوية". وقال المريني إن "هذه الرياضة بدأت تنتشر وسط الشباب المغربي، وقد تلقت الجامعة طلبات عديدة للانخراط في فرق مغربية لكن لم نستطع قبولها كلها بسبب عدم وجود الملاعب المخصصة لهذه اللعبة"، مردفاً أن "هناك توجها لبناء منشآت رياضية جديدة من أجل تقريب الشباب من هذه الرياضة لممارستها". وقال مشارك من كرواتيا، وهو لاعب هوكي محترف، في تصريح لهسبريس: "أنا سعيد بتواجدي اليوم في الرباط للمشاركة في هذا الدوري الرائع"، واصفاً أجواء المقابلات ب "الممتعة، خاصة مع هذه الشمس الدافئة والبحر الهادئ". ويعتبر المغرب أكثر الدول المغاربية وأحد أكثر البلدان العربية تقدما في الرياضات الشتوية، ومنها رياضة الهوكي على الجليد. وقد افتتح أول فضاء للعب الهوكي على الجليد بالرباط، كما تم إنشاء أول ناد لهذه الرياضة من طرف خالد المريني الذي بعد مرور 11 عاما صار على رأس الجامعة الملكية للهوكي على الجليد. يشار إلى أن أول دوري لرياضة الهوكي نظم عام 1960 بكندا حيث باتت اللعبة شعبية وسط مواطنيها وعدد من دول العالم، منها أمريكا وروسيا، ويُمارسها اليوم ملايين الناس بين هواة ومُحترفين في مختلف البلدان، وتعتمد قوانين بسيطة ومُعدّات في المتناول.