غمرت سيول الأمطار العاصفية، في الأسابيع الأخيرة، عدة دواوير تابعة للنفوذ الترابي لإقليم تنغير، واجتاحت وجرفت العديد من الحقول الفلاحية المتواجدة بمحاذاة الأودية التي تشكل مصدر رزق المئات من الأسر المعوزة. دوار زاكر، الواقع بجماعة اكنيون بإقليم تنغير، من الدواوير التي تضررت بفعل السيول الأخيرة التي أتلفت الزراعات المعيشية التي يعتمد عليها فلاحو المنطقة، وهمت على الخصوص مساحات كبيرة من الزعفران وأشجار اللوز والتفاح، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآبار. زايد مسكور، فلاح بدوار زاكر، قال إن الساكنة المحلية أصبحت تتجه نحو تعميم زراعة الزعفران بعدما كانت تعتمد على زراعة الحبوب، مضيفا أن "الزعفران انتشل العديد من الأسر من الفقر، لكن الساكنة قلقة بسبب السيول التي تهدد كل مرة أراضيها الفلاحية نظرا إلى غياب حاجز وقائي أو سد بإمكانه منع وقوع فيضانات". واعتبر المتحدث ذاته أن "المنطقة في حاجة إلى مشاريع قادرة على حماية الأراضي الفلاحية، وتشجيع الفلاحين من أجل الاعتماد على أنفسهم، وتوفير فرص الشغل للشباب للتقليص من نسبة الهجرة"، مبرزا أن "الشباب بسبب غياب فرص الشغل وعدم وجود مبادرات تشجيعية، لم يعودوا يفكرون في المكوث بالمنطقة والاشتغال في الأرض". وطالب مسكور وزارة الفلاحية، وعامل إقليم تنغير، ومجلس الجهة، والجماعة، ب"العمل على بناء سور وقائي في القريب العاجل لحماية الأراضي من التلف وانجراف التربة"، محذرا من أن "عشرات الهكتارات من الأراضي الفلاحية المتواجدة على طول وادي زاكر مهددة بالزوال". ومن أجل نيل تعليق المديرية الجهوية لوزارة الفلاحية بجهة درعة تافيلالت في هذا الموضوع، حاولت هسبريس الاتصال بالمكلف بمشاريع حماية الأراضي الفلاحية بالمديرية، إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.