استحضر مجموعة من الفاعلين الجمعويين، مساءَ اليوم الثلاثاء بدار الثقافة بمدينة العرائش، تاريخ الراحل إدريس الصبايحي، أحد أقدم من مارسوا التصوير الفوتوغرافي بمدينة العرائش . واعتبر المتدخلون في المائدة المستديرة التي نظمت ضمن فعاليات المهرجان الدولي لتلاقح الثقافات أن الجيل الذي عاصر الرّاحل عاش معه دينامية اجتماعية، استطاع الأخير أن يوثّقها، إذ كان الأستوديو الذي يشتغل به عبارة عن نادٍ ثقافي كان المهتمون يحضرونه للحديث حول كل الشؤون المجتمعية؛ وكلما حلّ ضيف شهير على المدينة كان يمرّ من هناك. كما استرجع المتحدثون القيمة التي كانت لدى المصور الفوتوغرافي في العقود الماضية، "إذ كان بمثابة نجم مرغوب فيه، وكانت الصور تلتقط فقط في المناسبات، ما جعل الصبايحي ظاهرة فنية واجتماعية في الوقت نفسه". وأكد المتدخلون أن الراحل تمكن من الانتقال من التصوير الاحترافي إلى تصوير اللوحات ذات الموضوع الجماعي والفني؛ ما جعله يوثق مشاهد من مدينة العرائش تربعت على جدران مجموعة من المقاهي والمطاعم. يذكر أن الندوة كانت من تنشيط المخرج السينمائي محمد الشريف الطريبق، والشاعر ادريس الصروخ، والإعلامي عبد الخالق الحمدوشي. وفي آخر الندوة، أعلنت اللجنة المنظمة لمسابقة "إدريس الصبايحي" للتصوير الفوتوغرافي شروط المسابقة ومدتها الزمنية، مشيرة إلى أن عدد المشاركين فيها بلغ 15 مشاركا (8 ذكور و7 إناث). هذا، ويمتد المهرجان الدولي لتلاقح الثقافات بين 8 و16 أكتوبر بمشاركة وفود فنية وثقافية وتربوية يبلغ عدد أفرادها أكثر من 100 أجنبي، ينتمون إلى 9 دول، هي كولومبيا، بلغاريا، غينيا بيساو، إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، أمريكا، إضافة إلى المغرب، البلد المنظم. ووفق مدير المهرجان عبد الرحمن اللنجري فإن الموعد يهدف إلى تكريس ثقافة السلام والعيش المشترك بين مختلف الشعوب، مستعملا من بين آلياته الفن والموسيقى التي تنهل من عمق الفولكلور، وتمظهرات التراث اللامادي لمختلف الشعوب. كما يروم المهرجان، وفق المتحدث نفسه، "تمكين المرأة القروية عبر أوراش تكوينية للتعامل مع المنتجات المجالية، وكيفية تدبيرها وتسويقها، فضلا عن إعطاء المجال لها لإظهار قدراتها وإبداعاتها؛ مع تكوين الشباب في مجالات فنية مختلفة كالمسرح والموسيقى والرقص المعاصر". هذا، وتحل فلسطين كضيفة شرف على المهرجان لهذه السنة، ممثلة في مجموعة مركز فجر الحرية للفنون والثقافة، "المشكلة من شابات وشباب يحملون هم النضال الثقافي والفني من أجل هوية وتراث الشعب الفلسطيني العريق".