خلافاً للموقف الذي عبّرت عنه حركة التوحيد والإصلاح من قضية محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، إثر ظهوره رفقة فتاة قال إنها خطيبته وهو ماسك يدها ويتجولان في أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس، خرج أحمد الريسوني، الرئيس السابق للحركة ذاتها، بموقف مُثير للجدل يُلمح فيه إلى وجود "مؤامرة سياسية" ضد الوزير الإسلامي. وربط القيادي الإسلامي بين ما وقع لزميله في الحركة الدعوية وقضية جمال خاشقجي، الصحافي المعارض للسياسة السعودية، الذي كان برفقة خطيبته قبل أن يختفي في ظروف غامضة. وقال إن "كلا من يتيم وخاشقجي شخصية سياسية وازنة ومؤثرة...واليوم، لكل منهما قصته مع خطيبته". وحمّل نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في مقال كتبه ونشره على موقعه الرسمي تحت عنوان: "خطيبتان من نوع جديد؟!"، مسؤولية ما جرى للوزير يتيم إلى مدلكته التي تصغره ب 30 سنة، وزعم أن "خطيبة الأول (يتيم)، تسببت لخطيبها في ورطة متنوعة الصور، متنقلة الأماكن. ويبدو أنه إن تقدم فيها فمشكلة، وإن تراجع عنها فمشكلة". أما خطيبة الثاني (خاشقجي)، يُضيف صاحب المقال "فتسببت خطوبتها في مصير مجهول لخطيبها؛ فقد تم استدراجه من أمريكا إلى تركيا بدعوى إتمام الخطبة والزواج؟! ثم استُدرج للدخول إلى قنصلية بلاده، دون أن تدخل معه خطيبته التي بقيت بالباب؟! وهناك اختفى وطمست آثاره، نسأل الله له الفرج والسلامة". وتابع الشيخ الريسوني، في مقاله المثير للجدل، "وإذا كان الخطيبان معا قد دفعا ثمنا باهظا ومهرا فادحا بسبب هذه الخطوبة، فإن الخطيبتين معا تعيشان في أمان وسلام؟"، قبل أن يُضيف متسائلاً: "فهل علينا أن نفسر كلا من الخطبتين وتوابعهما، بكامل السذاجة والغفلة؟". وختم الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح تعليقه على واقعة الوزير يتيم مورداً: "لقد أُمرنا أن نحكم بالظاهر، هذا صحيح، ولكن التساؤلات المريبة تفرض نفسها، وتبقى عالقة في انتظار أن تنكشف الأمور". وأثار موقف الريسوني، الذي يلمح فيه إلى وجود "مؤامرة سياسية" تستهدف النيل من رأس يتيم، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، خصوصا أن القيادي في حزب العدالة والتنمية ووزير الشغل والإدماج المهني اعترف بأن العلاقة التي تجمعه بالسيدة التي ظهرت معه في الصور هي علاقة خطبة رسمية. وكانت حركة التوحيد والإصلاح قالت، في بلاغ رسمي، إنّها نبّهت الوزير يتيم "بعد أن سجّلت أنه وقع في بعض الأخطاء غير المقبولة، جعلته يُخلّ ببعض ضوابط الخطبة وحدودها، ويتصرف بما لا يليق بمقامه، ويضع نفسه في مواطن الشبهة". وحَفل بلاغ المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح برسائل موجّهة إلى الوزير يتيم، إذ أكدت أن "ميثاق الحركة يعتبر أنّ المرجعية العليا لكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم يجعلهما المصدر الأعلى لكل مبادئ الحركة ومقاصدها، وروحَ منهجها، والموجِّه الأسمى لاختياراتها واجتهاداتها، وما تضمّناه يعلو على آرائنا وقوانيننا".