إذا كان التطيُّرُ والتشاؤم ممنوعين في الإسلام، فإن التفكير والتساؤل مسموحان، وقد يكونان في بعض الحالات محمودين ومفيدين، لأنه لا بديل عنهما إلا التغافل والتعامي .. في المغرب، يتحدث الناس عن الأخ العزيز الأستاذ محمد يتيم وخطيبته… وفي العالم كله، يتحدث الناس عن الصديق الكريم الأستاذ جمال خاشُقجي وخطيبته. وقد كنت ألقاه وأتناقش معه بمدينة جدة، التي كان يقطنها قبل أن تتقلب الأحوال. وكل من يتيم وخاشقجي شخصية سياسية وازنة ومؤثرة… واليوم، لكل منهما قصته مع خطيبته.. خطيبة الأول، تسببت لخطيبها في ورطة متنوعة الصور، متنقلة الأماكن. ويبدو أنه إن تقدم فيها فمشكلة، وإن تراجع عنها فمشكلة. ونسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، إن ربي لطيف لما يشاء. أما خطيبة الثاني، فتسببت خطوبتها في مصير مجهول لخطيبها؛ فقد تم استدراجه من أمريكا إلى تركيا بدعوى إتمام الخطبة والزواج؟! ثم استُدرج للدخول إلى قنصلية بلاده، دون أن تدخل معه خطيبته التي بقيت بالباب؟! وهناك اختفى وطمست آثاره، نسأل الله له الفرج والسلامة. وإذا كان الخطيبان معا قد دفعا ثمنا باهظا ومهرا فادحا بسبب هذه الخطوبة، فإن الخطيبتين معا تعيشان في أمان وسلام؟ فهل علينا أن نفسر كلا من الخطبتين وتوابعمها، بكامل السذاجة والغفلة؟ لقد أُمرنا أن نحكم بالظاهر، هذا صحيح، ولكن التساؤلات المريبة تفرض نفسها، وتبقى عالقة في انتظار أن تنكشف الأمور. وفي الحديث الصحيح: (كيف وقد قيل؟).