تواجه وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية القوية اتهامات دولية بشن هجمات إلكترونية واسعة النطاق؛ من بينها محاولة فاشلة لقرصنة نظام الكمبيوتر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. كما اتهمت لندن ضابطين يعملان في الوكالة بتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته في مدينة سالزبري في إنكلترا في مارس، باستخدام زجاجة عطر تحتوي على غاز أعصاب سام. الوكالة هي واحدة من ثلاث وكالات استخبارات روسية إضافة إلى جهاز الأمن ووكالة الاستخبارات الخارجية. ولا تزال تعرف باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، على الرغم من أنها غيّرت اسمها إلى "المديرية الرئيسية" في حملة إصلاح في 2010.. ويعمل ايغور كوروبوف، رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، تحت إمرة قائد هيئة الأركان المشتركة فاليري غيراسيموف ووزير الدفاع سيرغي شويغو؛ بينما تعد هيكلية الوكالة وعدد موظفيها وشؤونها المالية من أسرار الدولة. تملك الوكالة، التي تتخذ شعار الوطواط وهو يحلق فوق الكرة الأرضية، شبكة واسعة من الجواسيس في الخارج. كما أن قواتها الخاصة عالية التدريب قاتلت في العديد من النزاعات؛ بينها في أفغانستان والشيشان. إثارة الجدل أصبحت وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، في السنوات الأخيرة، تعرف بارتباطها بعدد من أكثر الانشطة الروسية في الخارج إثارة للجدل. وأعلنت هولندا، الخميس، أنها أحبطت هجوماً إلكترونياً كانت الوكالة تسعى إلى شنه على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. كما اتهمت بريطانيا وأستراليا الوكالة بشن العديد من الهجمات المعلوماتية في السنوات الأخيرة بأوامر من الكرملين؛ بينها هجوم استهدف الحزب الديمقراطي الأمريكي خلال انتخابات الرئاسة 2016. ووجّه المحقق الخاص روبرت مولر، في يوليوز هذا العام، التهم إلى 12 من عناصر الوكالة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية. وربط فريق بيلينغكات الاستقصائي إسقاط الطائرة الماليزية ام. اتش17 في شرق أوكرانيا في 2014 بضابط في الوكالة قال إنه "أشرف على شراء ونقل الأسلحة". وقالت هولندا، الخميس، إن جهاز الكمبيوتر المحمول الذي يعود إلى عناصر الوكالة، وعثر عليه في لاهاي، أظهر أنشطة في ماليزيا ترتبط بالتحقيق في سقوط الطائرة. كما جرى ربط الوكالة بمحاولة الإطاحة بحكومة مونتينيغرو عشية الانتخابات البرلمانية في أكتوبر 2016. ويعتقد أن عناصر الوكالة يقدمون التوجيه العسكري إلى الجيش السوري، وإلى الانفصاليين في شرق أوكرانيا وغيرهم. قتل الخونة في سنة 2010 قال الرئيس فلاديمير بوتين إن الأجهزة الروسية الخاصة لا تقتل الخونة. وأقر بأن السلطات السوفياتية كانت ترسل القتلة للتخلص من أعدائها؛ ولكنه قال إن روسيا المعاصرة لا تفعل ذلك، مؤكدا أنه "تمت تصفية مثل هذه الوحدات". ووصف بوتين، الأربعاء، سكريبال بأنه "حقير"؛ إلا أنه نفى المزاعم بأن موسكو كانت وراء الهجوم على الجاسوس السابق وقال: "لم يسمم أحد أي شخص هناك (في بريطانيا)". وتتهم الشرطة البريطانية اثنيْن من ضباط الوكالة قالت إنهما الكسندر بيتروف ورسلان بوشيروف بمحاولة قتل سكريبال وابنته. وكان سكريبال، الكولونيل السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سجن بسبب كشفه أمر عملاء لجهاز الأمن البريطاني إم آي 6، وانتقل للعيش في إنكلترا في 2010 في إطار عملية تبادل جواسيس. وفي السابق، انشق العديد من عملاء الوكالة وتوجهوا إلى الغرب. وكتب فلاديمير ريزون، الذي انشق عن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية وفرّ في السبعينيات، سيرة ذاتية تحت اسم فكترو سوفوروف بعنوان "أكواريوم"؛ وهو الاسم الذي يحمله مقر الوكالة في موسكو. *أ.ف.ب