التقى عدد من قادة العالم في نيويورك، سعيا إلى بث الحياة في اتفاق باريس المناخي وسط تراجع العديد من الدول عن التزاماتها في الاتفاق التاريخي. وتهدف "قمة كوكب واحد"، التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العام الماضي، إلى تسريع تنفيذ الاتفاق المبرم في 2015. وقال ماكرون للوفود المشاركة في فندق "بلازا" الفخم في نيويورك: "لسنا هنا فقط للتحدث، بل لتتم محاسبتنا". وبعد أن كان ماكرون قد حذر العالم الماضي قائلا: "إننا نخسر معركة" التغيّر المناخي، دعا الدول إلى زيادة كبيرة في التمويلات الخاصة بالمناخ. ورغم سيل من الاعلانات والقمم-منها واحدة في بون في مايو وفي بانكوك وسان فرانسيسكو هذا الشهر-بالكاد تحركت معركة المناخ وحل مكان معظم الآمال والنوايا الحسنة في اتفاق باريس عدم التحرك. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يونيو 2017 أن الولاياتالمتحدة ستنسحب فعليا في نوفمبر 2020، فيما تراجع زخم دول عدة أخرى. وتخلى ترامب عن أهداف لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي حددها سلفه باراك أوباما بإلغاء عشرات القوانين الخاصة بالبيئة. وألغت استراليا، إحدى أكبر الدول المتسببة في الغازات الدفيئة للفرد، خططا لتقنين خفض انبعاثات الكربون. وفي البرازيل، قال المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الأوفر حظا، جايير بولسونارو، إنه سيسحب بلاده من الاتفاق في حال انتُخب. وتنص اتفاقية باريس أيضا على أن تنشئ الدول الغنية صندوقا سنويا بقيمة 100 مليار دولار لمساعدة الدول النامية في الرد على ارتفاع حرارة الكوكب. ولكن فقط 10 مليارات دولار تم جمعها حتى الآن. ووعدت الولاياتالمتحدة بتقديم ثلاثة مليارات وأعطت مليارا واحدا فقط -في فترة أوباما. وستعقد قمة المناخ الدولية المقبلة في ديسمبر ببولندا. ووصلت الاجتماعات التحضيرية إلى طريق مسدود. وقالت السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الأممالمتحدة للتغير المناخي، باتريشا إسبينوزا: "يبدو أن الأمر سينطوي على تحد كبير"، وأضافت: "لسنا متأكدين بعد ما إذا سنتمكن من إنجاحه، لكن ذلك ليس مستحيلا أيضا". وشارك عدد أقل من قادة العالم في "قمة كوكب واحد" هذا العام، التي نظمها البنك الدولي والأممالمتحدة. وخلال النهار، تمكن المشاركون من الإعلان عن مليارات الدولارات من الإجراءات الجديدة "لإزالة الكربون" من الاقتصاد العالمي ومساعدة دول ضعيفة وتمويل الانتقال البيئي في دول نامية، وخصوصا في آسيا وإفريقيا. لكن تلك الالتزامات لا تمثل سوى جزء صغير مما هو مطلوب لحصر ارتفاع درجة حرارة الأرض بأقل من درجتين فوق معدلات الثورة الصناعية. ويقول الخبراء إن ارتفاع حرارة الأرض يبدو في طريقه إلى تجاوز ثلاث درجات بحلول 2100.