هيمنت الجامعات البريطانية والأمريكية على صدارة تصنيف "تايمز هاير إيديوكيشن" لأفضل ألف جامعة حول العالم لسنة 2019، والمرتقب إعلانه رسمياً الأربعاء خلال القمة الأكاديمية العالمية بجامعة سنغافورة الوطنية. ورغم تسجيل تحسن كبير في تصنيف عدد من جامعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودخول مؤسسات تعليمية جديدة من منطقة "مينا" سباق مؤسسة "تايمز هاير إديوكيش" البريطانية، فإن الجامعات المغربية حافظت تقريباً على الترتيب نفسه الذي حلت فيه السنة الماضية، باستثناء دخول جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء قائمة التصنيف، في ترتيب +1000. ودخلت أربع جامعات مغربية ضمن تصنيف Times Higher Education لأفضل الجامعات من حيث البحوث والبيئة التعليمية، إذ حلت جامعة القاضي عياض بمراكش في ترتيب ما بين 801 و1000؛ تليها جامعة محمد الخامس بالرباط ما بين 801 و1000؛ ثم جامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس، والتي انتقل مركزها من +1000 سنة 2018 إلى ما بين 800 و1000 في التصنيف الحالي. ويُلاحظ من خلال القائمة أن إيران هي البلد الأفضل تمثيلاً من حيث عدد الجامعات التي دخلت التصنيف في 2019، ب29 مؤسسة جامعية. كما ضاعفت مصر من وجودها ب19 مؤسسة، مسجلة ارتفاعا ب9 جامعات. ولأول مرة منذ بداية صدور التقرير العالمي قبل 15 سنة تم تصنيف جامعة بغداد بالعراق ضمن القائمة التي تضم 1258 مؤسسة جامعية في 86 دولة؛ إذ احتلت جامعة هذا البلد الذي دمرته الحروب وخربته أيادي "داعش" نفس ترتيب الجامعات المغربية ما بين 800 و1000. وعلى مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تصدرت كل من إسرائيل والسعودية ترتيب أفضل جامعات المنطقة من خلال الجامعة العبرية بالقدس، وجامعة الملك عبد العزيز السعودية (ما بين 201 و250)؛ ثم جامعة خليفة الإماراتية (ما بين 301 و350). وفي المركز ما بين 351 و400، جاءت ضمن القائمة كل من جامعة نوشيرواني التكنولوجية الإيرانية، وجامعة الأردن للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة الإمارات العربية المتحدة؛ بينما جاءت جامعة بيروتالأمريكية في ترتيب ما بين 401 و500، بجانب جامعة قطر. أما الجامعات المصرية فاستطاعت دخول الترتيب بضعف عدد جامعات السنة الماضية، إذ جاءت جامعة القاهرة وجامعة بنها وجامعة بني سويف وجامعة كفر الشيخ وجامعة منصورة وجامعة قناة السويس ضمن المراتب ما بين 601 و800. الجامعات الجزائرية رفعت من وجودها ضمن التقرير السنوي بست مؤسسات جامعية، لكن ترتيبها كان في مجموعة المغرب نفسها، في وقت استطاعت دولة إفريقية واحدة هي جنوب إفريقيا من خلال جامعة كيب تاون أن تتموقع ضمن المجموعات الأولى العالمية، في الرتبة 156 دوليا. دوليا، لازالت بريطانيا وأمريكا تهيمنان على المراكز العشرة الأولى في الترتيب، مع تسجيل صعود سريع للجامعات الصينية واليابانية؛ إذ حلت جامعة أكسفورد البريطانية على رأس الترتيب العالمي، وثانيا جامعة كامبردج البريطانية، ثم جامعة ستانفورد الأمريكية ومعهد ماساتشوستس الأمريكي للتكنولوجيا. وحتى الجامعات الأوروبية لم تستطع السيطرة على المواقع الأولى العالمية مقارنة بالجامعات الأنجلوساكسونية، إذ جاءت جامعة باريس للعلوم والآداب في المرتبة 41 عالميا، وجامعة لوفان البلجيكية في المركز 48 عالميا، ثم جامعة جامعة بومبيو فابرا الإسبانية في المركز 135 عالميا. وتعليقا على نتائج التصنيف، أشار "فيل باتي"، مدير تحرير مجلة "تايمز هاير إيديوكيشن"، إلى تحسن ترتيب بعض الجامعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موردا أن منطقة "مينا" تتوفر على قدرات جيدة لتصبح منافسا عالميا في التعليم العالي، ولكنه أكد أن الأمر يتطلب تركيزا أكثر على البحث العلمي. تأخر الجامعات المغربية على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يجد تفسيره في الميزانية المرصودة إلى البحث العلمي؛ إذ إنها لا تتعدى اليوم 0.8 في المائة من الناتج الداخلي الخام، في حين أن المتوسط العالمي يصل إلى 2 في المائة عموما، وحتى 4 في المائة في الدول المتقدمة.