تقتربُ البحرية الملكية المغربية من الحصول على فرقاطة "ابن بطوطة"، وهي مقاتلة حربية متطورة من المنتظر أن تنضمَّ رسميا إلى البحرية المغربية خلال الأسابيع القادمة بعد الانتهاء من أشغال صنعها في أحواض بناء السفن بمنطقة بيريو الفرنسية. ووفقاً لما نقله موقع "Defensa" المتخصص في الشأن العسكري، فإن السفينة سالفة الذكر مصنوعة من الفولاذ، بطول 72 مترا وعرض 15 مترا، مع مستوى غطس السفينة بالبحر يقدر ب 5 أمتار. وقالت الموقع إن "الفرقاطة مزودة بمحركات دفع تعمل بالديزل والكهرباء مع أربعة مولدات بطاقة 1200 kW وقادرة على الوصول إلى 14 عقدة خلال إبحارها، وتزنُ أكثر من 2600 طن". وتحملُ الفرقاطة الحربية الجديدة ذات اللون الرمادي العسكري رقم 804، وستنضمُّ خلال الأسبوع المقبل إلى سرب المقاتلات البحرية الملكية بعد أشغال صيانة دامت لأشهر في منطقة بيريو بالقرب من بريتون الفرنسية. كما تتميز هذه الفرقاطة الفرنسية بوجود سطح مخصص لنزول طائرات الهليكوبتر، ويمكنها أن تتلقى الامدادات العسكرية عن طريق استخدام تقنية "Vertrep"، التي تمكن من السيطرة على المجال الحيوي البحري. وذكر موقع "Defensa" أن امتلاك فرقاطة من هذا النوع سيساهمُ لا محالَ في التعزيز التدريجي للقوات البحرية الملكية المغربية، التي باتتْ تتوفر على مقاتلات حربية تتميز بقدرتها على الإبحار في عمق المجال الحيوي البحري. محمد شقير، باحث في الشؤون الأمنية والعسكرية، اعتبر أن لجوء المغرب إلى هذا النوع من السلاح يحمل رسائل إلى الجزائر وإسبانيا وسيزيد تموقع المغرب قوة في مناخ إقليمي صعب، وقال إن "المغرب بات اليوم رقما صعبا على مستوى تنظيم مناورات عسكرية ضخمة بامتلاكه أسطولاً حربيا متنوعا قادرا على اختراق العمق الاستراتيجي لأي دولة حدودية". وأضاف صاحب كتاب "السلطة وتطور المراسيم العسكرية بالمغرب"، في تصريح لهسبريس، أن "هذه الصفقة العسكرية تأتي بعد حصول المغرب مؤخرا على أسلحة متطورة للتجسس ومراقبة المجال الحيوي أثارت توجساً إسبانيا واضحاً، ودفعت الجزائر إلى تحريك أسطولها البحري في الشمال الغربي للمغرب في أكبر مناورة بحرية أقدمت عليها خلال عشرين سنة الأخيرة". وتابع شقير قائلا: "منذ تولي الملك محمد السادس الحكم يعمل المغرب على تطوير منظومته الدفاعية والهجومية، كما أن امتلاك هذه الفرقاطة يمثل رسالة قوية إلى الجارة الشمالية إسبانيا على اعتبار أن الجوار المشترك بينهما قائم على البحر". وأكمل بأن "المغرب وإسبانيا يمثلان قوتين إقليمية تحاول كل واحدة منهما فرض توازنها الإقليمي من خلال الاستعراضات العسكرية والصفقات التي تعقد بين الفينة والأخرى"، وفق تعبيره.