استبعد رئيس كوبا ميغل دياز كانيل، اليوم الاثنين، إمكانية إقامة حوار بين بلاده والولاياتالمتحدة طالما أبقت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على "طريقتها المنحرفة في التعامل". وقال دياز كانيل في حوار مع قناة "تيليسور" اللاتينية، هو الأول منذ توليه لمنصبه، "نرغب في الحوار، لكن يجب أن يكون قائما على أساس المساواة والاحترام دون المساس بسيادتنا واستقلالنا، لأننا لن نقبل إملاءات وليس لدينا استعداد لتقديم تنازلات". البلدان استأنفا علاقتهما الدبلوماسية خلال الفترة الثانية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بعد نحو نصف قرن من العداء، في حدث تاريخي تجمد بشكل مفاجئ بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض؛ المعارض للخطوة التي نفذها سلفه. واعتبر رئيس كوبا أنه يجب سؤال نظيره الأمريكي "إذا كان يرغب في الحوار مع كوبا، وأنه إذا كانت لديه الرغبة فيجب عليه أن يفعلها من وضعية لا تتسم بالتعالي". وشدد على أن المشكلة ليست مع الشعب الأمريكي، بل مع "الطرق التي تصرفت بها حكومات الولاياتالمتحدة ضد الثورة". واعترف الرئيس أنه رغما عن وجود بعض سبل الحوار المفتوحة إلا أن العلاقات في تراجع، في حين أنه إبان حقبة أوباما فقد تمكنت رئاسة البلدين من "التحاور والتعاون والحفاظ على علاقة متحضرة رغما عن الخلافات الفكرية". وأضاف دياز كانيل "الحوار بناء بين اثنين، لا يمكن التطلع لحوار بين طرفين لا تجمعهما المساواة". ووصف الرئيس إجراءات الإدارة الجديدة بمنع سفر الأمريكيين مجددا للجزيرة ومنع التحويلات المالية والتجارة مع قائمة كبيرة من الشركات المرتبطة بالهيكل العسكري الكوبي بأنها "غير مقبولة". ونفى دياز كانيل بالمثل وجود أي صلة لبلاده بحوادث الصحة الغامضة التي تعرض لها 26 دبلوماسيا في هافانا وهي القضية التي تسببت في زيادة التوتر بصورة أكبر في العلاقات الثنائية والتي لم يجد لها محققو الطرفان سببا. وهاجم دياز كانيل بالمثل الحظر المفروض من قبل الولاياتالمتحدة على الجزيرة، معتبرا أنه "ممارسة متوحشة" وتعد العقبة الرئيسية أمام تطور وإزدهار كوبا "التي لا تمثل تهديدا لأحد". وأضاف الرئيس: "أكثر ما يضر بحياة الكوبيين اليومية بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية هو الحظر الأمريكي، الممارسة المتوحشة التي تتعدى على شعب حكم عليه بالموت من الجوع والحاجة".