كاريكاتير خالد كدار إن كان ثمة شخص يستحق أن يطلق عليه لقب " رجل السنة " بالمغرب ،فلن يكون بالتأكيد بطل مسرحية العبث السياسي ، ومهندس خطة تقزيم وتفكيك وتحطيم الأحزاب الدكتور الإمبراطور " فؤاد عالي الهمة " ، ولن يليق لحمل هذا اللقب المتهم السابق والوزير الحالي الأستاذ " عباس الفاسي " الذي انطبق عليه قول السابقين : " وقف الحمار الشيخ في العقبة " ، ولن يكون أهلا لمثل هكذا ألقاب ذلك المناضل الذي بدأ حياته السياسية بطرد ملغوم لينهيها بطرد مشؤوم مختوم ومعلوم للعيان ، ... "" لن يكون رجل هذه السنة الميلادية التي نودعها فؤاد القصر الكبير على الرغم من ترشيحه لحمل هذا اللقب من قبل بعض الكتاب والصحافيين المهتمين بقصته ، ولن يكون رجلها أيضا حامي الحمى والدين ، والمتغزل بأوسمة الملوك والسلاطين والمتهم بقتل خيرة المناضلين الجنرال المعروف " حسني بن سليمان " ، ولم يرشح أحد ملك الخمور وأمير النبيذ بالمغرب ذلك الفتى البالغ من الكبر والتكبر عتيا ، والذي بنى إمبراطورياته الحمراء على أسس خمرية راقية بلغت به إلى حد تنظيم عيد للخمور في مدينة العلم والعلماء ، لم يرشحه أحد لحمل هذا اللقب الغالي ... لن يكون لا هذا ولا ذاك رجلا لهذه السنة الماضية نحو خانات النسيان ... لن يكونوا كذلك لأن كل واحد منهم تم رفضه من قبل أيام السنة وليالي العام لأسباب تعرفها جيدا ساعاتها ودقائقها وثوانيها ، ويدرك كنهها كل لبيب بالإشارة يفهم ... ورجل السنة إن لم يكن يعرفه الجميع ، ويتحدث عنه الكل ، ويشغل بال الكبير والصغير ، ويذكر في كل حي ، ويضرب به المثال في كل محفل ومجلس ومجمع لا يستحق في نظري المتواضع هذا اللقب الفريد من نوعه ، وعليه ومن هذا المنظور فرجل السنة بامتياز هو ذلك الشاب الذي تأبط شرا بعدما شرب عدة حبات من حبوب الهلوسة ليخرج في واضحة النهار وفي جنح الظلام وقبل المغرب وبعده كي يعترض سبيل المارة ويسلبهم ما تيسر من دراهم معدودات وهواتف نقالة وخواتم ذهبية أو فضية وغير ذلك مما غلا أو رخص ثمنه ليتكرم عليهم بعدها بتوقيع على جباههم أو على وجوههم وبمداد يقطر من سيف حاد أو سكين بتار أو مدية تصلح لمثل هكذا أغراض ... هذا الشاب يستحق أن نطلق عليه لإنعدام المتنافسين لقب رجل السنة !!! فهو شاب إعتمد على نفسه في كسب قوت يومه ، ولم يرضى لها بأن تكون عالة على المجتمع ولا متسولة على فتات أبواب الحكومة والوزارات والإدارات لعلمه أنهن لن ولا يتركن لأمثاله فتاتا ... شاب يصارع ظلمة الليل ويواجه بحنكة مخاطر النهار ليساهم في الأخير في الرفع من مستوى إقتصاد البلد عن طريق اقتنائه لحبوب الهلوسة وشرائه للشكولاتة المخدرة والمياه الناقلة للعوالم الأخرى ، وبيعه لما نهب وسرق بأثمنة في متناول الجميع ... شاب إغتنم شبابه قبل هرمه ، وصحته قبل سقمه ، وفراغه قبل شغله ، فسخر كل ذلك في نفض الغبار عن كراسي رجال الأمن ليقول لهم وبملئ فيه : أنتم لا شيئ مادمت هاهنا حرا طليقا ... شاب جعل من الكبير والصغير أديبا ينسج حوله الحكايات ، ويكتب عنه المقالات الطوال ، ويؤلف فيه الروايات ليتوجس بعدها مما لديه من خطوات وتحركات .... شاب جعل من المغرب بلدا لا أمن فيه ، ومن السنة سنة لا ِسنة فيها ولا نوم فكشف بذلك أننا نعيش على جرف هار إذا ما قدر له السقوط فالرحمة على الجميع لن تجد ما يردد لها حرفا في الشوارع والأزقة ... هو يستحق لقب رجل السنة لأنه أرغم وزارة الداخلية على الإعتراف بوجوده وبمنجزاته وبمشاريعه ، كما أرغم الوزارة الأولى على إدراجه ضمن الأولويات التي يجب أن تشتغل عليها ... يستحق لقب رجل السنة لأنه إنسان عادل غاية العدل ، فهو في إجرامه وسرقاته الموصوفة والغير موصوفة لم يفرق بين ضعيف أو شريف ولم يأبه لصغير أو كبير ، ولم يميز بين سلطان أو مياوم ، بل دخل إلى القصور فسرقها ، ودخل إلى بيوت المساكين فنهبها ، واعترض سبيل المارة من الضعفاء ولو أنه تمكن من اعتراض طريق الأمراء والوزراء والمدراء لفعل ذلك دون تردد أو سابق تفكير ... يستحق لقب رجل السنة لأنه فرض نفسه على المجتمع دونما حاجة إلى وسيط أو عميل أو وصاية من فوق ليجعل من وطنه وطنا رائدا يحتل الصدارة ضمن سبورة الترتيب الدولية ... في فنون الإجرام طبعا . يستحق لقب رجل السنة لأنه مفرد بصيغة الجمع ، فهو جيل صاعد نظر إلى الدنيا نظرة سوداء قاتمة فوجدها أشد سوادا من نظرته فاختلط السواد بالسواد ، فإن لم ندركه ونتداركه كل من موقعه فلن نجد من نحتفل به كرجل للسنة المقبلة.