حصد الإعصار فلورنس أولى ضحاياه على ساحل المحيط الأطلسي في الولاياتالمتحدة حيث رافقته رياح عنيفة وأمطار غزيرة، فيما تبذل السلطات جهودا حثيثة لإسعاف عشرات السكان العالقين، مع ارتفاع منسوب المياه المتواصل اليوم السبت. وأكدت مصادر رسمية سقوط أربعة قتلى على الأقل، بينما أشارت وسائل الإعلام الأميركية إلى ضحية خامسة. وصرح حاكم ولاية كاليفورنيا الشمالية، روي كوبر، قائلا: "نتوقع أمطارا لعدة أيام"، مضيفا أن كمية الأمطار التي ترافق الإعصار "حدث فريد". وتابع كوبر في مؤتمر صحافي: "أولويتنا هي إبعاد الناس عن الخطر المباشر"، مضيفا: "ما نزال في خضم العاصفة. وإذا لم تصل إليكم بعد، فذلك سيحصل". وحلّت عين الإعصار بالقرب من رايتسفيل بيتش (كارولاينا الشمالية)، أمس الجمعة، قرابة الساعة 07:15 (11:15 ت. غ) ترافقها رياح بسرعة 150 كلم في الساعة، بحسب المركز الوطني للأعاصير. وبلغت كارولاينا الجنوبية بعدها بقليل. إلا أن حدة الإعصار فلورنس تراجعت بعد الظهر وبات عاصفة استوائية مع رياح بسرعة مائة كلم في الساعة، بحسب نشرة المركز عند الساعة 23:00 (03:00 ت. غ). لكن السلطات قلقة إزاء حجم الإعصار وتقدمه البطيء جدا (7 كلم في الساعة) في أماكن تشهد أمطارا غزيرة، ووجهت تحذيرات عدة من حصول فيضانات مفاجئة. كارثة حذر المركز الوطني للأعاصير من مد عال ليل الجمعة السبت على الساحل، ومن "فيضانات كارثية متوقعة في كارولاينا الشمالية والجنوبية". ومن المتوقع أن يقارب منسوب المياه في الأنهر، وحتى أن يتجاوز، مستويات قياسية وأن يفيض في مناطق عدة في الولايتين الواقعتين في جنوب شرق البلاد. ومن المفترض أن تتقدم العاصفة أكثر نحو داخل البلاد قبل أن تحيد غدا الأحد نحو الشمال، بحسب مركز الأعاصير، بعد "تراجع حدتها بشكل كبير". في كارولاينا الشمالية، تعرضت مدينة نيو بيرن، البالغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، حيث يلتقي نهرا نيوز وترنت، لفيضانات مفاجئة ليل الخميس الجمعة؛ ما أدى إلى شل حركة المئات من الأشخاص. وصرح كوبر، أمس الجمعة، قائلا: "لقد قدمت فرق الإغاثة المساعدات لمئات الأشخاص في نيو بيرن وبذل المسعفون كل الجهود لإخراج الأشخاص الذين يحتاجون إلى ذلك". في مدينة ويلمنغتون الساحلية بكارولاينا الشمالية، اقتلعت العاصفة أشجارا وقلبت لافتات وحطمت واجهات، كما انفجر العديد من المحولات الكهربائية. وأوقعت الرياح العنيفة عددا من الضحايا؛ فقد أعلنت الشرطة قبل يوم مقتل امرأة وطفلها بسقوط شجرة على منزلهما، بينما أصيب الوالد بجروح ونُقل إلى المستشفى. وعمل رجال الإطفاء طوال الصباح أمام المنزل الذي انهار أحد جدرانه بالكامل من قوة الصدمة. وعلّق شاين ويلسون، المقيم في منزل مجاور، لوكالة فرانس برس: "سمعنا طقطقات عديدة والأشجار كانت ترتجّ". وقال جار آخر يدعى آدم سباركس: "رحل معظم سكان الجوار، أنا وهم وبعض الأشخاص فقط قررنا البقاء"، موضحا: "من كان يمكن أن يستعد لذلك؟ إنها كارثة. الأشجار وراء منزلهم كبيرة وقديمة جدا وهناك دائما مخاطر مع هذا النوع من الأشجار". وتوفيت امرأة أخرى كانت تعاني من المرض لأن الإسعاف لم يصل إليها بسبب الأشجار التي كانت تعترض الطريق، بحسب متحدثة من منطقة بيندر. وقالت وسائل إعلام محلية إن المرأة توفيت نتيجة أزمة قلبية. وقال كوبر في بيان إن شخصا آخر قتل في منطقة لونوار عندما كان يشغّل مولدا كهربائيا. وأوردت وسائل إعلام محلية أن رجلا في ال77 توفي في المنطقة نفسها بعد أن جرفته الرياح. 800 ألف منزل من دون كهرباء وكانت السلطات دعت نحو 1.7 مليون شخص إلى الاحتماء في الملاجئ بعيدا عن الساحل، لكن كثيرين لم يمتثلوا للتوجيهات. وأوضح جيف بايارد، مسؤول الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ، التي قامت بتعبئة 1200 شخص للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، أن بعض مناطق الفيضانات خطيرة جدا "لتدخل المسعفين". ويقوم متطوعون بتقديم المساعدات على غرار مجموعة "كاهون نيفي" البحرية القادمة من ولاية لويزيانا. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيتوجه إلى المناطق المنكوبة "في مطلع أو منتصف الأسبوع المقبل". وحُرم نحو 800 ألف شخص من الكهرباء مساء الجمعة في كارولاينا الشمالية البالغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، بحسب أجهزة الطوارئ. وفرضت السلطات حظر تجول في العديد من المناطق على الساحل الأطلسي لمنع حصول عمليات نهب. أ. ف. ب