وصل الإعصار "اسحق" إلى أخطر مراحله بإطلاق موجة من العواصف أثارت أمواجاً عاتية بمحاذاة الساحل الشمالي للخليج الأميركي. وتوقع المركز الوطني الأميركي للأعاصير حدوث فيضان في أعقاب أمطار غزيرة، مشيراً إلى أن "اسحق" وصل إلى اليابسة في جنوب شرق ولاية "لويزيانا" الليلة الماضية محملاً برياح قوية ومصحوباً بأمطار ستمثل أول اختبار لدفاعات تكلفت مليارات الدولارات ضد الفيضانات في "نيو أورلينز" بعد الإعصار "كاترينا" الذي دمر ساحل الخليج الأميركي قبل سبع سنوات. وضرب اعصار "اسحق" المناطق الساحلية وتجاوزت سرعة الرياح القصوى للاعصار 120 كلم في الساعة اثناء توجهها الى الساحل الشمالي لخليج المكسيك مساء الثلاثاء. وقال مراسل بي بي سي في ألاستير لايتهيد إن الرياح اقتلعت الأشجار من جذورها وحفرت الطرق. وغادر الآلاف أماكن سكنهم واغلق من بقوا في المدينة أبواب منازلهم على أنفسهم. ونبه الرئيس الاميركي باراك اوباما السكان في المناطق التي تمر فيها العاصفة الى ضرورة التعامل بجدية والاستجابة الى نداءات وتحذيرات الاخلاء الموجهة اليهم. واعلن اوباما حالة الطوارئ في ولاية الميسيسيبي بعد ان اعلنها في لويزيانا الثلاثاء، وبعد أن صدرت تحذيرات من اعاصير وعاصفة استوائية في اجزاء من ولاية الميسيسيبي وولايات مجاورة. ويتيح اعلان حالة الطوارئ للرئيس السماح لوكالة ادارة الطوارئ الفدرالية وغيرها من الاجهزة الحكومية تنسيق عمليات الاغاثة. وصرح اوباما في البيت الابيض ان العاصفة "قد تسبب فيضانات كبيرة واضرارا اخرى في منطقة ساشعة. الوقت ليس للمجازفة (...) علينا التنبه للتحذيرات الرسمية. علينا اخذ الامور بجدية". واضاف "اشجع كافة السكان على ساحل خليج (المكسيك) للاصغاء الى توصيات السلطات المحلية بما في ذلك طلب اخلاء مناطقهم". وذكر المركز الوطني الأميركي إن "معلومات من طائرة رصد الاعاصير تابعة للقوات الجوية تشير الى أن سرعة الرياح القصوى المرافقة للعاصفة اسحق ازدادت الى 120 كلم في الساعة .. وعلى هذا الاساس فقد تم رفع العاصفة اسحق الى درجة اعصار". وفي تقرير عند الساعة 23,00 ت غ، قبل ساعة من وصول الاعصار الى السواحل، اشار المركز الى ارتفاع لمستوى المياه الى 2,40 مترا على سواحل لويزيانا وميسيسيبي وفلوريدا. وأكد رئيس بلدية نيو اورلينز ميتش لاندريو للصحافيين ان اسحق يملك خاصية التقدم "ببطء" في حين تخشى السلطات فيضانات قوية مع تساقط 25 الى 40 سنتمتر من الامطار "وحتى اكثر". واضاف ان اعصار اسحق ليس من الدرجة الثالثة كما كان اعصار كاترينا لكن "اعصارا من الدرجة الاولى بهذه القوة مع رياح بسرعة تتراوح بين 135 و160 كلم في الساعة ويمكن ان تصل الى 200 كلم في الساعة، هو ضخم كفاية لضربنا بقسوة اذا لم نتخذ احتياطاتنا".