بعدما أنهى الموسم الكروي الماضي في الرتبة الثالثة ضمن الفرق الرياضية المتبارية في إطار البطولة الوطنية الاحترافية، فإن فريق حسنية أكادير يتواجد هذا الموسم على مختلف الواجهات، إذ سيدخل منافسات كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، إلى جانب تنافسه ضمن مباريات كأس العرش، وكذا منافسات البطولة الوطنية الاحترافية التي انطلقت قبل أيام. وأعلن مدرب حسنية أكادير ، الأرجنتيني ميغيل أنخيل كاموندي، أن الفريق سيدخل غمار المنافسات الثلاث بكامل قواه، وهو مسلح بطموح كبير، وبواقعية أيضا، حيث يتولى هذا المدرب للسنة الثانية على التوالي قيادة الحسنية، بعدما شغل قبل ذلك مهمة رئاسة الإدارة التقنية المكلفة بالتكوين للنادي نفسه. وأضاف في استجواب صحفي، على هامش حصة تدريبية لفريق الحسنية في ملعب "أدرار" بأكادير، أنه " خلال الموسم الرياضي الماضي شرعنا في تنزيل مشروع نعمل خلال الموسم الحالي على استكماله، حيث خططنا لنكون من بين الفرق الست الأفضل على صعيد الأندية المغربية لكرة القدم"، مشيرا إلى أن الرهان الذي تعمل من أجله الحسنة اليوم هو السير على نفس وثيرة الاشتغال. ويعتبر المدرب أنه "مادام هناك مجهود يبذل، إلى جانب التنظيم والانضباط ، فلا بد من تحقيق نتائج"، مضيفا أن "الصبر وطول النفس" يعتبر مكسبا هاما بالنسبة للحسنية، على عكس ما هو عليه الأمر بالنسبة لفرق كبرى منافسة ، مثل الوداد والرجاء البيضاويين والفتح الرباطي ، حيث تسعى هذه الفرق باستمرار إلى ربح كل مباراة وكل دوري. وقال في هذا السياق إن طاقم الحسنية، وإدارة النادي يتطلعان على الدوام لربح جميع المقابلات التي يخوضها الفريق. ومقابل ذلك، لدينا وعي بأن هناك حدودا تقف عندها هذه الطموحات. وقد استهل حسنية أكادير مباريات البطولة الاحترافية لهذا الموسم بنتيجة غير مرضية إذ انهزم بإصابة واحدة مقابل لا شيء أما فريق يوسفية برشيد، وهو الفريق الصاعد إلى قسم الكبار هذا الموسم، حيث ألقت هذه النتيجة بثقلها على جمهور "غزالة سوس ". وإذا كانت مقابلة الحسنية ضد الرجاء البيضاوي برسم الدورة الثانية من البطولة الاحترافية قد تأجلت، فإن ستواجه اليوم الخميس فريق وداد آسفي برسم دوري ربع نهاية كاس العرش للموسم 2017/2018، وذلك بعدما تفوقت الحسنية في دوري سدس عشر النهاية على فريق نهضة خميس الزمامرة بهدف واحد مقابل لا شيء. ويبدو أن فريق الحسنية مطالب بتحقيق نتيجة إيجابية ضد فريق أولمبيك آسفي حتى يتصالح مع جمهوره قبل أن يواجه مقابلة صعبة ستجمعه، في إطار مقابلات البطولة، مع فريق الجيش الملكي . واعتبر المدرب كاموندي أن فريقه لم يكن محظوظا مع بداية الموسم الرياضي الحالي من حيث برمجة المقابلات، حيث يخوض عددا منها خارج قواعده، مسجلا أن مقابلات كأس العرش كانت دائما صعبة، لاسيما بالنسبة لهذا الموسم الذي اعتمد فيه نظام المقابلة الواحدة المؤدية إما للتأهل أو للإقصاء. وأكد أن الإرادة قوية لدى الفريق للذهاب بعيدا في مختلف المنافسات الثلاث، خاصة منها كأس الكنفدرالية الإفريقية التي يعتزم الفريق على الأقل تخطى المقابلات الإقصائية الأولى المبرمجة في إطار هذه المنافسة الكروية القارية. وبخصوص سؤال عما إذا كان فريق حسنية أكادير يتوفر على إمكانيات توازي طموحاته، قال المدرب إن الفريق عمد إلى إدماج مجموعة من العناصر في حدود إمكاناته المتاحة، مشيرا في هذا السياق إلى التعاقد مع لاعب صربي لديه تجربة ، إلى جانب لاعبين فلسطينيين يحتاجان إلى بعض الوقت للتأقلم مع أجواء الفريق، كما أدخل بعض العناصر التي تلعب ضمن فرق الهواة ، مع تطعيم الفريق ببعض العناصر التي تمارس ضمن فئتي الأمل والشبان لنادي الحسنية. وأضاف قائلا " لقد راهنا على العمل الجيد ، وخلق أجواء تسود فيها روح الفريق المنسجم"، مشيرا إلى أن الرهان منصب ايضا على تحقيق هدفين، أولهما يتمثل في إنجاح تحول النادي إلى وضعية مقاولة قصد بلوغ هدف الممارسة الاحترافية الحقيقية لكرة القدم ، أما الهدف الثاني فيتمثل في إنشاء مركز للتكوين ، والذي يعتبره كاموندي "من الأولويات، إلى جانب كونه أكثر أهمية من الفوز بلقب البطولة ". ويتوفر فريق حسنية أكادير على مدرسة لكرة القدم تضم حوالي 600 طفل، إلى جانب مجموعة أخرى من اللاعبين الذين يمارسون ضمن مختف فئات النادي، حيث يتطلع النادي إلى تشييد مركز للتكوين خاص به، عوض الاستمرار في اقتسام استغلال ملعب الانبعاث مع فرق أخرى. ودعا المدرب الأرجنتيني أنصار فريق حسنية أكادير إلى التسلح بالصبر موازاة مع مواصلة دعم الفريق، لاسيما وأن مدرجات الملعب الكبير لأكادير تبقى فارغة من المشجعين باستثناء المقابلات التي تصنف ضمن مباريات القمة. وامتنع مدرب الحسنية عن إعطاء وعود، إلا أنه مقابل ذلك أكد التزامه بالعمل ، إلى جانب الطاقم المسير، على بناء فريق تنافسي قادر على خوض مباريات فوق أرضية الملعب بشكل يصنع فرجة حقيقية بالنسبة للجمهور ، معتبرا أن كرة القدم تعد في المقام الأول عبارة عن فرجة. إلا أن الجمهور السوسي يبقى متعطشا لتحقيق فريقه لنتائج إيجابية تكون على الاقل أفضل مما حققه خلال بطولة الموسم الرياضي المنصرم، خاصة وأن فوز حسنية أكادير بالبطولة الوطنية مرتين متتاليتين يعود إلى موسمي 2002 و2003، وهذا الإنجاز اصبح اليوم، بالنسبة لأنصار الحسنية، في عداد الذكريات المتقادمة. *و.م.ع