أكد عبد الرحمان الحواصلي، حارس مرمى حسنية أكادير، أن التأهل على حساب أولمبيك آسفي في منافسات كأس العرش كان مستحقا، نظرا للأداء الذي ظهر به الفريق في المباراتين، ذهابا وايابا. وأضاف الحواصلي، في حوار مع «الصباح الرياضي»، أن المدرب ميخيل غاموندي يمتلك فلسفة خاصة، تعتمد على اللعب الجميل مع الواقعية. وأشار إلى أن المباراة المقبلة أمام شباب الحسيمة، ستكون مباراة مهمة، باعتبارها أول مباراة في البطولة، والكل يبحث عن البداية الجيدة في الدورات الأولى لاكتساب الثقة. وفي ما يلي نص الحوار: كيف تعلق على تأهل حسنية أكادير على حساب أولمبيك آسفي؟ كان تأهلا مستحقا، نظرا للأداء الذي قدمه لاعبو حسنية أكادير في مباراتي الذهاب والإياب. كان هناك تخوف في البداية، بحكم أن الفريق قام بمجموعة من التغييرات في التركيبة البشرية، بانتداب لاعبين، إذ ليس من السهل تحقيق الانسجام بين جميع اللاعبين، واستطعنا إظهار نتائج الاستعدادات التي قام بها الفريق بأكاديروالدارالبيضاء، وظهر اللاعبون بمستوى جيد، مع وجود تفاهم وانسجام بين لاعبي الفريق داخل الملعب. هذا منحنا ثقة للذهاب بعيدا في منافسات كأس العرش. بعض الفرق كانت محظوظة بمواجهة فرق تنتمي للقسم الثاني أو الهواة. كانت مأموريتها نوعا ما سهلة. هذا ليس استصغارا للفرق، ولكن مواجهة فريق في القسم الأول تكون صعبة بطبيعة الحال، خصوصا أمام أولمبيك آسفي، وهو فريق منظم، ومن الصعب تحقيق الانتصار عليه داخل ميدانه. إحصائيات الموسم الماضي تظهر أن أولمبيك آسفي نادرا ما ينهزم بملعبه. والتأهل منحنا الثقة، ونمتلك مقومات فريق سيسبب مشاكل للفرق المنافسة خلال هذا الموسم. كيف وجدت الأجواء داخل حسنية أكادير؟ كان هناك ترحاب كبير، وتعامل جيد من قبل الجماهير، و علاقتي السابقة مع بعض لاعبي حسنية أكادير، الذين لعبت معهم في المنتخب المحلي في عهد امحمد فاخر سهلت علي التأقلم. هناك أجواء جيدة داخل الفريق. انسجمت مع فريقي الجديد، وهناك تعاون وتفاهم بين كل مكونات النادي من لاعبين وطاقم تقني وإدارة ومكتب مسير. أجواء تشجع على العطاء. كيف ترى الاشتغال مع المدرب غاموندي؟ سؤال يدفعني لشكر جميع الأطر التي لعبت تحت إشرافها. واستفدت منها في مساري الشيء الكثير. المدرب ميخيل غاموندي يملك فلسفة خاصة، والكرة الأرجنتينية تعتمد على اللعب الجميل مع الواقعية وأسلوب اشتغاله يمنحنا الثقة، وكل مباراة يلعبها بطريقة خاصة، ويسهل علينا المباريات من خلال الاعتماد على أشرطة الفيديو، وكذا الحصص التدريبية التي تعتمد على التكتيك. مدرب يملك تجربة كبيرة خاصة على المستوى الإفريقي، وتجربته وضعها رهن إشارة الفريق. حسنية أكادير في عهد مدربين سابقين كان يقدم كرة جميلة مع عدم أخذ الاحتياط دفاعيا، مع المدرب غاموندي أصبح الفريق يملك دفاعا صلبا ويلعب كرة جميلة، إضافة إلى أنه مدرب يفرض الانضباط. كيف ترى المباراة المقبلة أمام شباب الحسيمة؟ مباراة بطعم خاص، لأنني سأواجه أخي ياسين الحواصلي. أول مباراة في البطولة، جد مهمة، والبداية الجيدة، في الدورات الأولى تمنح الفريق الثقة أكثر. إنها مباراة في غاية الأهمية. الفريق الحسيمي غير جلده بنسبة كبيرة، واللاعبون الجدد سيبحثون عن بداية جيدة. لهذا فالمباراة لن تكون سهلة، في ملعب بعشب اصطناعي. تنتظركم مباراة أخرى في كأس العرش بعد أقل من أسبوع؟ المكتب المسير لحسنية أكادير وضع برنامجا خاصا للمباراة مع الطاقم التقني. اتخذ مسؤولو الفريق قرار السفر عبر الطائرة إلى الحسيمة، ذهابا من أكادير، وإيابا إلى الدارالبيضاء، التي سيقيم فيها الفريق إلى حين السفر إلى خنيفرة. الفريق وفر كل الظروف لتحقيق نتائج إيجابية في المباراتين، ومباراة شباب أطلس خنيفرة ستكون صعبة، لأنه منافس عنيد في ملعبه. والمدرب سمير يعيش يقضي الموسم الثاني مع الفريق، وقام بانتداب لاعبين متمرسين، لكن حسنية أكادير يمتلك كل الإمكانيات للعودة من خنيفرة بنتيجة إيجابية، تسهل علينا مباراة الإياب. كيف ترون إجراء أربع مباريات في 15 يوما؟ إذا كنا نتحدث عن الاحتراف، فاللاعب مطالب بإجراء مباراتين في أسبوع، كما نشاهد في البطولات العالمية. هذا النوع من المباريات يساعد اللاعب على تطوير مؤهلاته وتحسين مخزونه البدني، والاستعدادات التي قام بها حسنية أكادير كانت في أعلى مستوى، من الناحية البدنية والتقنية والتكتيكية، والفريق الباحث عن التألق، من الضروري الأخذ بعين الاعتبار مثل هذه الأمور، كما أنه يتوفر على لائحة موسعة تضم لاعبين شبابا ينتظرون فرصتهم، ومثل هذه المباريات ستكون فرصة لإشراكهم، وسبق أن عشت هذه التجربة مع الفتح الرياضي، إذ خضنا مباريات مكثفة في البطولة وكأس العرش والكأس الإفريقية، ساعدت على ارتفاع الإيقاع والمستوى. ما الذي اكتشفته في الحسنية مقارنة مع الفرق التي لعبت لها؟ الأوضاع في جميع الفرق متشابهة. والفوارق تتجلى في الجانب المالي فقط، هناك فرق تمتلك محتضنين، غير ذلك فالفرق تتشابه على جميع المستويات. وجدت ترحابا كبيرا من مكونات حسنية أكادير، وعلاقة طيبة تجمعني مع جميع مكونات الفرق التي لعبت لها، والحسنية لا يختلف عنها. ماذا عن فريقك السابق الفتح الرياضي الذي عانى في حراسة المرمى، بعد مغادرتك؟ أتمنى له مسيرة موفقة، خصوصا في المنافسات الإفريقية، في موسمين لعبت له أكثر من 86 مباراة، وأحرزنا لقب البطولة الوطنية، ولعبت جميع المباريات، بلغنا نهائي كأس العرش ونصف نهائي كأس «كاف»، لكن توتر علاقتي مع المدرب وليد الركراكي، دفعني إلى طلب تغيير الأجواء. وتفهم وضعي المدير العام للفريق محمد الزغاري. الفريق منح الثقة للحارس الشاب أيمن مجيد، الذي قدم مستوى طيبا. كرة القدم فيها أخطاء. نرتكب أخطاء ونتعلم منها. المركز حساس، والفريق يتوفر على مجموعة من الحراس، وانتداب الحارس أمسيف سيمنح الثقة للفريق الذي يتوفر أيضا على يونس الزيادي وعلاء المسكيني ومجيد، وكلهم حراس في المستوى. كيف تنظر لحراسة المرمى في المغرب؟ حراسة المرمى في تطور مستمر. في المواسم الماضية، كان هذا المركز يعاني بسبب غياب أطر ومدربي الحراس في أعلى مستوى، لكن الجامعة والإدارة التقنية انخرطتا في تنظيم دورات تكوينية لمدربي الحراس. في الساحة الوطنية حراس يمتلكون تجربة، وحراس شباب يقدمون أداء طيبا، ليست هناك أزمة حراس المرمى في المغرب، لكن هناك أزمة ثقة في الحراس، وعدم تقديم الدعم والحماية من الضغط للحراس، فبمجرد ارتكاب خطأ، يصبح الحارس مهملا. هل أنت راض عن تجربتك مع الفتح؟ جد راض عن تجربتي مع الفتح الرياضي. لأول مرة يحقق الفتح لقب البطولة. كنت محظوظا بوجودي مع جيل حقق اللقب، ونافس بقوة على لقب كأس العرش، والمنافسات الإفريقية. كنت عند حسن ظن مكونات الفريق، وشاركت في أزيد من 86 مباراة، ولا ننسى أن المكتب المسير محترف، وساهم في هذه الإنجازات. ما هو طموح حسنية أكادير هذا الموسم؟ تكوين فريق قوي يقدم كرة جميلة، ويدافع بشكل جيد. طموحنا الذهاب بعيدا في منافسات كأس العرش، والمنافسة القوية في البطولة، والتركيز على كل مباراة. هناك عزيمة وإصرار لتحقيق نتائج إيجابية لإسعاد الجماهير. هل في نظرك تطورت البطولة المغربية في السنوات الأخيرة؟ أكيد أن مستوى البطولة الوطنية يتحسن من موسم إلى آخر، رغم أن إيقاع التحسن بطيء ويحتاج الصبر. اللاعب المحلي يحتاج للنضج أكثر، وغياب الجماهير خلال الموسم الماضي أثر سلبا على أداء اللاعبين. ماذا عن المنتخب الوطني للمحليين؟ أنا سعيد بتأهل المنتخب المحلي إلى بطولة إفريقيا رفقة جمال سلامي. اللاعبون قدموا مباراة بطولية أمام المنتخب المصري، وأشيد بالحارس عبد العالي المحمدي الذي قدم مباريات في المستوى. كيف تقيم مسيرتك؟ رغم رجوعي إلى الممارسة في سن متأخرة، بعدما انقطعت عن مزاولة كرة القدم لأربع سنوات، بحكم الدراسة، ودخولي ميدان الشغل. كان الاتحاد الزموري للخميسات بوابة العودة، تحت إشراف الحسين عموتة، ومدرب الحراس أحمد بوخريص، الذي يرجع له الفضل في رجوعي لممارسة كرة القدم، ثم تحقيق الصعود مع النادي المكناسي، والانتقال إلى الرجاء الرياضي، ثم الجيش الملكي والنادي القنيطري، الذي ساهم في وصولي للمنتخب المحلي، والالتحاق بالفتح الرياضي. كل هذه المحطات تجعلني راض عن مساري. ما تعليقك على غياب جمهور الحسنية الموسم الماضي؟ إذا أرادت جماهير حسنية أكادير أن ترى فريقا كبيرا وينافس بقوة، فمطلوب منها الحضور إلى الملعب. ينبغي أن تعرف الجماهير أن غيابها عن المدرجات، يترك أثرا سلبيا في نفسية اللاعبين. عندما يشاهد اللاعب جنبات الملعب مملوءة، فالتركيز يكبر، ويحاول تقديم أفضل ما يمكن تقديمه. الضغط الجماهيري ضروري للاعبين، إذ يحفزهم لتقديم مردود أكبر. في سطور: الاسم الكامل: عبد الرحمان الحواصلي تاريخ ومكان الميلاد: 20 دجنبر 1984 بتاونات المركز: حارس مرمى لعب لاتحاد الخميسات والنادي المكناسي والرجاء الرياضي والجيش الملكي والنادي القنيطري والفتح الرياضي لعب للمنتخب المحلي بورتري العائد من بعيد يعد عبد الرحمان الحواصلي من أبرز الحراس بالبطولة الوطنية، رغم توقفه عن ممارسة كرة القدم لأربع سنوات. فرغم عودته المتأخرة في سن 25، استطاع الحواصلي أن يرفع شعار التحدي ويلعب لفرق كبيرة ويتوج بألقاب هامة. بدأ رحلة العودة باتحاد الخميسات، ثم عاد إلى فريقه الأم النادي المكناسي، وحقق معه الصعود إلى القسم الأول، وبلوغ نصف نهائي كأس العرش، وانتقل إلى الرجاء الرياضي في 2012، وبعدها لعب للجيش الملكي والنادي القنيطري، قبل أن يتألق أكثر مع الفتح الرياضي، الذي فاز معه بلقب البطولة الوطنية وبلغ معه نهائي كأس العرش، ونصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية. وتكمن قوة الحواصلي في هدوئه، وقدرته على رفع معنويات زملائه من خلال صدق مشاعره تجاههم. وبعد سوء تفاهمه مع وليد الركراكي الذي عجل برحيله عن الفتح، تقبل الحواصلي ذلك بروح رياضية، وبحث عن فضاء آخر يواصل فيه مساره، مع الاحتفاظ بعلاقة جيدة مع فريقه ومدربه السابق. * أجرى الحوار: عبد الجليل شاهي (أكادير) * المصدر : موقع جريدة الصباح * نشر بتاريخ : 09 سبتمبر 2017