تُعاني قصبة آيت بنحدو، الواقعة نواحي مدينة ورززات، من ضُعف الخدمات الأساسية والبنية التحتية، رغم أنها أشهر قصبة سياحية في المغرب ومُصنفة من طرف منظمة اليونسكو منذ 1987 كتراث عالمي للإنسانية، ومُدرجة ضمن لائحة المواقع الأثرية الوطنية. ويَفد السياح من مختلف دول العالم على هذه القصبة الطينية، التي تعود إلى عصور قديمة، لرؤيتها باعتبارها أهم معالم التراث بالمغرب؛ كما تجذب أيضاً السياح المغاربة، لكن شبابها باتوا اليوم يبحثون عن فرص شغل خارجها، بعيداً من السياحة والسينما. عدد من أبناء المنطقة اشتكوا في تصريحات لهسبريس من الإهمال والتهميش الذي يطال المنطقة وعدم الاهتمام بها وتثمين إشعاعها العالمي؛ فالشاب عادل آيت كرام يقول إن "فرص الشغل في المنطقة منعدمة، وحتى السينما، الملاذ الوحيد لهم، أصبحت في تراجع في الآونة الأخيرة". وقال آيت كرام في حديثه لهسبريس: "شباب المنطقة حصّلوا دبلومات ولا يجدون عملاً. ملاذنا هو السياحة والسينما، لكن الأفلام التاريخية التي تُصور في القصبة أصبحت تنخفض سنة بعد سنة، كما أن شركات الإنتاج لجأت إلى استغلال التقنيات الجديدة في التصوير، ما أدى إلى خفض عدد الممثلين والكومبارس". أما الحسين بولقيل فيقول إن الخدمات الأساسية مثل صرف العملات والشباك الأوتوماتيكي منعدمة، وهو ما يضطر معه السياح الأجانب إلى الذهاب إلى مدينة ورززات لقضاء أغراضهم؛ كما لفت إلى وجود مستوصف صغير بالكاد يكفي للاستجابة لحاجيات السكان، فيما السياح لم يتم استثمار أي شيء لاستقبالهم. وحين يصل السياح إلى القصبة يلجأ الأطفال الصغار إليهم للتسول، وهو ما اعتبر بولقيل "ضرراً على السياحة"، محملاً المسؤولية في ذلك للآباء والأمهات وأيضاً للمسؤولين عن الشأن المحلي، "نظراً لغياب مرافق ترفيهية يقضي فيها أطفال القرية أوقات فراغهم عوض إزعاج السياح". ولا تجلب القصبة السياح الأجانب فقط، بل حتى المغاربة، إذ تقول سائحة قادمة من مدينة تطوان إن المنطقة جميلة جداً، وتتوفر على مؤهلات رائعة، لكن البنية التحتية من الطرق والخدمات الأساسية مثل التطبيب ضعيفة، وأضافت أن النساء والأطفال في هذه المنطقة هم الفئة الأكثر تضرراً من ضُعف مستوى التطبيب. معلمة سياحية كهذه كان لا بد أن تكون جميع الخدمات الأساسية متوفرة فيها، كما يجب الاستثمار في البنى التحتية، من طرق ومستشفى وبنيات استقبال في المستوى، لتشد عضد السياحة لتكون رافعة للاقتصاد محلياً. وتعتبَر القصبة نوعاً من المساكن التقليدية المنتشرة في الصحراء، وهي عبارة عن مجموعةٍ من الأبنية المصنوعة من الطين والمُحاطة بالأسوار. وتتجمَّع المنازل داخل هذه الأسوار الدفاعية المُعززة بأبراج داعمة. وتتخذ قصبة آيت بن حدو، التي يطلق عليها أيضاً اسم "قصر آيت بن حدو"، شكل تجمع سكاني ومعماري متراص ومحصن فوق هضبة مرتفعة، اختيرت لأسباب أمنية واقتصادية، قريبة من حوض الوادي (وادي المالح)، الذي يمر بمحاذاتها إلى جانب الأراضي الزراعية المجاورة. وحظي هذا الموقع الأثري بهذا التميز، من قبل اليونسكو، لكونه يعتبر مثالاً حياً لمعمار استثنائي ونموذجاً بارزاً لتجمع سكني بشري تقليدي يبرز مرحلة مهمة من تاريخ المملكة، ومدى تفاعل الإنسان المغربي مع بيئته.