تشكل الدعامة الأساسية للتنمية ورفع تحدي التنافسية العالمية تتوفر ورزازات على قدرات ومؤهلات سياحية كبيرة، متنوعة ومتنامية، وهي مؤهلات تجمع بين القدرة الإيوائية الضخمة (الفنادق والإقامات السياحية) والرصيد التاريخي والتراثي والجغرافي اللامتناهي ( القصبات و القصور – الواحات والجبل و الصحراء– المآثر والتراث الفني و الثقافي ...) وغنى المنتوجات المحلية والصناعات التقليدية، وتشكل السياحة للإقليم مصدرا هاما للعملة الصعبة و محركا لتنشيط عدة قطاعات أخرى كالصناعة التقليدية، كما يساهم في توفير فرص الشغل، بناء على هذا وبالنظر للنتائج الايجابية والمتصاعدة التي حققتها السياحة بالإقليم طيلة العشرين سنة الأخيرة، يمكن الجزم بأنها الدعامة الأولى للتنمية بالإقليم التي وجب تثمينها ورفع تحدي تطويرها لتبلغ مستوى المنافسة العالمية. من حيث المؤهلات يبلغ عدد المؤسسات السياحية بالإقليم ما يفوق 150 مؤسسة ويصل عدد الغرف ما يقارب 5000 غرفة بقدرة استيعابية تقارب العشرة ألاف 10000 سرير، كما تتوفر ورزازات على مطار بمواصفات دولية، يعزز دوره سنة بعد أخرى في مجال النقل الجوي الدولي بخطوط جديدة ومباشرة تربطه بأكثر الوجهات الدولية تصديرا للسياح والزوار، وتضم أيضا معهدا للمهن الفندقية والسياحية يشرف على تخريج 60 طالبا في السنة تتوزع بين تخصصات المطبخ والاستقبال، وكلية متعددة التخصصات، تلقى إقبالا منقطع النظير في التخصصات المرتبطة بالسياحة واللغات الأجنبية والسينما وغيرها، ناهيك عن قصر المؤتمرات والقادر لوحده على استضافة 2000 مؤتمر بالقاعة الكبرى مع ثمانية ملحقات لاحتضان الورشات الفرعية، أما من جهة الإمكانات الطبيعية والعمرانية والتاريخية، فورزازات تتفرد بكونها من الوجهات السياحية التي تجمع بين الطبيعية الصحراوية والجبلية والواحية بكل تناقضاتها، وهي تستحق لقب عاصمة القصبات العالمية لكونها بحق مدينة الألف قصبة وقصبة تظل شاهدة منها القصبات الشامخة، كقصبة تاوريرت وايت بن حدو وامريديل وتلوات و تيفولتوت، وينضاف لكل ذلك، الزخم الكبير من التراث الفني والشفوي لسكان المنطقة والممثل بمجموعات أحواش تاوريرت وتيفولتوت وسيدي داود وادلسان و تلوات والملحون بسكورة، وفنون الهرامي والريلة والهرمة وعيساوة وكناوة، وغيره كثير، والمواسم بكل من سيدي داود وغسات و سكورة و تيديلي والمهرجانات السنوية بمركز المدينة و مهرجان الورود بقلعة مكونة. أما من حيث النتائج، فتفيد المعطيات الصادرة عن وزارة السياحة بأن مدينة ورزازات، أنهت سنة 2014 على إيقاع تطور ملفت للنشاط السياحي، حيث تشير ذات المعطيات إلى أن عدد ليالي المبيت المسجلة في مختلف الفنادق والنوادي والإقامات السياحية ودورالضيافة المصنفة ارتفعت بما معدله 19 في المائة (427 ألفا و172 ليلة سنة 2014،مقابل 358 ألفا و 865 ليلة سنة 2013، كما شهد توافد السياح عليها على امتداد شهور السنة الماضية ارتفاعا بلغ معدله 9 في المائة، لاسيما بالنسبة للسياح الأجانب من مختلف الجنسيات، والذين ارتفع عددهم إلى 231 ألفا و312 سائحا، مقابل 212 ألفا و 354 سائحا حلوا بها خلال سنة 2013، وانتعشت السياحة الداخلية بدورها حيث سجلت تحسنا ملموسا من حيث مجموع عدد ليالي المبيت التي ارتفعت إلى 86 ألفا و878 ليلة، مقابل 73 ألفا و 638 ليلة خلال سنة 2013(تحسن بمعدل 18 في المائة). كما ارتفع عدد السياح الذين حلوا بورزازات قادمين من مختلف المدن المغربية بمعدل 8 في المائة، ليصل عددهم 46 ألفا و823 سائحا، مقابل 43 ألفا و176 سائحا سنة 2013، بينما بلغ عدد السياح المقيمين في مختلف المدن المغربية والذين حلوا بالفنادق والإقامات والنوادي السياحية ودور الضيافة المصنفة في ورزازات، خلال شهر دجنبر الماضي فقط 2519 سائحا، محتلين بذلك الرتبة الأولى مقارنة مع باقي السياح من مختلف الجنسيات' كما سجل بأن السياح الحاملين للجنسية الفرنسية، الذين يعتبرون الزبون التقليدي الأول بالنسبة لورزازات، احتلوا الرتبة الثانية من حيث عدد الوافدين وذلك بما مجموعه 2077 سائحا، مسجلين بذلك تراجعا بنسبة 56 في المائة مقارنة مع دجنبر من سنة 2013، واحتل السياح الإسبان الرتبة الثالثة من حيث عدد الوافدين بما مجموعه 1658 سائحا، فيما جاء السياح الألمان في الرتبة الرابعة بمجموع 1381 سائحا (ارتفاع بمعدل 3 في المائة)، متبوعين بالسياح الوافدين من الولاياتالمتحدة الذين بلغ عددهم 1135 سائحا بتحسن بلغ معدل 18 في المائة. ويعزى هذا التقدم المستمر في النشاط السياحي للمدينة لعدة اعتبارات، أهمها على الإطلاق تحسن طرق وسبل تسويق المؤهلات المتنوعة والفريدة للإقليم بالدول الأجنبية مؤخرا، و بالإمكان تثمين هذا النشاط و تنميته ليبلغ مستويات مضاعفة أكثر وأكثر، لو تم ذلك داخل نسق يجمع بين النهوض بالبنيات التحتية وتنويع العرض السياحي وتكثيف الخدمات التكميلية وأساسا رفع الطاقة الاستيعابية، وهو ما يفرض إعادة فتح الفنادق المغلقة والعمل على إضافة محطات وقرى سياحية جديدة بالمدينة كما بواحاتها وضواحيها . لا يفوتنا التذكير هنا بأن مدينة ورزازات توجت متم سنة 2014 كأحسن وجهة سياحية - وجهة "أطلس ووديان" - وقد جاء هذا التتويج في أعقاب استطلاع للرأي نظمته الجريدة الإلكترونية "توريسما بوست" وشارك فيه ما لا يقل عن 21 ألفا من مستعملي الانترنت، ينتسبون ل49 دولة موزعة عبر مختلف القارات، وهو شرف تحضى به ورزازات لأول مرة في تاريخها .