عندما أعلن ريال الإسباني لكرة القدم مدريد انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي ، توقع الكثيرون أن سوق الانتقالات الصيفية ستشهد صفقة من العيار الثقيل يسعى من خلالها الريال لتعويض رحيل نجمه الأبرز، لكن الواقع كان مختلفا. فقد أعلن ريال مدريد عن صفقة بدت متواضعة، مقارنة بالنجم البرتغالي، حيث استعاد النادي الملكي جهود المهاجم ماريانو دياز الذي كان معارا لليون الفرنسي، وسادت حالة من خيبة الأمل لدى بعض مشجعي الريال، نظرا لعدم تحقيق التوقعات بالتعاقد مع واحد من الأسماء اللامعة عالميا. وجاء إعلان الريال عن عودة دياز قبل أيام، وتم إغلاق سوق الانتقالات الصيفية يوم الجمعة دون أن تشهد جديدا، ليكون ذلك بمثابة المؤشر والدليل على تواضع سوق انتقالات اللاعبين في إسبانيا. واحتشد نحو خمسة آلاف مشجع في استاد "سانتياغو برنابيو" أمس الجمعة للترحيب بعودة ماريانو، وقد رفعت لافتة حملت عبارة ساخرة جاء فيها "نيمار أم مبابي؟". فقد كانت جماهير ريال مدريد تأمل في التعاقد مع أحد نجمي باريس سان جيرمان الفرنسي، كيليان مبابي أو البرازيلي نيمار. وسجل ماريانو 21 هدفا خلال 45 مباراة ضمن صفوف ليون في الموسم الماضي، وفي الموسم الذي سبقه، شارك اللاعب في 14 مباراة مع ريال مدريد وسجل خلالها خمسة أهداف. وقال دياز خلال مراسم تقديمه "إنه أسعد يوم في حياتي لأنني تعاقدت مع أفضل ناد في العالم." ورغم عدم تعويض رحيل رونالدو بإبرام صفقة كبيرة ، قال فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، إنه سعيد بالعمل الذي قدمه الريال في سوق الانتقالات هذا الصيف. وقال بيريز "لدينا فريق انتصارات استنائي. واستطعنا تعزيز كل المراكز بالفريق." وتعاقد ريال مدريد أيضا مع حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا من تشيلسي الإنجليزي، وألفارو أودريوزولا من ريال سوسييداد. وكشفت أرقام نشرتها صحيفة "اس" الإسبانية أن التوجه "المحافظ" لريال مدريد في سوق الانتقالات انعكس على جميع أندية إسبانيا. وسجلت الأندية الإسبانية حجم إنفاق أعلى من سوق الانتقالات الصيفية السابقة ، لكن حجم الإيرادات كان أعلى أيضا. وأوضحت الصحيفة أن أندية الدوري الإسباني أنفقت إجمالي 888 مليون يورو (مليار دولار) ، وهو ما يزيد على نفقاتها في فترة الانتقالات الصيفية السابقة والتي بلغت 596 مليون يورو. بينما بلغ إجمالي إيرادات الأندية من صفقات بيع اللاعبين 802 مليون يورو ، مقابل إيرادات بلغت 675 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفية السابقة. وبذلك بلغ صافي نفقات الأندية 86 مليون يورو ، مقابل 79 مليون يورو سجلتها في سوق العام الماضي. وكان ريال مدريد الأعلى إنفاقا بين الأندية الإسبانية، حيث أنفق 145 مليون يورو بينما بلغت إيراداته 133 مليون يورو من بينها 105 ملايين يورو قيمة صفقة بيع رونالدو إلى يوفنتوس ، وقد بلغ صافي نفقات النادي الملكي 75ر11 مليون يورو. أما برشلونة، فقد حقق صافي أرباح بلغ 3ر6 مليون يورو من صفقات اللاعبين حيث أنفق 9ر125 مليون يورو بينما حصد 132 مليون. وتتضمن إيرادات برشلونة مبلغ 50 مليون يورو، من المقرر أن يتسلمه في يناير نظير انتقال لاعب خط الوسط باولينيو إلى قوانجتشو إيفرجراند الصيني. أمام أتلتيكو مدريد، فقد سجل أعلى حجم إنفاق صافي بين أندية الدوري الإسباني ، حيث أنفق 5ر123 مليون يورو لشراء لاعبين بينما جنى 45 مليون يورو فقط. أما بلنسية، فقد استعد لعودته إلى دوري أبطال أوروبا من جديد ، بتسجيل صافي إنفاق بلغ 6ر69 مليون يورو ، حيث بلغ حجم إنفاقه 2ر127 مليون يورو بينما حصد 6ر57 مليون يورو. ورغم أن سوق الانتقالات لم تشهد صفقات من العيار الثقيل مع نجوم عالميين أمثال نيمار ومبابي ، تبدو جماهير الفرق الأربعة المنافسة بدوري الأبطال ، راضية بشكل عام إزاء النشاط الذي شهدته السوق. فأحيانا يكون الاحتفاظ باللاعبين بنفس أهمية شراء لاعبين جدد ، وقد نجح أتلتيكو مدريد في الاحتفاظ بالنجم الفرنسي أنطوان جريزمان ويان أوبلاك ودييجو جودين وفيليبي لويس ، رغم أنهم حازوا على اهتمام أندية عدة. كذلك نجح برشلونة في إبقاء عثمان ديمبلي بين صفوفه ،وقد قدم اللاعب بداية قوية في الموسم ، واحتفظظ بلنسية بلاعبيه جيوفري كوندوجبيا وجونكالو جيديس اللذين لعبا للفريق في الموسم الماضي على سبيل الإعارة لكنهما انتقلا الآن بعقود نهائية. *د.ب.أ