تحية احترام ومودة وتقدير وبعد، في هذا الوقت من كل سنة، نستعد جميعا لتغيير نمط وإيقاع عيش ألفناه طيلة العطلة الصيفية، أتمنى أن يكون الجميع قد قضاها على أحسن حال، استقبالا لموسم دراسي جديد يتميز عادة بالحلل الجديدة في جل الأشياء من اللباس والأدوات المدرسية إلى الفضاءات المدرسية النظيفة والمطلية بألوان الحياة والمتعة، إنها انطلاقة نأملها أن تكون حيوية في كل مجالات الحياة المدرسية. ما يميز هذه السنة هو التحاق أعداد كبيرة من الأستاذات والأساتذة الجدد بمهنة التدريس، فكل شيء جديد بالنسبة إليهم. منهم من ستطأ أقدامهم الفصل الدراسي لأول مرة، ومنهم من سيلج عالم الطفولة لأول مرة. بدون شك، ستكون هذه المرحلة مليئة بالترقب والإثارة، وأحيانا الضبابية وعدم الوضوح. الأساتذة الجدد الأفاضل والأستاذات الجديدات الفاضلات، أنتم وأنتن ونحن معكم لا نلم بكل شيء في ميدان التربية، وهذا أمر عادي جدا.. ستتطور مهاراتكم وتنمو قدراتكم مع تراكم سنوات التجربة، حاولوا الاستفادة والاستمتاع بهذه الرحلة التربوية بالتمرن على حسن إدارة الضغوطات التي يفرضها واقع الممارسة؛ خططوا جيدا لدروسكم، واصبروا على تلامذتكم، لا تنتظروا أن يكون كل شيء مثاليا، كونوا وكن تلك الأستاذة وذلك الأستاذ الذي كنتم ترغبون وترغبن أن يكون أستاذا أو أستاذة لكم في مرحلة تمدرسكم. تذكروا أن هناك أستاذا أثر إيجابا في حياتكم، كونوا ذلك الأستاذ في حياة الآخرين، استمتعوا بكل يوم وأنتم تعدون جيلا بأكمله ليواجه العالم بكل ما يلزم من قيم ومبادئ وقدرات ومهارات...؛ استغلوا كل فرصة تتاح لكم لبناء علاقة صداقة وزمالة طيبة مع طاقم المؤسسة وعلاقة تواصل صادقة مع التلميذات والتلاميذ وآبائهم وأمهاتهم، وهذا سيعزز من دافعيتم ويغيّر نظرتهم إلى التعلم؛ تذكروا دائما كلما حاصرتكم ظروف العمل الصعبة أحيانا واستبدت بكم وبكن فكرة تيئيسية تشعركم بالإحباط وغياب المعنى فيما تقوم به من عمل إنساني نبيل، تذكروا رسالتكم في الحياة من موقعكم كمربيات وكمربين. استحضروا دائما الجواب عن سؤال لماذا الذي وضعتموه على أنفسكم قبل ولوج مهنة التدريس. تمسككم برؤيتكم ورسالتكم سيزيدكم وسيزيدكن إصرارا وعزما على قضاء سنة دراسية تبصمون وتبصمن فيها كل دقيقة على مستقبل جيل بأكمله. الأساتذة الأفاضل والأستاذات الفاضلات، قد تشعرون وتشعرن أحيانا بالملل والتعب والإرهاق بسبب الروتين اليومي للتدريس والتخطيط واللقاءات التربوية والأنشطة المدرسية، وهو كذلك أمر عادي جدا، استقطعوا لأنفسكم وقتا للراحة وممارسة الهوايات المفضلة، لتجديد الحيوية والنشاط؛ أحبوا تلامذتكم، فلكل واحد مميزات وقدرات خاصة به، حاولوا اكتشافها، حاولوا معرفة ما الذي يعزز حافزية هذا المتعلم أو ذاك، أنصتوا ثم أنصتوا إليهم، تعرفوا على هواياتهم والأشياء المفضلة لديهم ولم لا أسماء أقاربهم، كل يوم بالنسبة لهم مهم للغاية. هؤلاء هم أبناؤكم ليس فقط لمدة عشرة أشهر، بل طول الحياة، فلا حدود لتأثيركم عليهم. حافظوا على الابتسامة في وجوههم وبادلوهم التحية بأحسن منها؛ ثقوا وثقن في قدراتكم وقدراتكن، نعم تستطيعون وتستطعن، طبقوا الممارسات الجيدة في أقسامكم، استثمروا ما توفر من إمكانات بمؤسساتكم، اطلبوا الدعم من زملائكم القدامى ولا تستهينوا بخبرتهم، فلن يبخلوا عليكم بالتوجيه والإرشاد كلما برزت الحاجة إلى ذلك. توجيهاتهم ودعمهم قد يجعل حياتكم وحياة تلامذتكم أيسر وأسعد. ضعوا الأسئلة على زملائكم القدامى، فوضعها لم يكن إطلاقا مؤشر نقص أو دونية؛ تذكروا دائما أنكم عناصر تغيير في هذا العالم وفي حياة الكثير من الناس، لا تدعوا المقارنات تسرق تميزكم وفرحتكم، ركزوا على الأشياء المهمة، وأهمها إطلاقا هو التلميذ؛ أتمنى أن تكون السنة الأولى من حياتكم المهنية حبلى بالسعادة والتجارب والدروس والعبر والعلاقات الوطيدة مع الجميع. طابت أوقاتكم (كن)، وكل شتنبر وأستاذاتنا وأساتذتنا الجدد على أحسن حال. *إطار تربوي بمديرية بولمان