نجحت الشرطة الوطنية الإسبانية في تفكيك منظمة إجرامية تعمل على تهريب المهاجرين من المغرب عبر قوارب معدة لهذا الغرض، واعتقال ثلاثة من أعضائها الرئيسيين، من ضمنهم شخص كان موضوع مذكرة بحث على المستوى الأوروبي بتهم تتعلق بالاتجار بالممنوعات. وقالت مصادر أمنية إسبانية، في تصريحات نقلتها صحيفة "إلفارو"، إن أفراد الشبكة يتوفرون على وسائل لوجستية جد متطورة داخل المغرب وإسبانيا، إضافة إلى أنهم يقومون بتقسيم المهام فيما بينهم من أجل تسهيل عملية إيصال المهاجرين إلى التراب الأيبيري دون الوقوع في قبضة عناصر الأمن. وتبعا للمصادر ذاتها، فإن المنظمة تمكنت من تهريب ما يزيد عن 700 مرشح للهجرة غير النظامية، موضحة أن أفراد الشبكة تورطوا في جرائم احتجاز مهاجرين عكس إرادتهم داخل مقرات سكنية ببلدية موتريل، التابعة لمدينة غرناطة، في انتظار دفع مبلغ مالي بقيمة 50 ألف درهم من طرف أقربائهم. وأوضح المنبر الإعلامي ذاته أن عمليات التحقيق بشأن هذه العصابة الإجرامية بدأت منذ شهر يناير الماضي، عندما أثار انتباه عناصر الأمن توافد أعداد كبيرة من المهاجرين على سواحل مدن إقليم الأندلس الجنوبي، قبل التوصل إلى أن الأمر يتعلق بمنظمة لتهريب المهاجرين عبر قوارب مزودة بمحركات قوية. وأضاف أن أفرادا من الشبكة يقومون بنقل المهاجرين إلى مراكز إيواء بمدينة ألميريا وبلدية موتريل، حيث تتولى عناصر أخرى مهمة توزيعهم على مدن إسبانية أخرى، مبرزة في المنحى نفسه أن زعيم المنظمة يقيم بإسبانيا، وكان يود السفر إلى بلده الأصلي المغرب لقضاء عطلة لمدة ستة أشهر. وقد شارك في عملية تفكيك الشبكة أكثر من عشرين عنصرا من الوحدة الأمنية المخصصة لمكافحة الهجرة وشبكات التهريب بإقليم الأندلس، بتعاون مع مكتب التحقيقات القضائية ببلدية موتريل. وأسفرت عمليات المداهمة عن حجز مبالغ مالية مهمة ووثائق مزورة ووسائل إلكترونية.