تمكنت عناصر الحرس المدني الإسباني من تفكيك منظمة إجرامية تكرس أنشطتها في تهريب المهاجرين من المغرب نحو المملكة الأيبيرية، وتوقيف أفرادها الخمسة الحاملين الجنسية المغربية. وذكرت مصادر أمنية، في تصريحات نقلتها صحيفة "مدريد بريس" الإسبانية، أن القيادة العليا للأمن بمدينة الجزيرة الخضراء بإقليم الأندلس كلفت وحدة أمنية خاصة بغية رصد تحركات المنظمة منذ عدة أشهر، مضيفة أن قائمة الموقوفين تتضمن عنصرين نسويين. وأوضح المنبر الإعلامي ذاته أن العملية الأمنية، التي أطلقت عليها تسمية "Vida"، أسفرت عن إلقاء القبض على شخصين من المجموعة ببلدية ألمورادي التابعة لمدينة أليكانتي، بينما تم إيقاف الأشخاص الثلاثة الآخرين بمدينة تراغونا بإقليم كتالونيا، مشيرا إلى أن أعمار المعتقلين تتراوح بين 29 و45 سنة. وأضاف بأن الموقوفين يواجهون تهما متعلقة ب"ارتكاب جرائم ضد حقوق المواطنين الأجانب، والانتماء إلى منظمة إجرامية"، مشيرا إلى أن عمليات المداهمة والتفتيش، التي قامت بها عناصر الأمن، أسفرت عن حجز العديد من الهواتف النقالة وأجهزة الكومبيوتر وسيارات فخمة ومبلغ مالي بقيمة 3 آلاف يورو ووثائق مزورة. وذكرت الصحيفة، أيضا، أن زعيم الشبكة يقيم بمنطقة غوادالوبي بمحافظة مورسيا الجنوبية، مضيفة أن التحقيقات القضائية بشأن المنظمة بدأت منذ شهر مارس الماضي، عندما ألقت عناصر الحرس المدني الإسباني القبض على مغربي يشتبه في تورطه في مخطط إجرامي لإدخال مهاجرين من شمال المغرب. وشرع رجال الأمن في مراقبة المشتبه به الأول، قبل أن يكتشفوا أن الأمر يتعلق بشبكة تعمل على تسهيل إدخال المهاجرين غير النظاميين إلى التراب الأيبيري، لا سيما بعدما أثار انتباهها وصول العديد من القوارب المحملة بهؤلاء المهاجرين إلى سواحل مدينتي الجزيرة الخضراء وطريفة الإسبانيتين. ووفق التحقيقات الأولية، فإن أفراد الشبكة يقومون بتوزيع الأدوار والمهام فيما بينهم، إذ يتكلف البعض بنقل المهاجرين من السواحل المغربية عبر قوارب مطاطية مزودة بمحركات قوية، فيما يعمل البعض الآخر على تحديد مسالك العبور، وتوفير الوسائل اللوجيستية لاستقبال المهاجرين السريين ونقلهم إلى أماكن آمنة بإسبانيا.