يبدُو أنّ المغرب عازم على الاستفرادِ بحصة الأسد في السوق الأوروبية من حيثُ من الموارد الفلاحية، فبعد تخطيه مراحل متقدمة بخصوص الاتفاق الفلاحي الذي صُودِقَ عليه من قبل الأوربيين، يطمحُ إلى التّوسُع أكثر في الأسواق الأوروبية، ليصبحَ المورد الأول لدول الاتحاد من حيث المواد الفلاحية، إذ سيعْمَلُ على تشييد خطٍّ سككي جديدٍ قادرٍ على إيصالِ حصصٍ كبيرةٍ من الخضروات إلى المستهلكين الأوروبيين، متفوقا بذلك على إسبانيا. ويقوم المغرب باستثمارات كبيرة لنقل إنتاج الخضروات عبر تشييدِ خط سككي إلى ميناء طنجة المتوسط، والذي سيتم ربطه بالممر المركزي سنة 2020، وبالتالي "ستتمكن الخضروات المغربية من الوصول إلى أسواق الاتحاد الأوروبي عن طريق السكك الحديدية السريعة قبل ألميريا الإسبانية"، حسب جريدة " La Voz de Almería". ويعتبرُ المغرب الشريك الأول والمورد البارز لأوربا في ما يخص الخضر، إذ حققت واردات الاتحاد انطلاقاً منه نموا قويا بنسبة 15 في المائة. وتتصدر الطماطم الخطر المصدرة من المغرب نحو الاتحاد الأوروبي؛ فيما سجلت الصادرات ارتفاعا بنسبة 17 في المائة سنة 2017 مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة قبلها. وتضمنُ دول المغرب وتركيا ومصر الواردات الأوروبية بما يقارب 64 في المائة. وسجلت الواردات الأوروبية من هذه الدول الثلاث ارتفاعا ملحوظا في الفترة الماضية. وأوردت المقالة التي وقّعها الصحافي أنطونيو فرنانديز أن "المغرب شرع مؤخراً في توسيع وتحسين مسارِ خطوط السكك الحديدية التي تربط بين الشمال والجنوب؛ من أجل جلب الخضروات المنتجة في مناطق متفرقة من المملكة بأسرع وقت ممكن إلى ميناء طنجة المتوسط، وتحوليها في ما بعد إلى ميناء الجزيرة، حيث يُمكن للخضر أن تمر بسرعة عالية عبر الممر المركزي، ما سيزيد الخناق على المنتجات الفلاحية الإسبانية". واعتبر المنبر الإسباني أن "ألميريا لنْ تتمكن من تحقيق هذا المشروع إلا سنة 2024، أي بعد أزيد من أربع سنوات على الأقل من طرح المشروع المغربي الطموح، ما سيجعل المملكة تستفيدُ من البنية التحتية الموجود في إسبانيا، وبالتالي الوصول إلى الأسواق الأوروبية الرئيسية قبل إسبانيا". يذكر أن صادرات المغرب من الخضر هذا العام شهدت ارتفاعا ملحوظا، إذ بلغت عند متم يونيو الماضي حوالي 10.7 مليارات درهم عوض 8.9 مليارات درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، أي بارتفاع معدله 19.4 في المائة، حسبما أكدته آخر إحصائيات مكتب الصرف المغربي. وأشار المكتب إلى أن المغرب لازال من أوائل مصدري الخضروات الطازجة نحو الأسواق الأوربية. وتأتي الطماطم والبطاطس والبصل على قائمة الأغذية التي يستوردها الاتحاد الأوربي من المغرب.