على بُعد أسبوع من عيد الأضحى، تعرف الأسواق الأسبوعية في مختلف جهات المغرب حركة دؤوبة من قبل "الكسابة" من أجل بيع الأضاحي لإقامة إحدى الشعائر الدينية التي تحظى بإقبال منقطع النظير من طرف المغاربة بمختلف شرائحهم، إذ تنتظر فئة كبيرة اقتراب العيد للظفر بأضحية بأقل ثمن. ويشكل عيد الأضحى فرصة لتحسين دخل الفلاحين ومربي الأغنام والماعز، على الخصوص، لاسيما في مناطق انتشار الأغنام والدوائر الرعوية، إذ تشير توقعات وزارة الفلاحة إلى أن رقم المعاملات سيبلغ 11 مليار درهم، يتم تحويل معظمها إلى العالم القروي، وهو ما يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية به. وتفيد معطيات استقتها هسبريس من عدد من "الكسابة" في عدد من جهات المغرب بأن العرض يفوق الطلب، كما أن أسعار الأضاحي إلى حد الساعة تبقى في المتناول، إذ تبدأ كحد أدنى من 1500 درهم، وتختلف حسب السلالات والوسطين القروي والحضري، مع الإشارة إلى أن الأسعار في المدن ترتفع بعض الشيء نتيجة التنقل وكراء الحظائر. وتبقى الأيام القليلة التي تسبق يوم العيد، الأربعاء المقبل، خاضعةً لمنطق العرض والطلب، لكن الأسعار عموماً تبقى في المتناول، حسب رغبة كل أسرة في السلالة وحجم الأضحية.. وتوجد بالمغرب عدد من سلالات الماشية المعروفة، أهمها "أبي الجعد وبني كيل والصردي وتيمحضيت"، وكلها تتميز بجودة عالية وتعرف إقبالاً رغم أسعارها المرتفعة في بعض الأحيان. ولعل ما يميز عيد الأضحى هذه السنة هو هاجس العلف المغشوش الذي تجندت الحكومة لمحاربته. وتفيد أرقام لوزارة الفلاحة والصيد البحري، بأن العرض كاف ويلبي الطلب، مؤكدةً أن الحالة الصحية للقطيع الوطني، خصوصاً في ما يخص الأغنام والماعز، جيدة بمختلف جهات المملكة. وقالت وزارة الفلاحة إن قطاع تربية الأغنام والماعز خلال الموسم الفلاحي 2017-2018 استفاد من عدة إجراءات وظروف، أهمها وفرة الموارد العلفية والحبوب التي كان لها أثر إيجابي على أثمان الأعلاف، تمثل في انخفاض في أثمان الأعلاف المحلية بنسبة 14 في المائة مقارنة مع الموسم المنصرم. وأشارت الوزارة إلى أن العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى لعام 1439 يقدر ب8.1 مليون رأس، منها 4.6 ملايين رأس من ذكور الأغنام، و1.38 مليون رأس من إناث الأغنام، و2.1 مليون رأس من الماعز. أما الطلب من أضاحي العيد فيناهز، حسب وزارة الفلاحة، حوالي 5.45 مليون رأس، منها 4.9 ملايين رأس من الأغنام (4.3 ملايين رأس من الذكور) و540.000 رأس من الماعز، وهو ما يعني أن العرض كاف لسد الطلب المرتقب، بما يفوق 48 في المائة. وتدفع مناسبة عيد الأضحى الجماعات الترابية في مختلف مناطق المغرب، وخصوصاً في المدن، إلى عقد اجتماعات لاتخاذ تدابير لمواكبة المناسبة، خصوصاً في الشق المتعلق بالنظافة، إذ يتم الاتفاق مع شركات النظافة على زيادة الفرق المشتغلة وعدد مرات التجميع في اليوم. ويتسبب عدم التزام عدد من المواطنين بجمع النفايات في أكياس خاصة في تحول عدد من المدن إلى نقطة سوداء، تتجمع فيها مخلفات الأضاحي، إضافة إلى أنشطة الشواء في الساحات والفضاءات داخل الأحياء، وهو ما يصعب مأمورية عمال النظافة، خصوصاً أن الأمر يتعلق بنفايات كثيرة وذات رائحة قوية. وفي العاصمة الرباط تم اعتماد برنامج عمل يتضمن غسل ومعالجة نقاط التجميع بوتيرة مستمرة ووضع حاويات حديدية من الحجم الكبير في النقط السوداء، إضافة إلى تنظيم حملات النظافة بالأحياء وضمان مداومة ليلية من طرف الشركة المكلفة بالنفايات الخضراء وبقايا البناء المنزلي. كما تلجأ عدد من الجماعات الحضرية إلى تشكيل لجن من الشرطة الإدارية، والمكتب الصحي الجماعي، والقسم التقني والإدارة الجبائية، من أجل المتابعة اليومية. كما يتم فتح المجازر الجماعية يوم العيد في وجه عموم المواطنين، تيسيراً لعملية الذبح.