بلغ عدد الأضاحي المُخصصة لعيد الأضحى، على بُعد أسابيع من حلوله، حوالي 6 ملايين رأس من الأغنام والماعز، جرى ترقيمها من طرف المصالح البيطرية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) والجمعيات المهنية المشتغلة في هذا المجال. ومنذ السنة الماضية، تقوم السلطات المختصة بتسجيل المربين والمسمنين وترقيم الأغنام والماعز ومراقبة مياه شرب الأضاحي والأدوية البيطرية والأعلاف، إضافة إلى مراقبة مسار فضلات الدجاج لتفادي استعمالها في تغذية المواشي. ويبقى العرض المعلن عنه إلى حد الساعة كافياً للطلب المتوقع، ومن المرتقب أن يصل العدد النهائي المرقم من الأغنام والماعز إلى 8 ملايين مع نهاية الشهر الجاري، بحيث تتواصل عمليات الترقيم في مختلف جهات المغرب. ويواجه الكسَّابة هذه السنة تحديات عدة، أبرزها درجات الحرارة المرتفعة، وغلاء العلف نتيجة ضعف الموسم الفلاحي، ناهيك عن ضُعف بنيات الأسواق التي تُعدها السلطات لعرض الأضاحي في المدن. وقال عبد الرحمن مجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، إن الثمن المتوسط للأضاحي المسجل حالياً في بعض الأسواق يتراوح ما بين 47 درهماً و52 درهماً للكيلوغرام، متوقعاً ألا يتجاوز هذا المستوى في الأسابيع المقبلة. وأشار مجدوبي، في حديث لهسبريس، إلى أن عدداً من المواطنين يختارون اقتناء أضحية العيد قبل شهر أو شهرين، وهو توجه يفضله كثير من الناس لتفادي الازدحام ومفاجئات الأيام الأخيرة قبل عيد الأضحى، خصوصاً أنه يتزامن مع فصل الصيف. ولا يتوقع مجدوبي أن تسجل الأضاحي ارتفاعاً أكثر من 52 درهماً ما دام أن العرض كاف ومتنوع ويتيح للمواطنين الاختيار بين السلالات المتوفرة حسب المناطق، وأشار في هذا الصدد إلى أن صنف "الصردي" يكون مرتفعاً بدرهم أو درهمين للكيلوغرام عن الأصناف الأخرى. ويرجع ارتفاع ثمن "الصردي"، بالإضافة إلى جودته، إلى قربه من جهة الدارالبيضاء التي تعتبر أكبر سوق للأضاحي، أما في مدينة سلا فسلاسة "بني كيل" مثلاً تصل إلى 53 درهماً و"الصردي" 52 درهما فقط، حسب إفادات مجدوبي. وشدد المتحدث على ضرورة تعامل المستهلك مع الأضحية بكثير من المسؤولية، وذلك باحترام سلسلة التبريد لتفاضي تعفنها، وأضاف قائلاً: "ذبح الأضحية يجب أن يتبعه الوضع سريعاً في الثلاجة، خصوصاً أن العيد يتزامن هذه السنة مع منتصف شهر غشت حيث ترتفع درجات الحرارة، وإذا ما تُركت معروضة في الحرارة لساعتين ستتعفن". وحول آثار الموسم الفلاحي الضعيف على عملية بيع الأضاحي، أشار رئيس الجمعية إلى أن الأمر أثر على الأعلاف بارتفاع ثمنها بشكل كبير، وهو ما يجعل الكسابة أمام تحدي الحرارة من جهة وما تفرضه من متطلبات مرتفعة من الماء المخصص للأضاحي، وغلاء مختلف أنواع الأعلاف من جهة ثانية. وبالإضافة إلى ذلك، أورد مجدوبي أن "الكسابة يواجهون تحديات أخرى لعرض منتوجهم في المدن في ظل غياب شروط بيع مناسبة لهم، كما أنه لا يتم الأخذ بعين الاعتبار الكسابة الصغار الذين يواجهون غلاء مصاريف التنقل والماء والعلف". وتدعو الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز إلى إيلام اهتمام كبير بهذه الشعيرة المهمة والوحيدة سنوياً عبر إحداث لجان متابعة محلية تسهر على توفير الشروط المناسبة لمرورها في أجواء جيدة، خصوصاً أنها تحقق رواجاً كبيراً في المدن. وبالإضافة إلى الأسواق التي هيأتها وزارة الداخلية، وعددها 30 سوقاً إضافياً مخصصاً لبيع أضاحي العيد، لجأت الجمعية إلى إحداث سوق نموذجي خاص بها في مدينة تطوان، وفي حالة نجاح التجربة سيتم تعميمها على المدن الأخرى في السنوات المقبلة. ويشكل عيد الأضحى فرصة لتحسين دخل الفلاحين ومربي الأغنام والماعز، على الخصوص، لاسيما في مناطق انتشار الأغنام والدوائر الرعوية؛ إذ تشير توقعات وزارة الفلاحة إلى أن رقم معاملات هذه المناسبة يبلغ 11 مليار درهم، يتم تحويل معظمها إلى العالم القروي.