دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اليوم السبت، جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة التعاون مع المغرب لمواجهة أزمة الهجرة السرية؛ وذلك بعدما حاولت أطراف أوروبية التملص من واجباتها في مكافحة الظاهرة، بمبرر محدودية الموارد المالية للصندوق الأوروبي المخصص لمكافحة الهجرة بإفريقيا. وقالت المستشارة الألمانية، في لقاء صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي لحل أزمة الهجرة تعزيز التعاون مع دول العبور، بما فيها المغرب وتونس، وأضافت: "نحن بحاجة إلى تعزيز التعاون معهما لأن هذه البلدان تحتاج إلى مساعدة.. هذه هي الدول الحدودية". وكان المغرب اشترط الحصول على عائدات مالية قدّرت قيمتها بحوالي 60 مليون أورو من أجل الانخراط في أكبر عملية تقودها الدول الأوروبية من أجل مكافحة الهجرة غير النظامية، التي تنشط خلال هذه الفترة من السنة، لتعد بعد ذلك المفوضية الأوروبية بالإفراج عن مبلغ مالي يُقدر ب55 مليون أورو من أجل تمويل برامج تدبير الحدود في المغرب وتونس. ووجهت ميركل رسائل إلى بعض السياسيين الأوروبيين الذين يرفضون التعاون مع بلدان عبور المهاجرين، موردة أنه "من الضروري القضاء على أسباب الهجرة، وتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، وحل هذه القضايا معا"، وزادت: "يجب ألا نتحدث فقط عن إفريقيا، بل يجب أن نتحدث أيضا مع إفريقيا". بدوره أكد رئيس الوزراء الإسباني أن البحث عن حلول جذرية لوقف تدفقات الهجرة يقتضي تفعيل الاتفاقيات المشتركة وتقديم مقاربة شمولية للظاهرة، مضيفا: "المغرب أحد الشركاء الرئيسيين للاتحاد الأوروبي ويعاني أيضاً من ضغوط الهجرة، ولهذا السبب نحن نؤيد تعزيز التعاون الثنائي معه لإعطاء الرباط دوراً رئيسياً في ترتيب أولويات الهجرة"، وزاد مستدركا: "لكن لم تحدد بعد طريقة الدعم المالي للمغرب". ودعا المسؤول الإسباني أوروبا إلى رفض الحلول الانتهازية التي يتقدم بها بعض السياسيين تجاه ملف الهجرة، وقال: "رغم أن سواحل إسبانيا وأوروبا لا تفصلها سوى 14 كيلومتراً عن سواحل إفريقيا، إلا أن هناك مسافة أكبر بكثير من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان". وتابع سانشيز: "إننا نعقد مباحثات مع المفوضية الأوروبية لإيجاد مصادر اقتصادية تسمح للمغرب بأن يتعامل بشكل أكثر فاعلية لمنع هذه القوارب التي تقل مهاجرين من الخروج إلى البحر"، مضيفا أنه تم أيضا توفير مساعدات للجزائر وتونس. من جهتها دعت المستشارة الألمانية إلى ضرورة احترام الكرامة الإنسانية للمهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى الأراضي الأوروبية بطرق غير شرعية، وأوردت: "النزاعات العنصرية التي نراها، للأسف، في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أمر يتعين علينا مكافحته". وتركز الاجتماع بين ميركل وسانشيز على سياسة الهجرة، وهي قضية أساسية بالنسبة للبلدين وتتزامن مع دخول الاتفاق الذي تم توقيعه بين وزارتي الداخلية بالبلدين حيز التنفيذ، والذي تستطيع ألمانيا بموجبه إعادة المهاجرين الذين تم اعتراضهم على الحدود وسبق أن تم تسجيلهم في إسبانيا كطالبين لحق اللجوء. ومن المرتقب أن تقود تطورات أزمة الهجرة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب خلال الأيام المقبلة؛ إذ نقلت مصادر عن خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، وميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني الأسبق، اللذين استقبلهما الملك محمد السادس بقصر مرشان بطنجة بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة عشرة لتربعه على العرش، أنه جرى التطرق إلى زيارة رسمية يعتزم شانسيز القيام بها إلى المملكة المغربية.