تحول حوار بين أحلام وعائشة، وهما تلميذتان مغربيتان بإحدى ثانويات برشلونة، إلى عمل فني ناجح حصل على العديد من الجوائز بإسبانيا بعنوان "ما سيقولونه". ويحكي الفيلم الوثائقي عن الصداقة المتميزة التي تجمع بين فتاتين مسلمتين من برشلونة، تتشاركان الطريق نفسه والقسم بالثانوية نفسها، ولا يفسد اختلاف نظرتهما إلى الدين صداقتهما. وبينما كانت الفتاتان تتبادلان أطراف الحديث في الغرفة بالمنزل، سألت أحلام عائشة عن سبب ارتدائها للحجاب، فأجابتها مبتسمة بأنها اتخذت هذا القرار بمحض إرادتها. وتحول هذا الحوار الثقافي بين هاتين التلميذتين إلى فكرة كانت محط نقاش واسع داخل الفصل الدراسي على شكل عرض من إنجازهما، يوضحان من خلاله أن اختلاف طريقة فهمهما لنفس الدين ليس له تأثير على صداقتهما. ونال العرض إعجاب تلاميذ القسم من خلال تفاعلهم معه، في حين ألهمت القصة الأستاذة والمخرجة "نيلا نونييز (Nila Núñez) لتقوم بتصوير أول عمل فني لها، لم تكن تتوقع أنه سيحصد مجموعة من الجوائز. ويقول مساعد المخرجة، الإيطالي "إيمليانو تروفاتي"، في تصريح لجريدة "الباييس" الإسبانية: "لقد تمكنا في الأخير من تصوير شريط مطول (ما سيقولونه) بدل شريط قصير، لأن قصة التلميذتين مؤثرة ورائعة". وفي سياق متصل أضافت عائشة، وهي المتقمصة لدور التلميذة المتحجبة، في تصريح للجريدة نفسها: "تُطرح علينا دائما الأسئلة نفسها في إسبانيا: إن كنت مسلما، لماذا لا تصلي؟ لماذا ترتدي الحجاب؟ يضغطون علينا أكثر من المسلمين أنفسهم وينظرون إلينا كمتطرفين، خصوصا بعد أحداث برشلونة الصيف الماضي". وحصل فيلم "ما سيقولونه" على عدة جوائز، أبرزها جائزة "أتلنتيس" لأفضل فيلم إسباني، وأفضل إخراج أثناء عرضه بمهرجان "خيخون" الدولي للسينما. *صحافي متدرب