مفاجئة سارة تلك التي أعلنها المخرج المغربي عز العرب العلوي لمحرزي، عندما قال « أهدي هذه الجائزة إلى كل المسلمين الذين تأذوا من الفيلم الأمريكي المسيء للرسول الكريم، وأدعوا إلى الرد عليهم بأخلاق النبي الكريم» وطالب عز العرب القاعة بالصلاة والسلام على رسول الله بالطريقة المغربية المعروفة في الاعراس والحفلات فتم له ذلك، كلمة عز العرب، جاءت عقب إعلان فوزه في ختام فعاليات مهرجان المرأة الدولي أول أمس بسلا بجائزة لجنة التحكيم (30 ألف درهم) عن فيلمه الطويل والأول «أندرومان من دم وفحم» مناصفة مع الفيلم الشيلي «فيوليتا صعدت إلى السماء» للمخرج أندريس وود. أما عن باقي جوائز المهرجان الأربعة فقد تُوِّج الفيلم الياباني «هانيزو» للمخرج ناوومي كواسي. بالجائزة الكبرى للمهرجان بمبلغ قيمته 50 ألف درهما، وعادت جائزة أحسن سيناريو (20 ألف درهم) للفيلم الروسي «بورتريه للشفق» وهو فيلم يدور حول الحياة الجنسية وتضمن فقرات كانت تعكس وتجسد رغبات جنسية لا تنتهي للشخصية الرئيسية في الفلم. وحصلت الممثلة الهولندية كاريس فان هوتن على جائزة أحسن دور نسائي(15 ألف درهم) عن دورها في فيلم «إنكريد جونكر» في حين فاز الطفل كاسي موطي كلين بجائزة أحسن دور رجالي (15 ألف درهم)عن دوره في الفيلم السويسري «طفل الأعالي» للمخرجة أورسولا ميير. في وقت كان العديد من المتتبعين والنقاد ينتظرون أن تخرج هذه الجائزة عن فيلم أندرومان وخاصة الممثل الرئيسي فيه المغربي محمد خيي. وقد نال الفيلم المصري «أسماء» لمخرجه عمرو سلامة تنويها خاصا من طرف لجنة التحكيم. وذكر المنظمون أن جوائز المهرجان تكفل بها المجمع الشريف للفوسفاط وإحدى القنوات الدولية الأجنبية. تكريم أمينة رشيد كان له وقع خاص في المهرجان إذ تفاعل المتواجدون داخل المركب الثقافي هوليود والجمهور بالخارج بشكل استثنائي وإيجابي مع هذا التكريم وشهد كل من تحدثوا بالدور الكبير للفنانة جميلة بن عمر العروفة فنيا بأمينة رشيد بأعمالها بالإذاعة والتلفزيون وكذلك بالسينما، وقد تسلمت تذكار التكريم من زوجة ابنها مريم بن صالح رئيسة اتحاد مقاولات المغرب والتي قالت كلمة في حق أمينة بالمناسبة عبرت فيها عن حبها لها وأشادت بالدور الكبير الذي لعبته في المجال الفني. أما الكلمة الثانية في حق أمينة رشيد فقد كانت من طرف الناقد والصحفي عمر بلخمار والذي عرج عن مناقب أمينة رشيد في كل اعمالها خاصة «لالة حبي، وفيها السكر والملح مابغاتش تموت...». الفقرة الثانية من التكريم كانت بطعم فني سياسي كما بدا للبعض، حيث تم تكريم الفنانة الإيرانية فاطمة سيمين معتمد آريا. وفي الوقت الذي ظن فيه كثيرون أن في الخطوة تليين للعلاقة المغربية الإيرانية تأكد أن المعنية بالتكريم هي من أبرز المعرضين للنظام الإيراني وقد حازت على جوائز فاقت الثمانين جزء منها من الولاياتالمتحدةالأمريكية كما أنها منعت من عرض العديد من أفلامها بإيران. عن أبرز الأفلام المعروض بالدورة السادسة لمهرجان المرأة بسلا قال الناقد والباحث في قضايا الفن الحبيب ناصري ل «التجديد»، «إنه من المهم تحليل بعض العناصر الفنية التي تميز بها فيلم دجيكا البوسني. الفيلم الذي هو من توقيع أيدابيجيتش.الدولة التي ينتمي إليها الفيلم، البوسنة والهرسك. ويكفي أن نستحضر، البلد لكي نستحضر مجموعة من المجازر البشعة التي تعرض لها مسلمو البلد إلى حدود اعتبار الحروب الممارسة على الشعب البوسني، بكونها حروبا تطهيرية عرقية، أدانتها كل شعوب ودول العالم. المهم هنا ليس استحضار ما وقع من زاوية السياسة، لكن المهم في الفيلم ، نجاحه في معالجة مخلفات الحرب بلغة سينمائية راقية ومستقطبة للمتفرج». ويحكي الفيلم قصة أخوين يتيمين، بسبب الحرب. أخ وأخت. ستجد الأخت نفسها تعيش في مجتمع مثقل بمخلفات الحرب وتوابعها الاقتصادية، قيل الامر بلغة فنية عابرة، بل حتى الحرب لم يتم استحضارها بالدم والقتل، بل تم استحضارها فقط بلغة الفلاش باك ومن خلال بعض المكونات الطفولية ضمن فضاءات اللعب والمسرح الطفولي . وعن الرسالة المررة هنا قال ناصيري، إنه اغتصاب حق الطفولة في اللعب وفي الدراسة، بلغة شاعرية هزمت لغة العنف والحرب. فالأخت ستجد نفسها مضطرة للاشتغال في فضاءات المطاعم والحانات، وهي المسلمة المتحجبة، من أجل تلبية جزء من حاجيات أخيها المريض بمرض السكري، انتشلته من دار الأيتام لتزرع فيه حب الحياة/العائلة. صراعات مريرة ستعيشها الأخت من أجل استكمال تربية وتعليم أخيها، من خلاله أطلت على طبيعة وعنف المجتمع، ومخلفات الحرب المادية والاقتصادية وبشاعة الفئات الغنية المستغلة لظروف الغير. فقد أدان الفيلم الحرب ومخلفاتها دون السقوط في بشاعة إظهار واقع الدبابات والقنابل. لحظات استرجاعية وثائقية من الماضي بلغة صامتة دون إظهار لأي عنف عسكري.واحدة من نقط القوة في الفيلم، أي إدانة العنف العسكري بأدوات حكائية غير عسكرية. قوة شخصية الأخت، التي من خلالها اكتشفنا المجتمع البوسني، وهي الأخت المسلمة المتحجبة، المتقمصة جدا لدورها، على الرغم من كونها مسيحية صربية، مما جعلنا نعتقد طيلة الفيلم، أنها تعيش وفق ما هي عليه. قوة السينما تصور لك جزءا من الواقع وتوهمك أنه الواقع، ويستر الحبيب في تفاعله مع الفيلم ليعتبر أن هذا الأخير هو صرخة شاعرية في وجه الحرب ومخلفاتها، بإطلالة مجتمعية عائلية، تجعلك تشعر بمدى اغتصاب الآخر لحياة الناس، لا لشيء سوى الاختلاف في المعتقد والقيم. والأجمل هنا يضيف المتحدث للجريدة هو معالجة الحرب بأدوات غير حربية. مع تشغيل قوي للغة الجسد، وطبيعة الصمت المهيمن في العديد من مناحي الفيلم/الحياة.