لازالت واقعة رفض شرطي مغربي مصافحة مندوب الحكومة المحلية لثغر سبتة المحتل تثير ردود فعل متباينة، إذ استنكر حزب إسباني "تضرر العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا على خلفية الزيارة التي قام بها المندوب خوان بيباس إلى الممر الحدودي الفاصل بالتزامن مع مناسبة تخليد احتفالات عيد العرش". وأضاف حزب "معك نحن الديمقراطية"، الذي أنشئ في 22 من الشهر الماضي، أن حاكم مدينة سبتة وضع نفسه في موقف محرج بزيارته المنطقة المحاذية للجدار الأمني العازل الذي يبعد فقط ب20 كيلومترا عن مدينة تطوان، التي كانت تشهد احتفالات الذكرى 19 لجلوس الملك محمد السادس على العرش. وعبر التنظيم السياسي ذو التوجه الليبرالي عن انزعاجه من هذا الزيارة التي تمت في مناسبة لها رمزية خاصة بالمغرب، إذ ستعتبر بمثابة "محاولة لتأكيد السيادة الإسبانية على الثغر"، لاسيما في ظل المطالب المتكررة للعديد من التنظيمات الحقوقية والحزبية بالمغرب من أجل استرجاع مدينتي سبتة ومليلية. وأضاف الحزب ذاته أن التحرك الذي قام به كل من المسؤول الحكومي بيباس والقيادي بابلو كسادو، المنتخب مؤخرا على رأس الحزب الشعبي خلفا لمريانو راخوي، إلى النقطة الحدودية الفاصلة، "لم يكن موفقا ويدل عن فقدان البراعة السياسية التي تقتضيها العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط". وتابع التنظيم، ضمن بيان نقلت مضامينه صحيفة "ثيوتا أكتواليداد" الإسبانية، بأن "الفعل لم يراع العلاقات الهشة بين المغرب والمملكة الأيبيرية"، موضحا في المنحى ذاته أن "الزيارة تفتقر إلى اللباقة السياسية، الأمر الذي ستكون له عواقب على ساكنة سبتة في قادم الأيام"، على حد وصفه. "ردة فعل الشرطي المغربي تدل عن عدم وجود تفاهم ودي مع البلد الجار، عكس ما حاول بيباس الترويج له"، يضيف حزب "Contigo Somos Ceuta"، الذي يرأسه المغربي عبد المالك محمد، قبل أن يؤكد أن الصورة التي ظهر بها الأمني المغربي "تبدد أي شك حول الطابع الجدي للمؤسسات المغربية". وطالب الحزب الإسباني بضرورة إحداث "مجلس الجوار"، مهمته السهر على تعزيز التفاهم الودي بين حكومتي البلدين بغية تفادي تكرار مثل هذه الوقائع التي تؤثر سلبا على طبيعة العلاقات الدبلوماسية، داعيا في الآن نفسه إلى عدم إغراق مدينة سبتة في مزيد من العزلة.