في عزّ العطلة الصيفية، حيث يُقبل المواطنون المغاربة على التنقل بكثافة، تسجّل قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية تأخرا كبيرا في مواعيد الانطلاق والوصول، وهو ما يخلّف استياء كبيرا وسط المسافرين الذين يظلون ينتظرون في المحطات لمُدَد قد تتجاوز ساعتين من الزمن. أمس الخميس، كان المسافرون المتنقلون عبر قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية على موعد مع تأخُّر جديد، في محور الدارالبيضاءالقنيطرة، حيث تأخّرت بعض القطارات لمدّة أزيد من ساعة ونصف، دون أن يتمَّ إخبارهم بأسباب تأخّر مواعيد انطلاق القطارات، أو الاعتذار لهم. لا يجد المواطنون المغاربة المستعملون للقطارات من وسيلة للتعبير عن غضبهم غير فتح أجهزتهم الإلكترونية واللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لبث شكاواهم، علّها تصل إلى مسؤولي المكتب الوطني للسكك الحديدية، في ظل غياب مخاطَب يُمكن أن يفيدهم بشيء داخل محطات القطارات. "القطارات متوقفة بين القنيطرةوالرباط. الله يطلق سراحنا هذ الصباح"، يكتب محمد، تعبيرا عن غضبه من تأخر القطار الذي كان سيُقلّه من مدينة القنيطرة حيث يقيم، إلى العاصمة الرباط حيث يوجد مقرُّ عمله. أسماء، من بين المواطنات والمواطنين الذين يستقلون قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، تقول لهسبريس تعليقا على تأخر القطارات: "تأخر القطار أصبح هو القاعدة وشيئا اعتدنا عليه، أما قدوم القطار في وقته فهو الاستثناء". وتضيف: "حين تتوجه إلى محطة القطار تكون متوقعا أنك قد تمضي مدّة من الزمن وأنت تنتظر قدوم القطار، دون أن يكون هناك إخبار أو حتى اعتذار من لدن المكتب الوطني للسكك الحديدية. مرارا ضيعت اجتماعات ولقاءات رغم أنني أقصد المحطة مبكرا، وآخذ بعين الاعتبار دائما أن القطار يمكن أن يتأخر، لكن للأسف يفاجئنا ويتأخر أكثر مما كنا نتوقع". ما يُثير حنق أسماء، ليس هو تأخر القطارات عن مواعيدها فحسب، "بل عدم اكتراث مسؤولي المكتب الوطني للسكك الحديدية بالزبناء، وكأنهم عند كل تأخر يقولون لنا: رغم عدم احترامنا للوقت، فإنه ليس لكم بديل عنا وستلتجؤون إلى خدماتنا". الشعور الذي عبّرت عنه أسماء، عبّر عنه أنس، من خلال تغريدة على صفحته في موقع "فيسبوك"، بعد التأخر الذي وسَم حركة القطارات، إذ كتب يقول: "والله الى العذاب، دابا ساعة معطلين على العمل ومكاينش اللي يقولك حتى شنو المشكل ديال التأخر". في المقابل، قال مصدر من المكتب الوطني للسكك الحديدية إنّ التأخرات التي تعرفها القطارات سببها الأشغال الكبرى التي يقوم بها المكتب منذ شهور، سواء المتعلقة بتجهيز سكة القطار فائق السرعة (LGV)، أو التي تهم تثنية السكة الرابطة بين البيضاءومراكش، وتثليث السكة الرابطة بين القنيطرةوالبيضاء، والتي تمرّ عبرها 90 في المئة من القطارات. وأكد المصدر ذاته أنّ المكتب الوطني للسكك الحديدية يبذل جهودا كبيرة من أجل تطوير الشبكة السككية من طنجة إلى مراكش، معتبرا أنّ تأخرات القطارات في الوقت الراهن "ليست سوى مسألة عرضية، حيث سيتم الانتهاء من جميع الأوراش المفتوحة في غضون نهاية السنة الجارية". واستطرد المصدر ذاته أنَّ المسافرين عبر قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدة سيسافرون في ظروف أكثر مريحة مقارنة مع السابق، بعد انتهاء الأشغال الجارية حاليا، مضيفا: "حين تنتهي الأشغال في الأوراش الكبيرة المفتوحة سيتحسّن العرض المقدم للمسافرين أكثر، وسيرتفع عدد القطارات، بعد توسيع الشبكة السككية".