شرع المغرب في قطف ثمار انفتاحه الاقتصادي على أسواق جنوب الصحراء الكبرى لقارة إفريقيا، وفتحه المجال منذ سنوات أمام الشركات المغربية لنقل جزء من استثماراتها نحو هذه الدول أملا في رفع وتنويع مصادر جديد لتحقيق مزيد من الأرباح. ونجحت الشركات المغربية العاملة في القطاعات الخدماتية لتكنولوجيا الاتصالات والعقار وتشييد الطرق والمنشآت الكبرى، إلى جانب المصارف وشركات التأمين، في كسب حصة لها من هذه الأسواق. وساهمت الزيارات الملكية المتتالية إلى دول جنوب الصحراء الكبرى بالقارة الإفريقية في تشجيع الشركات والمجموعات الاقتصادية المغربية على مضاعفة استثماراتها في هذه المنطقة بمعدلات مرتفعة، قدرت في العقد الثاني من هذا القرن ب 92 في المائة. المجموعات الاستثمارية والاقتصادية والخدماتية المغربية استثمرت ما يقارب 21 مليار درهم في أقل من تسع سنوات، وهو ما يمثل نحو 52 في المائة من مجموع الاستثمارات المغربية المنجزة في الخارج. وتأتي مجموعة اتصالات المغرب في صدارة الشركات التي استثمرت بشكل كبير في دول غرب ووسط إفريقيا، ونجحت في رفع مستوى مساهمة فروعها الإفريقية في أرباح المجموعة التي تم تحقيقها في النصف الأول من العام الجاري. الأمر نفسه بالنسبة لمجموعتي البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا والتجاري وفا بنك، اللتين وسعتا استثماراتهما في القارة إلى جانب البنك الشعبي، وهو ما ساهم في تعزيز مكانة القطاع المصرفي المغربي في القطاع البنكي الإفريقي. وتقدر قيمة الاستثمارات التي ساهم فيها قطاع الأبناك في إفريقيا، خلال السنوات التسع الأخيرة من القرن الحالي، بنحو 45 في المائة من مجموع الاستثمارات، و20 في المائة بالنسبة إلى قطاع الاتصالات، فيما بلغت التدفقات الاستثمارية نسبة 12 في المائة في قطاع الصناعة، و7 في المائة في التأمين، و6 في المائة في العقار.