سقط ثلاثة قتلى على الأقل جراء هجوم جديد لقوات الأمن ضد الاحتجاجات في نيكاراغوا بالمنطقة الشمالية من البلاد، وفقا لما أكده متظاهرون اليوم من مدينة خينوتيغا. واستهدف الهجوم، الذي استغرق ما يزيد عن ثماني ساعات، حي ساندينو في خينوتيغا الواقعة على بعد 163 كيلومترا شمالي مناغوا، والمعروف بشدة معارضته لحكومة دانييل أورتيغا، الذي رفض التخلي عن السلطة. وقال أحد المتظاهرين: "هذا هو الوضع الطبيعي الذي يتحدث عنه دانييل"، وذلك في رسالة عامة عرض خلالها صورا للضحايا. وأكدت إبرشية خينوتيغا هذا الهجوم الحكومي، وكشف الأسقف كارلوس إنريكي إيريرا أنه سيدخل إلى حي ساندينو للتعرف على الوضع. ويعد الهجوم هو الأحدث الذي تشنه الحكومة النيكاراغوية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ضمن عمليات تشمل كافة المدن الواقعة على المحيط الهادئ وكذلك الشمال والوسط والمطلة على البحر الكاريبي. وفي وقت سابق جددت الحكومة رفضها التنحي عن السلطة، رغم استمرار المتظاهرين في الاحتجاج حتى مغادرة دانييل أورتيغا الرئاسة، وهو ما انعكس في خروج مسيرتين حاشدتين في العاصمة ماناغوا. ودافع خمسة آلاف شخص تقريبا عن الحكومة، مطلع الأسبوع الجاري، بينما تظاهر ضدها خمسة آلاف آخرين أغلبهم من الشباب والطلبة الجامعيين. وتشير بيانات المنظمات الإنسانية المحلية والعالمية إلى أن ما يتراوح بين 277 شخصا و351 شخصا لقوا مصرعهم نتيجة قمع السلطات في نيكاراغوا، فضلا عن آلاف المصابين و"اختطاف" 700 آخرين من قبل عناصر شبه عسكرية واقتيادهم إلى سجون الشرطة. وتشهد نيكاراغوا أزمة اجتماعية وسياسية هي الأعنف منذ حقبة الثمانينات، حيث بدأت التظاهرات ضد أورتيغا وزوجته ونائبته روساريو موريو، في 18 أبريل، على خلفية فشل إصلاحات التأمين الاجتماعي قبل أن تتحول إلى مطالب برحيل الرئيس الذي يشغل المنصب منذ 11 عاما وتوجه إليه اتهامات باستغلال النفوذ والفساد.