حذرت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة من إقبال المغاربة على استهلاك مكملات غذائية مخصصة للتمارين الرياضية، ومن استعمال مستحضرات التجميل التي تحتوي على مادة الهيدروكينون التي يروج أغلبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما نبهت الشبكة، التي تضم جمعيات تشتغل في ميدان الصحة بالمغرب، إلى احتواء هذه المستحضرات التجميلية، التي تباع خارج الصيدليات ودون وصفة طبية، على مادة الزئبق السامة؛ الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان لما لها من أضرار جانبية. وأشارت الشبكة إلى أن "الإقبال على المكملات الغذائية الرياضية أصبح ظاهرة منتشرة بشكل واسع في أوساط الشباب المغربي من أجل تكوين وتقوية البنية الجسمانية"، في تجاهل للآثار الجانبية التي يمكن أن تتسبب فيها هذه المواد غير المتطابقة مع المعايير الصحية الدولية والوطنية. وأكثر من ذلك، فقد حذرت الشبكة من ظاهرة قالت إنها أكثر خطورة، وتتعلق ببيع منتجات ومستحضرات التجميل المغشوشة، وهي عبارة عن كريمات للبشرة وتجميل العيون، ثبت تضمنها لمواد خطيرة وسامة، مثل مادة الزئبق السامة والرصاص والكبريت، ومادة الهيدروكينون، وهي مادة دوائية تستخدم لعلاج مشكلات البشرة، لكنها لا تصرف إلا بموجب وصفة طبية، ويقتصر بيعها على الصيدليات فقط. وأفادت الهيئة المدنية ذاتها بأن وزارة الصحة الكندية أصدرت مؤخراً تحذيراً من استهلاك مكملات غذائية تحتوي على مواد طبية من بينها مادة "Rauwolfia" التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والتي قد تتسبب في حدوث آثار جانبية، تشمل الاكتئاب والإرهاق والنعاس وانسداد الأنف وضيق التنفس. وقالت الشبكة إن هذه المكملات الغذائية لا يجوز استخدامها للأطفال، ومن طرف النساء الحوامل أو المرضعات، إضافة إلى أدوية لتقوية القدرة الجنسية تباع خارج الصيدليات يمكن أن تشكل خطراً كبيراً على المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والكلي والكبد، موردة أن نسبة كبيرة منها تباع عبر الأنترنيت. وأمام استفحال هذه الظاهرة، دعت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة وزارة الصحة إلى مراقبة جميع أنواع المكملات الغذائية التي تباع في السوق الوطنية وإخضاعها لتحليل حول مكوناتها، ومنع كل المواد التي تحتوي على مادة طبية من البيع خارج الصيدليات، وألا يكون ذلك إلا بوصفة طبية. كما طالبت الشبكة وزارة الصحة بسحب المنتجات المذكورة من الأسواق ومنع تداولها، في حال توفرها، ومنع استيرادها، ومنع بيع وتداول منتجات تستخدم في التجميل ولتفتيح البشرة تحتوي على مادتي الزئبق السامة والهيدروكينون. وترى الجمعية أن المغرب في حاجة إلى استراتيجية وطنية هادفة لبناء أنظمة الجودة والسلامة العلاجية والصحية والدوائية وفق المعايير العالمية، وتعزيز السلامة واليقظة الدوائية من خلال وكالة وطنية مستقلة للأدوية من أجل ضمان وتأمين ولوج الأدوية الآمنة والفعالة والقيام بتدابير الحماية المجتمعية من مخاطر التزييف الدوائي، والحرص على تحقيق الوقاية والسلامة للمرضى والمجتمع. ولوحظ في الآونة الأخيرة انتشار لصفحات على "فيسبوك" متخصصة في بيع مستحضرات تجميل بالمغرب أو مكملات غذائية لزيادة قوة العضلات، يلجأ أصحابها إلى الاستعانة بوجوه فنية أو رياضية معروفة لترويجها. كما تختار أيضاً خاصية الإشهار المؤدى عنه عبر موقع التواصل الاجتماعي ذاته لاستهداف أكبر فئة ممكنة من الشباب المغربي.