انتقل إلى عفو الله، اليوم الاثنين بالرباط، المخرج المغربي التلفزيوني عبد الرحمان ملين، عن سن 75 عاما، وذلك بعد معاناة مع المرض، كما علم لدى عائلة الفقيد. وقد كانت للراحل عبد الرحمان ملين، وهو من مواليد سنة 1943 بالعاصمة وينتمي إلى الرعيل الأول من المخرجين المغاربة، ومن مجايلي المخرجين المغاربة الراحلين محمد الزياني ومحمد الركاب وأبو الوقار، عدة إسهامات فنية، أشهرها سلسلة "من دار لدار" التي كانت محط متابعة واسعة من طرف الجمهور المغربي. وقد تم تكريم المخرج الراحل، الذي ساهم في إظهار وإبراز مجموعة من الفنانين والممثلين المغاربة من الجيل الأول ومن المواهب الشابة الناشئة، في فبراير 2014 في حفل نظمته بالرباط الجمعية المغربية لخريجي الجامعات والمعاهد السوفياتية (سابقا) والغرفة المغربية لمخرجي التلفزيون وجمعية رباط الفتح. ومن بين الأعمال التي أخرجها الراحل عبد الرحمان ملين الفيلمان التلفزيونيان "صفحات خالدة" في أواخر سبعينيات القرن الماضي، و"آخر طلقة" في بداية الثمانينيات، فضلا عن شريط سينمائي سنة 2000 عنوانه "نداء التحرير"، الذي يؤرخ لفترة من المقاومة المغربية للاحتلال الفرنسي من نفي الملك الراحل محمد الخامس ثم الحصول على الاستقلال عام 1956، و"الغريق" و"رجل الأسفار"، كما كتب سيناريو شريط سينمائي يحمل عنوان "بن يوسف إلى عرشه". وفضلا عن هذه الأفلام، عمل عبد الرحمان ملين في الإذاعة والتلفزيون المغربية، مباشرة بعد إنهاء دراسته في الاتحاد السوفياتي السابق التي استمرت سبع سنوات في قسم الإخراج والتشخيص السينمائي، وأخرج عددا من المسلسلات والبرامج التلفزيونية، من بينها سلسلة "من دار لدار" التي تتناول وضعية خادمات البيوت في المغرب. والراحل عبد الرحمان ملين من أوائل الخريجين من معهد السينما بموسكو، درس على يد عمالقة السينما السوفياتية من عيار ميخائيل روم، واشتغل، قبل التحاقه بالاتحاد السوفياتي سابقا، ضمن مسرح الهواة، وأجرى تداريب على أيدي مجموعة من الفنانين الفرنسيين أولا ثم على أيدي الراحل أحمد الطيب لعلج والفنانين عبد الله شقرون والطيب الصديقي ومحمد عفيفي، قبل أن يتعلم أصول مسرح الميم.