"أبي ليس إرهابيا، أبي صحافي". بهذه العبارة المكتوبة على ظهر قميصها الأبيض، ارتأت ابنة الصحافي حميد المهداوي الصغيرة أن توصل رسالتها إلى القضاة، الذين حكموا على والدها قبل أيام بثلاث سنوات حبسا نافذا، خلال وقفة أمام البرلمان نظمتها هيئة التضامن مع الصحافي حميد المهداوي وباقي المعتقلين. ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، المنظمة مساء اليوم الجمعة أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، لافتات صغيرة كتبت عليها عبارات مندّدة بالحُكم الصادر ضد الصحافي المهداوي، من قبيل: "الحرية لحميد المهداوي"، "حرية التعبير والصحافة خط أحمر"، لا لقمع الصحافة الحرة"، "ارفعوا أياديكم عن الصحافيين الأحرار"، و"التهمة: قال كلمة الحق...". وارتأى المشاركون في هذه الوقفة التضامنية أن تكون صامتة، قبل أن يكسر صمتها عبد الحميد أمين، عضو سكرتارية هيئة الدفاع عن الصحافي المهداوي وباقي الصحافيين المتابعين، بكلمة استهلها بالتأكيد على أنّ استمرار التضامن معهم سيظل قائما إلى أن يتمّ الإفراج عنهم، قبل أن يندد بشدّة بالحكم الصادر ضد المهداوي. "حميد تم اعتقاله تعسفيا، تم اعتقاله ظلما وعدوانا، ومن المفروض أن يكون اليوم بيننا، لا أن يكون في سجن عكاشة"، يقول أمين، مضيفا أن "الحكم الظالم الصادر ضدّ حميد، والأحكام الصادرة في حق معتقلي حراك الريف، لم تصدر ضدّهم كأشخاص، بل هي أحكام موجهة ضد جميع الصحافيين والمناضلين". واستطرد الناشط الحقوقي قائلا: "المخزن يريد معاقبة كل صوت حُرٍّ، وكل قلم حر، وهذه السياسة لم تُعد مُجدية، وسنستمر في مواجهتها إلى حين تحرير البلاد من الظلم والفساد"، قبل أن يضيف "سنستمر في التضامن مع المهداوي، ومع باقي الصحافيين المعتقلين، ومع معتقلي حراك الريف، إلى أن ينتصر الحق على الباطل، وتنتصر الحرية على الظلم والفساد والاستبداد". وكسر المحتجون صمْت الوقفة الاحتجاجية، بعد كلمة عبد الحميد أمين، بترديد: "إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر.. ولا بد لليل أن يجلي.. ولا بد للقيد أن ينكسر"، تلته شعارات أخرى منتقدة للسلطة وللقضاء، من قبيل: "يا زمان اشهد اشهد.. هاد المخزن فات الحد"، "يا مخزن يا طاغية.. كل نهار ضحية"، "يا مخزن حذار.. كلنا المهداوي وكلنا الزفزافي"، "المهداوي خلا وصية.. لا تنازل عن قضية.. لا تنازل عن حرية...". وكانت آثار صدمة الحكم الصادر في حق الصحافي حميد المهداوي لا تزال بادية على زوجته وهي تلقي كلمة بالمناسبة، نددت فيها بالحكم الصادر في حق زوجها، معلنة أن الوقفة التضامنية هي بداية برنامج نضالي سطرته هيئة التضامن مع المهداوي وباقي المعتقلين. ووصفت زوجة الصحافي المهداوي الحكم الصادر ضده، والقاضي بسجنه ثلاث سنوات، ب"الجائر"، مضيفة أن "حميد يؤدي ثمن دفاعه عن حرية التعبير، وهذا هو السبب الرئيسي لاعتقاله والحكم عليه بهذه التهمة الخرافية". من جهته، قال مصطفى الكومري، عضو سكرتارية هيئة الدفاع عن الصحافي حميد المهداوي وباقي الصحافيين المتابعين، إن "الحكم الصادر في حق الصحافي المهداوي حُكم جائر صدر عقب محاكمة تفتقر إلى أبسط شروط المحاكمة العادلة، وبناء على تهم لا يتقبلها العقل".