بعد الزيارة التي قام بها أناس الدكالي، وزير الصحة، إلى إقليم تنغير، للاطلاع على واقع الصحة والإكراهات التي تواجه القطاع من حيث الموارد البشرية أو التجهيزات، والتي استقبلته الساكنة بالاحتجاج وتوجيه إليه سهام الانتقادات، قامت لجنة تابعة لمجلس المستشارين، الأربعاء، بزيارة تفقدية للمستشفى الإقليمي لتنغير، من أجل الوقوف بدورها على واقع الصحة، لإعداد تقرير ستقدمه إلى رئاسة المجلس المذكور، قصد استدعاء المسؤول الحكومي المعني، وتقديم أهم الملاحظات إليه والتي تم رصدها. اللجنة ذاته، والمتمثلة في أحزاب العدالة والتنمية والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري والاستقلال والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل، قامت بزيارة المستشفى الإقليمي لتنغير واستمعت لمجموعة من الملاحظات على لسان عدد من المرضى والمرتفقين وإدارة المستشفى وبعض الأطر الطبية، بالإضافة إلى استماع لبعض الملاحظات والاقتراحات والحلول على لسان المندوب الإقليمي للصحة بتنغير. مولاي عبد الرحمان الدريسي، عضو اللجنة، أكد أن قدوم لجنة تابعة لمجلس المستشارين إلى أقاليم جهة درعة تافيلالت، من أجل الاطلاع وإعداد تقرير مفصل عن الوضع الصحي، والخصاص المهول في التجهيزات والأطر، الذي تعرفه جهة درعة تافيلالت عموما، جاء بعد الاجتماع الذي جمع اللجنة المذكورة مع مسؤولي القطاع الصحي. وأكد المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن الخصاص المهول الذي تعرفه أقاليم درعة تافيلالت يشكل نقطة سوداء، مقارنة مع القطاعات الأخرى، موضحا أن اللجنة قامت بزيارة إقليم ميدلت والرشيدية وتنغير، وستقوم غدا وبعد غد بزيارة زاكورة وورزازات، مشددا على أن اللجنة عازمة على الاستماع إلى جميع الأطراف من الأطر والإدارة والمواطنين، من أجل رفع تقرير مفصل عن مشاكل وطموحات ساكنة الجهة ودراستها، مشيرا إلى أن اللجنة ستقوم باستدعاء الوزير لإعداده التقرير وحثه على ضرورة الاستجابة لانتظارات المواطنين. وعن أهمّ الخلاصات التي وقفت عليها اللجنة خلال زيارتها إلى ثلاثة أقاليم، قال الدريسي، ممثل حزب الحركة الشعبية، إن "مسألة الخصاص في الأطر البشرية، خصوصا في بعض الاختصاصات"، مشيرا إلى أن الوزارة مدعوة إلى ضرورة إعادة النظر في الخصاص المهول في الموارد البشرية في هذه الجهة، مستدركا "أن تحفيز الأطر من أجل تشجيعهم على الاشتغال بهذه المناطق هو الحل الوحيد الذي يمكن به انتشال القطاع الصحية من الحالة المزرية والكارثية التي يوجد بها حاليا". من جهتها، أوضحت نجاة كمير، مستشارة برلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، أن هذه اللجنة الاستطلاعية التي تقوم بزيارة المستشفيات الإقليمية بالجهة، منبثقة عن لجنة التعليم بمجلس المستشارين، مشيرة إلى أن هذه الزيارة جاءت بعد أن وصل إلى علمها أن الوضع الصحي بجهة درعة تافيلالت مزرٍ وكارثي، مضيفة أن عددا من المستشارين من أحزاب مختلفة طالبوا بهذه اللجنة قصد الاطلاع عن قرب على واقع الصحة بالجهة "بلا زواق". وأضافت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، أن هذه اللجنة الاستطلاعية تعتبر نفسها صوت المقهورين، من أجل إيصال هموم ومعاناة التي يتخبط فيها المواطنون على مستوى قطاع الصحة إلى الجهات المسؤولة على مستوى مراكز القرار، مشيرة إلى أن "اللجنة ستقوم بزيارة باقي مستشفيات أقاليم زاكورة وورزازات، لتتضح الرؤية وتمكننا من رفع تقرير جاهز وفي المستوى المطلوب". ولفتت فاطمة عاميري، مستشارة عن حزب الاستقلال، في تصريح لهسبريس، إلى أن هذه الزيارة الاستطلاعية التي تقوم بها اللجنة المنبثقة عن لجنة التعليم بمجلس المستشارين تسعى إلى جرد أهم الإكراهات والمشاكل التي تواجه القطاع الصحي بالجهة، موضحة أن الوضع الصحي بجميع أقاليم الجهة متشابه بالرغم من اختلاف المكان، مشددة على أن "أهم الإكراهات التي وقفت عليها اللجنة إلى حدود الآن هو الخصاص في الموارد البشرية والتجهيزات، فقط هذا الخصاص يختلف من إقليم إلى إقليم"، معتبرة أن "أقاليم زاكورة وورزازات وتنغير هي الأكثر تضررا من الخصاص"، وفق تعبيرها.