موجة انتقادات واسعة وسخرية عارمة واكبت تنظيم طلبة "ماستر التربية والدراسات الإسلامية" بمرتيل لملتقى وطني يحتفي ب"العطاءات الفكرية والتربوية" لكاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي في حكومة الدكتور سعد الدين العثماني، خالد الصمدي. وعلى مدى ثلاثة أيام بالرباط، خصص طلبة "ماستر الإسلاميات"، بتعاون مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي، غالبية الجلسات لتقديم عروض وأوراق تمحور جلها حول الوزير الصمدي؛ وهو ما أثار استغراب عدد من المتتبعين الذين لم يترددوا في وصف ذلك ب"الفضيحة"، خصوصا وأن الأمر يتعلق باحتفاء مؤسسة جامعية تقع تحت سلطته الفعلية. الطيب بوعزة، أستاذ للتعليم العالي باحث بطنجة، تساءل قائلاً: "لو كان خالد الصمدي ليس وزيراً مكلفاً بالتعليم العالي، هل سيقام له محفل من ثلاثة أيام تدور فيها طاحونة الكلام حول شخصه؟"، وتابع مستغرباً: "حتى لا نظلم الرجل، ربما قد لا يكون هو من بادر إلى ملتقى النفاق الوطني هذا، لكن يبقى مع ذلك اللوم عليه أكبر من اللوم على من نافقه؛ إذ ارتضى لنفسه وهو في منصب المسؤولية الوزارية أن يُقام مثل هذا المجمع". من جهته، اعتبر إدريس الكنبوري، الباحث في الفكر الإسلامي، الملتقى الوطني الجامعي "ليس احتفاء بعطاءات الوزير كما قيل التي نحترمها على كل حال بل احتفالا بمنصبه في الحكومة". مضيفاً: "كانت الندوة ستكون أجمل لو كان خارج الحكومة ويتم الاحتفال به لقيمته الفكرية لا لمنصبه الوزاري". وتابع الكنبوري في تدوينة على موقع "فيسبوك": "حسب علمي، لم يغامر أي وزير أو كاتب دولة في أي حكومة سابقة، حتى تلك الحكومات التي كانت تقودها ما كنا نسميها أحزاب الإدارة في الثمانينات وبدايات التسعينات وكنا نسخر منها، لم يغامر أحد بالسماح بإقامة ندوة حول نفسه، وقد مر في الحكومات السابقة باحثون جادون وروائيون وشعراء". في مقابل ذلك، قال أحد الطلبة الحاضرين في الملتقى، الذي يختتم أشغاله اليوم بالرباط، إن ما قيل في حق الوزير الصمدي "تحامل وغير صحيح"، مشيرا إلى أن فكرة الملتقى تدور أساساً حول الاحتفاء بالشخصيات التربوية في المغرب. وأضاف الطالب ذاته: "هذه السنة تم اختيار تكريم العطاء التربوي للدكتور الصمدي لوجود ستة أفواج في الماستر الذي يشرف عليه، فأراد الطلبة الاحتفال بمسار أستاذهم المتميز تربويا دون انتظار رأيه في الموضوع"، قبل أن يؤكد أن "تمويل الملتقى ذاتي وليس من أي أموال عمومية". جدير بالذكر أن الوزير الصمدي هو أستاذ للتعليم العالي تخصص مناهج وطرق التدريس، حاصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة محمد بن عبد الله بفاس سنة 2000، سبق أن عمل منسقا للجنة البحث العلمي والتعاون بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، خبير معتمد لدى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعضو في اللجنة المركزية للخبراء المكلفة بتطوير التعليم العتيق سنة 2007. وصدرت للصمدي مؤلفات عدة تهم على الخصوص تكنولوجيا الاتصال وتوظيفها في تدريس التربية الإسلامية، والتعليم الديني وإدماج مدونة الأسرة في المناهج الدراسية.